80 بالمائة من الجمعيات لا تخرج عن النشاط الاجتماعي

قال نور الدين بن براهم، رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، إن المسح الذي أجراه هذا الأخير حول الجمعيات في الجزائر كشف عن نسبة 80 بالمائة من هذه الجمعيات تهتم فقط بالنشاط الاجتماعي، في الوقت الذي نحتاج اليوم وفي ظل الرقمنة والعولمة إلى المقاربات الموضوعاتية التي تكشف عن المواهب والقدرات والمهارات عند الشباب والمشاريع ذات الفائدة التنموية، مضيفا أنه خلال المناسبات والأعياد يتشابه نشاط أغلب الجمعيات وتتمثل فقط في احتفالات مناسباتية.
وأكد بن براهم، خلال لقاء مع الصحفيين، حول “دور الاعلام وكيفية مساهمته في ترقية عمل الجمعيات والمجتمع المدني”، يوم الخميس بفندق الصندوق الوطني لترقية مبادرات الشباب والممارسة الرياضية بغرمول، على تخصيص مديرية خاصة بالإعلام في إطار الترقيات الخاصة بالمجتمع المدني، وتأسيس مركز المجتمع المدني في العاصمة كانطلاقة أولى قبل تعميم الفكرة في باقي الولايات.
ويرى أنه على الجمعيات اليوم عليها أن تشارك في الاندماج الاجتماعي والاقتصادي لفئات ذوي المهارات وذوي الإعاقة والشباب أصحاب المشاريع، خاصة في الأمور المتعلقة بالمخاطر والتحديات التي تهدد سلامة وقوت الجزائريين، موضحا أننا اليوم أمام خطر الأمن الغذائي والمائي ومشاكل المناخ، وهناك فئة من المبدعين الذين لديهم أفكار واختراعات نادرة بينهم شباب في الجنوب الجزائري، لكن لا يوجد جمعيات تحتوي مثل هذه المشاريع.
وقال رئيس المرصد الوطني إن فلسفة المقاربة التشاركية مع جميع الأطراف تعطي حركية وتطورا للنشاط والعمل الجمعوي، حيث لا بد – حسبه – من تدريب ومنهجية ومرافقات، وباستغلال نمط جديد من خلال اللجوء إلى شبكات التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية واستعمال آليات ومقاربات إعلامية، يكون الصحفي والإعلامي شريك فعال بخبرات في ميدان المجتمع المدني.
وكشف بن براهم عن التحضير لإطلاق معهد الدراسات والبحوث الخاصة بالمجتمع المدني، مع تعديل قانون الجمعيات، بما يخدم التكوين والتدريب على تسيير الجمعيات، قائلا إن العمل الجمعوي اليوم يجب أن يكون على المستوى الإفريقي والعربي، من خلال نماذج نجاح حقيقية في جميع الميادين، وخاصة في ميدان اكتشاف المهارات والابداعات التي تتماشى مع التكنولوجيا الحدية وعالم الرقمنة.
وفيما يخص اقتراحات الصحافيين حول كيفية مشاركتهم في النهوض بدور الجمعيات وفعالية برامجها لخدمة التنمية والاقتصاد والجانب الاجتماعي، وخلال الأزمات والكوارث، أكد البعض على ضرورة وضع منصة رقمية يتفاعل معها الصحفيون وممثلو الجمعيات ويتبادلون مختلف الأفكار والمواضيع والحالات والفئات التي تبحث عن حلول او مساعدات من المجتمع المدني.