9 مدربين يقالون بعد 5 جولات والبطولة وفية لمنطق “هذا رايح هذا جاي”

تبقى البطولة الوطنية برابطتها الأولى والثانية وفية لمنطق غياب الاستقرار على مستوى الأطقم الفنية للأندية، حيث عرف الثلث الأول من مرحلة الذهاب إقالة واستقالة 9 مدربين في المجموع، وقد خطفت الرابطة المحترفة الثانية الأضواء بمغادرة 6 مدربين لأنديتها، سواء خلال فترة التحضيرات الصيفية أم مع انطلاق مجريات المنافسة، في الوقت الذي صنعت فيه شبيبة الساورة الحدث في الرابطة الأولى بإحداث تغييرين في وقت قصير، وسار على خطاها نجم مقرة الذي تخلى عن خدمات المدرب كريم زاوي بعد ثلاثية سطيف.

يجمع الكثير من المتتبعين على أن من بين المشاكل الحقيقية التي تلاحق أندية الرابطة الوطنية المحترفة هو غياب الاستقرار الفني، واستعجال المسيرين بإقالة المدربين بمجرد عدم تسجيل انطلاقة موفقة أو حدوث ضغط من طرف الأنصار والمحيط المقرب للنادي، ما يجعل المدرب بمثابة كبش فداء في معادلة غير متوازنة الأطراف، بدليل أن الثلث الأول من الرابطة المحترفة الأولى والثانية عرف إبعاد 9 مدربين في المجموع بحجة عدم الاقتناع بالنتائج الفنية المسجلة، وفي مقدمة ذلك ما يحدث في الرابطة الثانية، على غرار ما حدث لأندية شبيبة بجاية والجارة المولودية، إضافة إلى جمعية الخروب واتحاد عنابة وأمل بوسعادة.

أندية الرابطة الثانية أقالت 5 مدربين بعد 4 جولات فقط

ويبقى الشيء اللافت للانتباه هو السرعة القصوى في قرارات الإقالة والاستقالة التي عرفتها العديد من أندية الرابطة المحترفة الثانية، بدليل تسجيل مغادرة 5 مدربين بعد مضي 4 جولات فقط من عمر البطولة، وهو رقم يثير الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام بخصوص طبيعة الاختيار وخلفيات القرار.

وقد عرفت الصائفة الماضية تغييرا مفاجئا في دفاع تاجنانت، حين قرر قرعيش الاستغناء عن الطاقم الفني التونسي ليتم الاستنجاد بخدمات منير زغدود الذي يبدو أنه عرف كيف يضمن بداية موفقة، بدليل تواجد الفريق في الريادة بـ 9 نقاط، في الوقت الذي عرفت فيه بداية الموسم إرغام عدة تقنيين على الرحيل، وكان آخرهم مدرب أمل بوسعادة بوجلة الذي توصل إلى اتفاق الطلاق مع الهيئة المسيرة عقب الخسارتين المتتاليتين في تلمسان ووهران، حيث يتواجد الفريق في المراتب الأخيرة برصيد نقطتين فقط، ولم تشذ بعض الأندية عن القاعدة، في صورة قطبي الكرة البجاوية، فالشبيبة تخلت عن خدمات مدربها لاسات محمد وتم توكيل المهمة مؤقتا لبن موهوب، فيما تخلت إدارة “الموب” عن خدمات المدرب يوسف بوزيدي الذي دخل في مشاكل مع بعض لاعبيه، في انتظار البحث عن البديل وسط جملة من المقترحات المقدمة، كما عرفت جمعية الخروب تغييرا اضطراريا بعد التخلي عن المدرب ماروك وخلافته مؤقتا من طرف عيادي الذي دشن مهمته بفوز مهم أمام أولمبي المدية، ليتم التعاقد مع المدرب رشيد بوعراطة كمسؤول جديد على العارضة الفنية لـ”لايسكا”، والكلام ينطبق على المدرب الجديد القديم لاتحاد عنابة كمال مواسة الذي دشن مهمته بفوز أمام سريع غليزان بعد توليه المهمة خلفا لليمين بوغرارة الذي خانته النتائج فقرر تحويل الوجهة نحو نسور الجنوب.

الساورة تتفنن في التغيير.. اضطرابات وعدة مدربين يهددون

وبخصوص الرابطة المحترفة الأولى فقد تفننت إدارة شبيبة الساورة في التغيير على مستوى العارضة الفنية، وهذا منذ الشروع في التحضير للموسم الجديد، حيث لم تتوان في التخلي عن خدمات المدرب التونسي معز بوعكاز قبل عدة أسابيع عن انطلاق المنافسة، حيث تم وضع الثقة في اللاعب المعتزل مصطفى جاليت، لكن هذا الأخير تم إعفاؤه من هذه المهمة بعد 4 جولات عن انطلاق الموسم، ليتم الاستنجاد بخدمات المدرب اليمين بوغرارة الذي جاء قادما من اتحاد عنابة الذي فضل مغادرته بسبب توالي التعثرات، حيث خلفه المدرب الجديد القديم كمال مواسة في هذه المهمة، وسارت إدارة نجم مقرة على نفس الخطى بعدما تخلت عن مدربها كريم زاوي عقب الخسارة بثلاثية في سطيف نهاية الأسبوع.

وإذا كانت بقية أندية الرابطة المحترفة الأولى تبدو متمسكة نسبيا في مدربيها إلا أن كابوس التغييرات يبقى قائما في أي لحطة، خاصة في ظل تهديد بعض المدربين بالمغادرة بسبب المتاعب التي تلاحق الأندية، ناهيك عن حدوث عدة اضطرابات سواء في الرابطة الأولى أو الثانية بسبب المستحقات، على غرار ما عرفه اتحاد الجزائر، وكذا جمعية الشلف إضافة إلى مولودية سعيدة في الرابطة الثانية، ما يؤكد حجم المتاعب التي لا تزال تطبع أندية الرابطة المحترفة، بطرية تجعل الكثير يجدد طرح السؤال حول مدى اتسام الكرة الجزائرية بطابع الاحتراف بعد عشرية كاملة من الشروع في هذا المشروع.