-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ألا توجد قُدوة بيننا؟

ألا توجد قُدوة بيننا؟

هناك تشويهٌ مُتَعَمَّد ومُمَنْهج لغالبية الرجال والنساء الذين قادوا الثورة وكانوا سببا في استعادة استقلالنا، سيَطال ذات يوم، إن استمرت الحال على ما نحن عليه، أكثر الزعماء التاريخيين صِدقا وإخلاصا في الفكر والعمل. وهناك تشكيكٌ في كل مسارات الدولة الجزائرية، وفي كل قادتها من رجال ونساء، خاصة بعد أن تَنقضي عُهداتهم أو يَبتعِدوا عن سدة الحكم، وهناك تشويهٌ لمثقفيها وأدبائها ونُخبها، إن لم يكن مِن هؤلاء، فمِن هؤلاء.. بل هناك تشويهٌ وتشكيك في كل ما له صلة بهذا البلد، حتى الماء والهواء…

أليس خَلف هذا كله سياسة معينة وتخطيطٌ معين يستهدفان تحطيم كل جميل في هذا الوطن؟ أليست هناك محاولة واضحة لإدخال أبنائه في حالة من كُره الذات واليأس المؤديين بالضرورة إلى الانتقام والتخريب والتدمير الذاتي، وأخيرا إلى الفوضى العارمة التي ستُسمى ثورة أو إرهابا أعمى؟ 

بكل المقاييس، الكمال ليس للبشر، وبكل المقاييس القُدوة الكاملة ليست سوى للرسل والأنبياء، ولكن هل يَمنع هذا أن تكون بيننا قدوة اليوم من الرجال الصالحين والنساء الصالحات كما كانت عبر التاريخ؟

مَن الذي يَمنع أن نَجد بيننا القدوة الحسنة التي تتطابق أفعالها مع أقوالها، وتكون في مستوى المَثل الذي يَتطلع إليه الناس صِدقا وثِقة في قيادتهم إلى برّ الأمان، إِنْ في العلم والأدب أو في السياسة الاقتصاد؟

ألا يوجد مثل هؤلاء؟

إذا كان لا وجود لهم بين أبناء الجيل الأوّل من قادة الدولة والمجتمع، وإذا افترضنا أن كل هذا الجيل قد طَاله التشويه أو الاختراق، رغم أن ذلك ليس صحيحا، أليس بين أبناء اليوم من يستطيع القول هاأنذا؟

علينا أن نُحرِّك العمق الشعبي بداخلنا، وأن نَبحث عن القدوة بيننا إذا أردنا أن نَفلت من مُخطّط تشويه الرموز وأسر المشروع الذي هو قاب قوسين أو أدنى مِنَّا. 

ينبغي ألا نشك لحظة، أنه بعيدا عمّن نراهم اليوم في الواجهة، بعيدا عمّن تَتحدث عنهم وسائل الإعلام أو تُحاول تقديمهم كرموز للمجتمع، هناك في القواعد الشعبية مَن يَجمَعون في ذات الوقت بين القدوة والقدرة على القيادة.. لنبحث عنهم ونَبني بلدنا من خلالهم. 

ألم تكن صفوة أبناء الجزائر ممن قَدَّموا أنفسهم فداء للوطن من شهداء ومناضلين من بين أبناء الشعب البسطاء؟ ألم يَصنع هؤلاء التاريخ؟

بلى لقد فعلوا، واليوم أيضا، فقط ينبغي استعادة زمام المبادرة.. وذلك معنى العودة إلى الشعب والاحتكام إلى الإرادة الشعبية، مطلبنا جميعا لاستعادة الثقة ولاكتشاف القُدوة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • الدزيري

    سيدي، إن شبابنا يعاني من عملية الوأد المبرمج الذي يطاله بشتى الأشكال و الطرق. لقد أزهقت روح المبادرة و التميز الفكري بعد أن أضحى االمتمدرسون ألعوبة العصر تمارس بين أصحاب المنظومات التربوية العقيمة و أكاسرة الدروس الخصوصية. هذه الطبخة تنتج لنا عباقرة في اللامبالاة و الإنكماش و الأنانية و التفاهة مما يجعل بروز النخب أمرا يكاد أن يكون مستحيلا. هذا مما يعزز ديمومة و تجذر معدومي الكفاءات في المناصب السيادية و الحسّاسة لصنع القرار و بذلك تتلاشى فرص ظهور القدوات إن لم نقل تنعدم تماما. "جوعوا يتبعك".

  • عبدالقادر

    وهل المك بان يكون قدوتنارسول الله"ص"؟وهل انازكيت نفسي وابعدت الرويبضة مثلك التي تصف غيرها بالريبضة وهي لاتقبل بان يذكر اسم الرسول"ص"وذكرخصاله حتى يكون قدوة لنا لان بيننا اليزم لاتوجدمن فيها خصال الحبيب المصطفى كماكان الاباءوالاجداد بل كثرتالرويبضات التي لاتقبل بان يذكررسول الله ومن يذكره في تعليقاته يصبح يعطي دروس او خطب الجمعة؟كالرويبضةالتي تزتهزأ بخطب الجمعةالتي صنعت الرجال الصناديد كابابكر وعمر وعثمان وعلي والنساء كفاطمةوعائشة وخولة.اؤكذلك بان قدوتنا يجب ان يقتدي بمحمد"ص"وصحبه لابملييروسارتر

  • مغبون العيشة

    ايس ......ايس.......ايس ليس من رحمة الله لكن من شعب يحفر تحت رجليه ,من ملوك لا تدبير لهم الا على انفسهم وعائلاتهم ويقولون مالا يفعلون ,من سلاطين استخفوا قومهم فأطاعوهم فاوردوهم كل مذلة وهوان وشضف العيش تحيا ال...............؟

  • reda

    اسمحوا لي التعليق ليس على موضوع الأستاذ سليم.
    بل عن موضوع الأستاذ سلطاني الذي يمنع التعليقات. وأتمنى من إدارة الشروق أن تعيد النظر في السماح بالتعليقات عن مواضيع هذا الأخير. من باب حرية التعبير ؟؟؟
    لأن الأستاذ سلطاني بركاني -الذي يعنى بالكتابة حول المواضيع الأخلاقية وما أدراك ما الأخلاق والمذاهب الإسلامية و إيران- يستدل ببعض الأمور، والله أتعب في البحث عنها ولا أجد مراجعها على سبيل المثال قوله في مقاله الأخير: "تصريحات للدّكتور موسى أبي مرزوق ... عن امتهان إيران حرفة المتاجرة بقضية فلسطين..."

  • ناصر المهدي

    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.لا تقلق يا استاذ فلامام المهدي بيننا و سيسترد باذن الله ما سلب من هذا الشعب بالدبابة و يقيم الدولة الاسلامية على هذه الارض هذه الدولة التي اصبح الكثير من الناس حتى ممن يدعون انتمائهم للاسلام الاستحياء من ذكرها - فلا احد يعقدنا و لا يخيفنا من الاشادة بها-و سيمهد الحكم او الخلافة العالمية لسيدنا عيسى عليه السلام و تنعم الارض و تخرج زرعها و اكبادها اي كنوزها و كل الادلة تثبث اننا على قاب قوسين او ادنى من ذلك و ليس كما يدعيه اعداء الامة من الضالين المضلين من الشيعة.

  • بدون اسم

    و ما علاقة مداخلتك بالمقال. الاستاذ يتحدث عن الحاضر من رجالنا و حقائق الثورة و انت درتنا درس جمعة.
    كما ترى يا أستاذ. أولا: مثل صاىحب التعليق الأول مثل كل ما ذكرته الكل يزدري بالعلم و تنزيه نفسه و تزكيتها أهلا كان لها ام لا مع تجريم كل الاخرين دون حتى فهمهم او الاتصال بهم.
    ثانيا: لقد كثرت الرويبضة في كل المجالات فلا تعجب ان يخرج من خانو البلد بالأمس و يخونون الشهداء و المجاهدين لأن الفساد عم و ساد و استأسد. و ل

  • عبدالقادر

    الاتوجد قدوة لنا؟بلاقدوتنا في سيرة رسول الهدى "ص" الذي يمكن ان نسفيد منهادينيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وعسكريا.انه رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعث رحمة للعالمين. انه المختار البشير النذير رجل الدولة العظيم والقائدالكبير وخبير الاقتصاد الرباني النظيف من الشوائب والمحرمات واكله طيب. هو الانسان المؤمن العابد الذي ليس له قلب غليظ وكان كريم و لطيف حتى مع غير المسلمين المسالمين ونظيف في جسده وقوله وفعله لايظلم الناس وعادل بين الناس لقد كان على خلق عظيم كما قال فيه رب العالمين.