-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

احتفال شعبي بالعلم.. في قرية الحُرّاية

احتفال شعبي بالعلم.. في قرية الحُرّاية

مبادرات الأسر والأعراش وحتى بعض الأفراد في الجزائر العميقة لتكريم المتفوقين من أبنائهم جماعيا في الجانب العلمي بعيدا عن كل بروتوكولات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن قوى الأمل هي المنتصرة في آخر المطاف ببلادنا على عوامل اليأس، التي تبدو وكأنها قد أحكمت علينا في جميع المستويات…

 بالأمس فقط اغتنمت عائلات مختلفة من أولاد يحيى بمنطقة الزاب الشرقي ببسكرة مناسبة الدخول المدرسي والجامعي لتُنظم حفلا بهيجا يُكرَّم فيه أبناؤها المتفوقون في التحصيل العلمي من أسر مختلفة، سواء من خريجي الجامعات أو من الملتحقين بها لأول مرة، حضره جمع غفير من الأولياء والأبناء من كل الأعمار نساء ورجالا، شبابا وشابات… ودلالة الحفل الرمزية الكبيرة أنه تم بتمويل ذاتي دون اللجوء إلى المرافق العامة، وأنه لم ينظم بقاعة دُفع ثمنها مسبقا بأحد أحياء المدينة، كما أصبحت العادة اليوم عند المناسبات، إنما نُظم بالهواء الطلق في ساحة مفتوحة تتسع للجميع بقرية”الحُرّاية” الفلاحية التي دُشنت سنة 1978…

وهكذا عاشت شريحة من شرائح المجتمع الجزائري العميق الدخول المدرسي بطريقتها، وأعادت للعلم اعتباره، وساهمت في إعطاء دفع معنوي لأبنائها الذين سيلتحقون بالمدارس والجامعات، أو الذين أثبتوا تفوّقهم فيها، واحتضنتهم بالكيفية التي ينبغي أن يُحتضن بها الأبناء، وبدون شك تكون قد عَبَّدت لهم الطريق نحو النجاح.

وفي هذا إحياء لسُنة حميدة دأبت عليها أسرنا عندما كانت تُكرِّم المتفوق في العلم منذ أن يحفظ في طفولته الأولى بعض سور القرآن الكريم، من غير أن تكلف نفسها الشيء الكثير لأن الغاية لم تكن التباهي بالاحتفال إنما كانت تكريم النجاح ومكافأة التفوق معنويا قبل مكافأته ماديا.

وهو ما ينبغي أن ننوّه به اليوم، عندما يتم بمبادرات أسرية وبوسائل ذاتية تُعطي دفعا معنويا للتلميذ والمواطن بل وللمسؤول المحلي والمركزي الذي يصبح المحيط داعما ومكملا له غير مثبط للعزائم ولا حجة تقدم لتبرير انعدام النشاط..

فتحية لكل المبادرات من هذا النوع التي يرعاها أفراد أو تتم بعمل جماعي تطوعي هنا وهناك، ودعوة للسلطات المحلية والمركزية لتشجيعها وأخذها نماذج يُقتدى بها ودروسا وعِبر لمن سعى باستمرار إلى تثبيط العزائم والتبشير بأن عهد تفوق العلم على المادة قد ولّى، وعهد الاحتفال الشعبي به قد انقضى.. بل ودعوة لأن يكون الإعلان عن الدخول المدرسي شعبيا في السنة المقبلة على طريقة قرية الحُرّاية الفلاحية… 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • رضوان بولقرون

    ردا على 4 و6
    تسييس النشاط الخيري و الجمعوي يقترن دائما بالحملات الانتخابية و مواعيدها.
    لكن هدا النشاط التكريمي لأهل العلم هو مجرد زردة وليس تجمع سياسيي هدفه هيكلي أو تعبوي أو انتشاري .
    السي بلخادم شخصية وطنية وسياسية و ثقافية وفي الانتخابات البلدية الماضية كانت فرصة كبيرة للمناضل نضال العازب و الجامعي و العامل الحر للسفر لمقابلة السي بلخادم و تمثيله في بلدتنا ..لكنه رفض في اللحظة الأخيرة ..مستقبلا الشاب نضال سيحتار في تمثيل السي سعدان أم السي بلخام المرشح الأول لخلافة الرئيس الجزائري الحالي

  • يحياوي حر

    ردا على 3و4 اتق شر من احسنت اليه فالشعار في طبعته الثالثةتكريم العلم والعلماء لابنائنا فاين كنت ثم اين انت من ابناء الشهداء والمجاهدين الشرفاء الكرماء فعرش اولاد احى بكل فروعهم بن شويه. خالد.بن الزين.شويه.بوزيدي.كريبع.صدييقي.قلاله لوماشي.مشراوي.بريك.يحياوي.لزهاري. مفيهومش عميل واحد للاستدمارمنذالاحتلال الى الاستقالال فاقراواسال الاكبر منك سنا فاذا فيك ذرة دم من اخذري ولاعقبي ولا بسكري فقدم مبادرة محليةوحتى ولائية فالاكيد اولاديحى صدارتها فتحية لبن دخي فيااخي لايضير السحاب نبح الكلاب الفتنة اشد

  • بن دخي (سيدي عقبة)

    يا سي محمد، أرد عليك بمنطقك و بقولك الذي تناقض فيه نفسك.
    أولا : إذا كنت من الحاضرين فأنت من أنصار بلخادم مثلهم ، وإذا لم تكن من الحاضرين فأنت من السماعين الفتانين.
    ثانيا: فهم روحك مع بلخادم ضد سعيداني ثم انتخبوا بن فليس ! ؟.
    أنا كنت من الحاضرين والحفل كان عاديا حضرته السلطات المدنية و العسكرية . والمداخلات كانت كلها تحث على العلم والحضور من مختلف شرائح المجتمع و قد استطاعت هذه الاسرة ادخال البهجة لأبنائها الناجحين من خلال هذا التكريمهم. فتحية لهم جميعا على هذا النشاط.

  • الأحمدي

    أنا أشكر السيد محمد من عين الناقة على تعليقه ، فالتجمع في قرية الحراية ليس للعلم أبدا، فهو تجمع سياسي بحت ، فكل الحاضرون هم ما تبقي من أنصار بلخادم عبد العزيز ، والسلطات المحلية الحاضرة هي مع بلخادم ضمنيا ومن كان مع بلخادم فهو ضد رئيس الجمهورية ، فأنبه السلطات العليا في البلاد والمصالح الأمنية أن هذا التجمع هو سياسي و نواة أنصار علي بن فليس الأولى في ولاية بسكرة .

  • محمد

    إنه تجمع ظاهره تكريم للعلم لكن حقيقته سياسية ، فكل الحاضرون ، هم ما بقي من أنصار عبد العزيز بلخادم بل هم زمرة من المغضوب عليهم في حزب جبهة التحرير الوطني، والذي يحسن القراءة مابين السطور يكتشف أن عرش أولاد أحيا وكل الضيوف الحاضرين هم ضد القيادة الحالية لحزب جبهة التحرير الوطني وعلى وجه الخصوص هم ضد السيد عمار سعداني و ضد مصطفى معزوزي ، وكل الحاضرون والمنظمون والضيوف هم أنصار بلخادم ، وأنصار بلخادم هم ضد رئيس الجمهورية ، وعرش أولاد أحيا منحوا كل أصواتهم للمترشح : علي بن فليس يوم 2014/4/17

  • رضوان

    هو مجرد احتفال بزردة شعبوية للتعارف و التفاخر و التباهي بالأبناء، التكريم الحقيقي للأبناء ليس بالهدايا ، بل بالدروس و النصائح التي تغرس فيهم الأخلاق و توجه سلوكهم المستقبلي نحو قيم الخير و الكمال .

  • أســــــــامة ق

    مبـــــــــــــــادرة طيبة فعلا , تحية تقدير و احترام لكل من ساهم في احياء هذه الحفل من قريب أو من بعييد , شكر خالص أيضا لك دكتورنا على هذه الموضوع القيم , دمت فخرا و ذخرا لنا وللجزائر كافة والسلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته

  • بدون اسم

    سلوك حضاري رفيع يعيد للمجتمع تقديس العلم و تكرم أهله... عكس أحد أولياء الذي حول ابنته من مدرسة ابتدائية ليس لأن المعلمة فاشلة بل "لأن" المعلمة لم تعطي جائزة لابنته؟ و كأنه من واجب المعلمة تقديم جوائز للمتفوقين من حسابها الخاص؟ و للتذكير هاته المعلمة تقوم بواجبها التعليمي و التربوي على أكمل بالرغم من أنها حديثة التخرج؟ مثل هذا الأب طماع؟ لقد كان عليه هو تكريم ابنته لا أن يطلب من الغير تكريمها؟