التوجيه في مأمن من العشوائية.. احذروا اختراق أرقامكم السرية

وعد ممثل مديرية التكوين العالي لمرحلة ما بعد التدرج، بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهي المديرية المسؤولة عن متابعة التسجيلات الجامعية، السيد جمال بوقزاطة، أنه لن يكون هناك توجيه عشوائي للطلبة الناجحين في البكالوريا، غير أن بعض التخصصات ستخضع لمبدأ العرض والطلب، وحذّر المتحدث الطلبة الناجحين من تضييع أرقامهم السرية، وبضرورة التسجيل الأولي الذي يضمن لهم الحصول على مقعد بيداغوجي.

تستعدون للشروع في التسجيلات الأولية ما هي التحضيرات لحد الآن؟

في البداية أهنئ جميع الطلبة الناجحين في البكالوريا، وأقول لهم أن الحياة الجامعية تتطلب اتخاذ خطوة صائبة حتى يجدوا أنفسهم في المرحلة الجامعية، وأولى هذه الخطوات التسجيلات الأولية، أما عن الاستعدادات فأولها ضبط موقع التسجيل الإلكتروني الذي انتهينا من جاهزيته لتحميل كل تسجيلات الطلبة بداية من غدا الإثنين، كما خصصنا في كل الجامعات ترسانة من الأساتذة الجامعيين، وأجهزة الكمبيوتر والأنترنت ستكون مجانا طيلة فترة التسجيلات الأولية.

التسجيل سيكون بالمعالجة الإلكترونية، هذه الطريقة تثير مخاوف الطلبة وأوليائهم من التوجيهات العشوائية ما تعليقكم؟

أظن أن عملية التوجيه الإلكتروني والمعالجة المعلوماتية أثبتت نجاعتها، وأصبح هناك عدد كبير من الطلبة تلبى رغبة من الرغبات العشر التي يختارونها، فهذه الطريقة تتوفر للطلبة الناجحين بطاقة الإمكانات والرغبات المتاحة وفق معدلهم، وهو ما يضع الطالب أمام عدد كبير من الرغبات المتاحة وما عليه إلا انتقاء رغباته العشر الأولى.

سيدي في كل موسم جامعي تتكرر أسطوانة عدم تلبية رغبات عدد من الطلبة مما يجعلهم أمام توجيهات تتنافى مع رغباتهم، فسبق وأن وجدنا ملتحين في الموسيقى ومعاقين في الرياضة؟

من خلال جريدة “الشروق” أود أن أطمئن جميع الطلبة الناجحين وأقول “اطمئنوا كل رغباتكم العشر ستدرس وتعالج إلكترونيا، ولن يوجه الطلبة خارج معايير التوجيه الثلاثة والمتمثلة في معدله في البكالوريا تقديره، وأيضا الطاقة البيداغوجية لكل جامعة”.

ألا تعتقدون أن هذه الشروط تسقط لمجرد أن بعض الكليات مقاعدها البيداغوجية محدودة؟

فعلا عدد المقاعد البيداغوجية ومعدلات الطلبة الناجحين يرهن رغبات بعض الطلبة وهو ما يجعلني أقول أن مسألة التسجيلات والتوجيهات مبنية على قاعدة العرض والطلب فصاحب المعدل العالي سيكون الأوفر حظا.

تصرون على التسجيل الإلكتروني غير أننا لاحظنا ضعف موقع ديوان المسابقات والامتحانات لمعرفة النتائج، ألا تتخوفون من أخطاء إلكترونية؟

أود أن أحذر وأوجه تحذيرا للطلبة الناجحين بضرورة الحفاظ على أرقامهم السرية، وأن يتعاملوا معها بحذر شديد، لأن الكمبيوتر لن يكون مسؤولا عن طلبة ضيعوا أرقامهم السرية واستعملها آخرون، أما بالنسبة لتدفق الأنترنت فأطمئن الطلبة وأولياءهم أن الأنترنت في كل الجامعات ستكون مجانا وبقدرة تدفق عالية، وانصحهم بتفادي التسجيلات في مقاهي الإنترنت.

تحذرون من التسجيلات في مقاهي الأنترنت؟

أقول لهم أنه في الجامعات سيكون أساتذة جامعيون سيسهرون على توجيههم لا أحذرهم من مقاهي الأنترنت، لكن عليهم أن يختاروا الأفضل ولن يكون هناك مكان أفضل من الجامعات.

إلى أي مدى ستلبون رغبات الطلبة الجامعيين ولماذا ترفضون الطعون؟

الطالب مادام أنه وضع عشر رغبات ضمن بطاقة الرغبات، وهي الرغبات العشر التي يود الدراسة فيها، فإذا لم تلب له ولا رغبة واحدة يحق له الطعن، لكن إذا تم تلبية رغبة من الرغبات العشر ولو كان ترتيبها التاسع أو العاشر فلا يحق له الطعن، أما بالنسبة إلى أي مدى ستلبى الرغبات فسنعمل على أن يأخذ كل طالب تخصصه وفق المعايير المعمول بها.

رغم الإصلاحات لا تزال بعض التخصصات غير مرغوب فيها، ماذا قدمت الوزارة كتخصصات تراعي حاجة السوق؟

اعتقد أن سنوات الاصلاح قدمت في إطار نظام (آل آم دي ) تخصصات تتماشى وسوق العمل في الجزائر، استحدثتها الوزارة بالتنسيق مع حاجة كل الوزارات في عالم الشغل، وأنا أرفض مصطلح وجود تخصصات ميتة.

بالنسبة للمدارس التحضيرية العليا التي خصصت لنخبة الطلبة النجباء تضعون معدلا محددا في المنشور، ثم ترفعون معدل الإلتحاق بحجة المقاعد اليداغوجية، ألا يعتبر ذلك عجزا ؟

بالنسبة للمدارس العليا هي ذات تسجيل وطني، وأقول للطلبة أن الذين لم يسعفهم الحظ في دخول إحدى المدارس في العاصمة، قد يسعفهم الحظ بدخول إحدى مدارس الشرق أو الغرب، فمدارس النخبة التي أسسناها ترمي لضمان تعليم عالي الجودة لأصحاب المعدلات العالية ونسعى إلى بناء مدارس جديدة، فقط أقول أن الذي لم يسعفه الحظ بسبب قاعدة العرض والطلب بدخول مدارس العاصمة العليا، قد يسعفه الحظ بدخول إحدى مدارس الشرق والغرب وفق نفس القاعدة دائما.

الطلبة يتهربون من التخصصات الجامعية ويلهثون وراء التخصصات العسكرية هل تعتقد أنكم فشلتم في استقطاب الطلبة؟

لا ننظر إلى المدارس العسكرية كمنافس للمؤسسات الجامعية، فهي مكمل لها ومرحبا بالطلبة الذين اختاروا مؤسسات الجيش الشعبي الوطني، بالعكس هناك مؤسسات عسكرية يدرس فيه أساتذة جامعيون وهي تحت وصاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

يعتقد البعض أن نظام (آل آم دي) فشل بدليل نسبة الرسوب ما تعليقكم؟

ست سنوات بعد إقرار نظام (آل آم دي) أقول لقد تراجعت نسبة الرسوب في الجامعات ونظام (آل آم دي) ليس صنعة جزائرية كل مؤسسات العالم تعتمده، وأقول أنه حاليا عمم النظام على كل جامعات الوطن، وبقيت فقط تخصصات الطب التي لم يتم تكييفها مع هذا النظام نظرا لخصوصيتها.

ألا تعتقدون أن وزارة التربية تُصدر لكم طلبة فاشلين بحجة رفع نسبة النجاح في البكالوريا؟

أنا لا أقيّم أي وزارة أخرى، لكني أقول أن وزارة التربية شأنها شأن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، سطرت استراتيجية طويلة المدى نحو اصلاحات جذرية في التعليم والتربية.

تتهم وزارة التعليم العالي بإعطاء شهادات بطالة للطلبة الجامعيين، ما تعليقكم؟

هذه ليست مسؤولية وزارة التعليم العالي والوزارة تأخذ بيد الطالب منذ دخوله الجامعة إلى غاية تخرجه من الجامعية، وتضمن له تعليما نوعيا أما عن فرص العمل فأعتقد أن وزارة التعليم العلي تحرص على تخصصات تتماشى وسوق العمل، حتى يأخذ الطالب شهادة تضمن له وظيفة.

تشهد الجامعات ضغطا في الأقسام ولم تعد تأشيرة للطالب؟

يبقى التعليم الجامعي الأفضل والأكثر نوعية ولا يوجد أفضل من شهادة جامعية بالرغم من السلبيات التي نسعى لتحسينها.

كيف تسيرون الوزارة دون وزير؟

الإجابة ليست من صلاحياتي.. لكن أقول لك كل شيئ يسير على ما يرام والوزارة بكل طاقمها تسهر على إنجاح التسجيلات الجامعية والدخول الجامعي المقبل.

هل لك نصيحة تقدمها للطلبة الناجحين في البكالوريا؟

بالنسبة للتسجيلات الأولية هي مهمة جدا، وأنصح كل الطلبة بضرورة التسجيل فالذي لن يسجل في التسجيلات الأولية لن يكون له مقعد جامعي في شهر سبتمبر، لهذا هذه التسجيلات جد مهمة وإن لم يثبت الطالب مبررا فقد لا يحصل على مقعد جامعي.