-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تحالف زياري – سلطاني

عابد شارف
  • 5530
  • 3
تحالف زياري – سلطاني

تحالف السيد عبد العزيز زياري مع أبوجرة سلطاني لدفع العمل السياسي نحو الأسفل. ويتضح ذلك من خلال تعاليقهم على الحوار الذي انطلق تحت رعاية لجنة عبد القادر ابن صالح. ورغم الاختلاف الشكلي بينهما، فإن تصريحات رئيس المجلس الشعبي الوطني، ورئيس حزب حماس، تلتقي في نوعيتها ومستواها الذي يجعل منها نموذجا لما يجب تجنبه في العمل السياسي.

  • أما السيد زياري، فإنه هاجم أحزاب المعارضة، حيث قال عنها إنها ضعيفة، وإنها لا تكسب برنامجا يسمح لها أن تصبح يوما بديلا للحكومة الحالية. وأضاف رئيس المجلس أن المعارضين يريدون ـ رغم ضعفهم ـ أن يأخذوا مناصب أهل السلطة، من أمثال السيد زياري وأصدقائه. ويتكلم السيد زياري وكأنه نسي أن للمعارضة حقا شرعيا للوصول إلى الحكم، وأن هدف كل تنظيم سياسي يبقى الاستيلاء على السلطة.
  • ويؤكد كلام السيد زياري أن الرجل يتبنى مفهوما غريبا للسياسة، فهو يعتبر أنه من الطبيعي أن يكون في السلطة، وأن المكان الطبيعي لمن لا يتفق معه هو أن يبقى في المعارضة. وهذا الكلام معروف ومنتشر عند الكثير من القادة الجزائريين والعرب، حيث إن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، والزعيم الليبي معمر القذافي، مثلا: لا يرون أنه من الممكن أن يغادروا السلطة. وهم يعتبرون السلطة من حقهم، ومن نصيبهم، بل إنهم يشكلون السلطة الطبيعية التي لا يمكن الاستغناء عنها.
  • ومن هذا المنظور، فإن الكلام عن التداول على السلطة والفصل بين السلطات لا يشكل إلا ثرثرة صالونات، وطريقة لتجميل الخطب السياسية. أما تطبيقه على القوم، فهذا غير وارد إطلاقا، لأنه ليس من المعقول أن يطعن أحد في بقاء أهل السلطة في السلطة. وأعطى مثالا رائعا لذلك، الأسبوع الماضي، المسؤول الأول في حزب البعث السوري، لما قال إنه يوافق على الإصلاحات والتعددية السياسية، بشرط ألا تمس الإصلاحات الدور الطلائعي لحزب البعث…
  • ويؤدي مثل هذا الموقف إلى نظرة عدمية تضع صاحبها في سجن فكري، حيث لا يرى البديهيات. فلمّا يقول السيد زياري مثلا: إن المعارضة ضعيفة ولا تكسب برنامجا يمكن أن يكون بديلا. فهو ينسى أن السلطة التي ينتمي إليها تمنع تلك المعارضة أن تنشط، وأن تنظم نفسها، وأن تخاطب الشعب عبر وسائل الإعلام العمومية، كما إن المعارضة ممنوعة من تنظيم التجمعات والمسيرات، وممنوعة حتى من الوجود القانوني. هل نسي السيد زياري أن شخصيات وطنية بارزة منعت من تأسيس أحزاب؟ وكيف يمكن للمعارضة أن تكون قوية في هذه الظروف؟
  • ومن جهة أخرى، فإنه من المفروض أن ضعف المعارضة يدفع السيد زياري إلى القلق  لا إلى “معايرة” المعارضين. ومن المفروض أن يتوفر بلد مثل الجزائر على سلطة شرعية وبدائل متعددة، وإذا فشلت قيادة البلاد، تستطيع المعارضة أن تشكل بديلا.
  • لكن إذا فشلت السلطة ـ مثلما هو الحال اليوم ـ وكانت المعارضة ضعيفة، فمن يتكفل بشؤون البلاد؟ هل من المعقول أن يبقى في السلطة نفس الأشخاص الذين قال عنهم الرئيس بوتفليقة نفسه: إنهم فشلوا في إقامة اقتصاد جزائري قوي؟
  • هذا عن البروفيسور زياري. أما عن سلطاني أبوجرة، فإن الرجل أصبح خبيرا في الثرثرة الهدامة التي لا فائدة منها. وقد قال، الأسبوع الماضي، إن الجزائر تعاني من أزمة لصوص لا من أزمة نصوص. وقد سبق له في الماضي أن قال إن لديه ملفات متعلقة بالرشوة. ونذكر كذلك أن صاحب كتاب السحر، كان في الحكومة لمدة خمس عشرة سنة. ويعني هذا الكلام إما أن السيد سلطاني كان يعيش مع اللصوص، وأنه يعرفهم، وهو بالتالي متواطئ معهم، لأنه لا يعمل ما هو ضروري لمقاضاتهم، أو أنه “يهدر وخلاص”، وأن كلامه لا معنى له ولا جدوى منه، ولا بد لمناضلي حزبه ومن وضعوه في الحكومة أن يعرفوا ذلك، ويعرفوا كيف يمكن أن تشترك شخصيات بارزة في نشر كلام من الأفضل أن نكتفي بقول “سبحان الله” لما نسمعه…
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • sami 102009

    مع احترامي الكبير لنظرتك، إلا أن الشخصين الذين قصدتهما أعلم بدواليب السلطة وخفاياها مني ومنك، فإن قال زياري أن ما يسمى بالمعارضة ضعيفة فهو محق إلى أبعد الحدود، فكيف يأتي رئيس أحد الأحزاب الخارج عن نطاق التغطية ليطالب برفع حالة الطوارئ وقد رفعت منذ مدة، أما أبوجرة سلطاني، فإنه يعلم ما يقول، لأن درأ المفسدة أولى من جلب المصلحة، فمعرفة اللصوص والبقاء معهم للتقليل من شرهم أولى من الانسحاب وتركهم يعيثون فسادا في أموال الشعب.فاتق الله في شخص أعرف نبله وشجاعته وتواضعه وورعه وما أنا إلا موظف بسيط.

  • عبد المجيد

    وقد سبق له في الماضي أنه قال أن لديه ملفات متعلقة بالرشوة ....
    ولما سئل بعدها في لقاء صحفي متلفز قال الرجل بلسانه "قالو لي اجبد روحك هذا لعب تاع كبار" فكيف يصنف هذا الرجل إذا عندما يسكت عن الفساد نظير بقاءه في السلطة .....الساكت عن الحق ........ سيما عندما يكون مسؤولا...
    شكرا أستاذنا عابد شارف

  • toubib

    DIX SUR DIX