-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

Look who is talking

Look who is talking
ح.م

عنوان هذه الكلمة هو بلسان الإنجليز، الذين يقول عنهم الإمام محمد البشير الإبراهيمي “هم أوّل الشر ووسطه وآخره، منهم يبتدئ وإليهم ينتهي”، وبفضل شر هؤلاء الانجليز بسطوا سيطرتهم على جزء كبير من العالم، حتى قال من قال إن إمبراطوريتهم لا تغيب عنها الشمس، لم يسيطروا على أكثرها بالقوة، وإنما سيطروا عليها بالمكر، والخداع، ونشر الأفيون…

وإذا كانت الشمس غابت عن الامبراطورية البريطانية، فإن اللغة الانجليزية تعتبر اليوم أكثر لغة منتشرة في العالم، واغلب الدول جعلت – أو تسعى لجعل – اللغة الانجليزية هي اللغة الثانية بعد لغاتها الوطنية – يستثنى من ذلك “مخلوقات الفرنسيين عندنا” وعند أمثالهم في الدول التي ابتليت باحتلال فرنسا لها.

إن تعريب هذا العنوان إلى لساننا العربي هو: “أنظر من يتكلم”، ومعناه إن أردت أ ن تعرف معنى أي كلام فانظر من يتكلم، لتعرف ما هو ظاهر من كلامه وما هو مستتر بين الكلمات من معان ولو لم يصرح به.. وهذا في حال كنت تجهل المتكلم ولا تعلم ما تنطوي عليه نفسه من خبث وغش ومكر، أما من يعرف المتكلم فلا يحتاج إلى تفكير، وتقليب الكلام على وجوهه.

إن المتكلم هنا هو فرنسي، وسواء علينا أكان هذا الفرنسي رئيسا أو مرؤوسا، أستاذا أو تأجرا، مدنيا أو عسكريا، رجل دين أو كافرا.. فالمهم هو أنه فرنسي والصالحون من الجزائريين أتاهم الله – عز وجل – قدرة أكبر من غيرهم تجعلهم يعرفون من كلام الفرنسيين – الظاهر والباطن – ما لا يعرفه غيرهم.

إن المتكلم هنا هو الرئيس الفرنسي ماكرون، الذي علق على قذارة جريدتهم “شارلي إيبدو” بأن ذلك “حرية تعبير”.

إن فرنسا تستطيع أن تتكلم عن أنواع الجبن، وأنواع العطر، وأنواع الفواحش، فهي “إمام” في كل ذلك، أما أن تتكلم عن الحرية فوالذي ابتلى الإنسانية بفرنسا ما نحن لها بمصدقين ولو “صدقت”.

إن بعض الفرنسيين أنفسهم يصفون حملة فرنسا على الجزائر بأنها “قاتلة الحريات”. (أنظر: شارل أندري جوليان: تاريخ الجزائر المعاصر. دار الأمة ج1. ص87).

إن فرنسا قتلت في الجزائر كل حرية، سواء كان هذا القتل بالسيف أو بالمدفع، أو بالطائرة، أو بالدبابات، أو بالبواخر، أو بالقنابل الذرية، أو بغرف الغاز، أو بالقوانين، وقد وصل “اجتهاد فرنسا المطلق” أن أصدرت قرارا يحكم بـ”الإجرام” على كل جريدة تصدرها “جمعية العلماء” قبل إصدارها.

لو كانت فرنسا تحترم حقا حرية التعبير لما سحب وزيرها للتربية “آلان دوفاكي” شهادة الدكتوراه في التاريخ من الباحث الفرنسي “هنري روك” في جامعة “نانت”، لأنه برهن بأدلة على “خرافة غرف الغاز”.. ولو كانت فرنسا تحترم حقا حرية التعبير لما منعت نشر كتاب الفيلسوف روجي غارودي مترشح لرئاسيات فرسنا في 1966، عن “الخرافات المؤسسة لإسرائيل”.. فإن كنتم “رجالا” يا سيد ماكرون، وأصحاب قيم ومبادئ وحرية كما تزعمون فاسمحوا بنقد سياسة إسرائيل في فلسطين.. لقد هدمتم “سجن الباستيل” في باريس ولكنكم ملأتم الجزائر بمئات الباستيلات، بل جعلتم الجزائر كلها أكبر باستيل في العالم.. ألا تستحون؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • Djamel himou

    بارك الله فيك يا استاذ

  • علي

    جزاك الله كل خير.

  • زماكي عبدالرحمان

    لقد قلت ووفيت أستاذنا الفاضل شكرا لكم.

  • نحن هنا

    ولن بساتيل الجائر مستمرة حتى في عهد الجزائر الجديدة فما سرذلك؟

  • يوزيد

    سلام من الله عليك ايه الشيخ الفاضل يامن تحمل لواء ابن باديس رحمه الله هدا افضل رد على سفاهة ماكرون ومن والاه من سفهاء اته يستحق الترجمة لينشر ع لى موفعه الاجتماعي

  • Karim

    Herve Ryssen حكم عليه هذا الشهر سنتين سجنا نافدة لأنه قال أن زنا المحارم منتشرة في بعض الأوساط اليهودية كذلك الكوميدي Dieudoné ممنووع من تنضيم سهرات فنية و الكثير من الشخصيات لاحقتها العدالة مثل Gajah Garaudy Alain Soral Robert Faurisson Vincent Reynouars في يلاد حرية التعبير.كما أتذكر أن الداعية أحمدديدات منع من القاء محاضرت و أجبر على مغادرة فرنسا و عدم الخروج من المطار.....................