-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نور على نور..

كل شيء عن المسابقات والبرامج القرآنية في رمضان

الشروق أونلاين
  • 11050
  • 3
كل شيء عن المسابقات والبرامج القرآنية في رمضان

مع حلول شهر القرآن الكريم، شهر رمضان المعظم، تعود أنوار القرآن الكريم إلى ربوع الجزائر، وهي الأنوار التي لم تغب عنها أبدا، لكن لتشرق بنور ربها حفظا وترتيلا وتلاوة، عبر تجديد العهد مع مسابقة الجزائر الدولية للقرآن الكريم، وإطلاق كل مساجد الوطن تقريبا لمسابقات حفظ القرآن الكريم، وبروز برامج اذاعية وتليفزيونية يتبارى فيها حفظة كتاب الله على خير الكلام، في صورة أخرى معاكسة وأكثر بهاء مما تعودناهفي بقية الشهور الأخرى، في مسابقات ستار أكاديمي وما شابه.

وما يثلج القلب فعلا، ويجعل الأمل كبيرا في غد مشرق، أن الجزائريين ورغم كل ما يقال، قد أثبتوا بالدليل القاطع، من خلال التميز والنتائج الباهر في مختلف المسابقات المحلية والدولية  لحفظ القرآن الكريم، أن كتاب الله يسري في عروقهم، وهو ما وقف عليه شخصيا الشيخ محمد الغزالي رحمه الله، عندما كان على رأس جامعة الأمير عبد القادر الإسلامية بقسنطينة أن الجزائريين هم أقرب الشعوب الإسلامية للقرآن الكريم.. وهو ما تأكدنا منه ولمسناه من خلال هذا الملف.

لأول مرة.. بتطبيقات الهاتف والأنترنيت ومشاركة 56 دولة

“الشروق العربي” تنشر تفاصيل مسابقة الجزائر الدولية للقرآن الكريم هذا العام

خطت جائزة الجزائر الدولية للقرآن الكريم هذا العام، خطوات عملاقة لتصل إلى مشاركة  عشرات الدول بما فيها 11 دولة خارج منظمة التعاون الإسلامي كفرنسا وكندا وإفريقيا الوسطى وروسيا وبريطانيا بعد أن كانت الجائزة مغاربية في طبعتها الأولى سنة 2004 لتصبح عربية في دورتها الثانية، ثم تتحول إلى أهم حدث إسلامي في العالم على غرار المسابقات الدولية التي تقام في مختلف دول العالم، وقد وجهت الجزائر دعوة لـ56 دولة أكدت 43 دولة مشاركتها قبل شهر رمضان بما فيها 9 دول خارج منظمة التعاون الإسلامي في انتظار التحاق باقي الدول بالمسابقة.

وفي لقاء أجرته “الشروق العربي” مع السيد نور الدين محمدي مدير التوجيه الديني وتعليم القرآن بالنيابة بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، صرح بجديد المسابقة الدولية في طبعتها الرابعة عشر التي ستقام تصفياتها خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان والنهائيات ليلة القدر المباركة.

فجائزة الجزائر الدولية للقرآن الكريم أنشأها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بموجب مرسوم رئاسي رقم 03 -331  بتاريخ 6 أكتوبر 2003 المتضمن إحداث جائزة دولية لحفظ القرآن الكريم وإحياء التراث الإسلامي المعدل والمتمم بالمرسوم الرئاسي 08-277 المؤرخ في 6 سبتمبر 2008 وتتضمن الجائزة فرعين، الفرع الأول جائزة الجزائر الدولية للحفظة الذين لا تزيد أعمارهم عن 25 سنة، والفرع الثاني المسابقة التشجيعية لصغار حفظة القرآن الكريم للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة، شرط أن لا يكون المتسابقون قد حصلوا على إحدى المراتب الأولى والثانية والثالثة في الدورات السابقة، والمشاركة تكون بمتسابق واحد من كل دولة.. كما ارتفعت قيمة الجزائر الدولية إلى 100 مليون سنتيم للمرتبة الأولى و80 مليونا للجائزة الثانية و50 مليونا للفائز بالمرتبة الثالثة. أما جائزة صغار الحفظة وهي وطنية من مختلف ولايات الجزائر قدرت قيمة الجائزة الأولى بـ50 مليونا والثانية بـ30 مليونا والثالثة بـ20 مليون سنتيم، علما أن قيم الجوائز لم تكن معتبرة في السنوات الثلاث الأولى.

وقال السيد محمدي أنهم راسلوا كل الولايات لإجراء التصفيات التي تمت قبيل شهر رمضان الكريم ونجاح 15 حافظا من فئة الصغار للمنافسة النهائية لصغار الحفظة.

أما الجائزة الدولية فالجزائر ستشارك بمتسابق واحد لم يحدد اسمه أو اسمها  بعد.

دولة تشاد والبحرين في لجنة التحكيم

تتكون لجنة التحكيم في مسابقة الجزائر الدولية للقرآن الكريم لسنة 2017 في طبعتها الرابعة عشر من الدكتور أبو بكر ولد مدو من دولة تشاد، وهو عضو في المجلس الإسلامي الأعلى لجمهورية تشاد، والدكتور عبد الله عبد العزيز القحطان العمري من مملكة البحرين،أما باقي أعضاء اللجنة من الجزائر وهم الدكتور محمد بوركاب من جامعة الأمير عبد القادر قسنطينة، الدكتور عناد بن عامر من جامعة البليدة 2،الدكتور عبد الهادي لعقاب جامعة الجزائر 1، الأستاذ عبد الكريم سعدودي من المركز الثقافي الإسلامي، أما لجنة تحكيم صغار حفظة القرآن كلهم من الجزائر وهم الدكتور خليل قاضي من جامعة الجزائر، الأستاذ عبد الرؤوف بوكثير من المركز الإسلامي الثقافي، فتحي لعطاوي من المدرسة الوطنية لدار الإمام، الأستاذ عمر بوسعدة من مركب المنار، الأستاذ خالد دربالي من هيئة الإقراء بالبليدة.

 يذكر أن الجائزة الدولية في طبعاتها الثلاث الأولى ترأس لجنة التحكيم فيها الشيخ إبراهيم الأخضر علي القيم من المملكة العربية السعودية بمشاركة الشيخ فرج الله محمود عبد الغني الشاذلي من مصر، وترأس الشيخ الدكتور أيمن السويد من جمهورية سوريا رئاسة اللجنة للطبعة الرابعة والخامسة ليتولى الدكتور عامر لعرابي من الجزائر رئاسة لجنة التحكيم في الدورات السادسة والسابعة والثامنة والتاسعة، ليتولى بعدها رئاسة اللجنة في الدورة العاشرة الأستاذ كمال قدة من الجزائر بمشاركة شيوخ ودكاترة من لبنان واليمن.

لأول مرة المسابقة الدولية للقرآن الكريم بالتطبيقات الإلكترونية

تدرس وزارة الشؤون الدينية والأوقاف كما صرح لنا السيد محمدي مشروع إمكانية إدراج مسابقة الجزائر الدولية ومسابقة صغار الحفظة ضمن البرامج التي يمكن تحميل تطبيقاتها عن طريق الانترنت للتفاعل والتصويت بالإعجاب فقط بالأصوات والأداء على ان لا يؤثر التصويت والتفاعل على نتائج قرارات اللجنة، لأن تلاوة القرآن وحفظه دقيق ويعود بالدرجة الأولى إلى أساتذة مختصين في القراءات والتجويد؛ ولأول مرة سيتم التصويت والتفاعل في جائزة الجزائر الدولية عن طريق التطبيق الالكتروني بالتعامل طبعا مع المتعاملين الاقتصاديين للهاتف النقال بالجزائر ويتم ذكر اسم المتسابق والرواية والبلد وفتح مقاطع فيديو ليتم التصويت بالإعجاب.

مسابقة اصغر مجود..أصغر حافظ.. أصغر منشد

ولأول مرة قررت الجزائر إنشاء مسابقة على هامش الأسبوع الوطني للقرآن الكريم بمناسبة المولد النبوي الشريف ابتداء من السنة الماضية لأصغر مجود واصغر حافظ وأصغر منشد للصغار الذين لا تزيد أعمارهم عن 15 بالنسبة للحفظ مع التجويد، أما مسابقة الأداء الصوتي للتجويد موجهة للأطفال دون الثانية عشر.

إذاعة القرآن الكريم.. نافذة المستمع للبقاء في جو روحاني خلال الشهر الفضيل

تأسست إذاعة القرآن الكريم سنة 1991 بقرار من الكاتبالمرحوم الطاهر وطار الذي كان يشغل منصب المدير الوطني للإذاعة الوطنية أنذاك،وأضحت اليوم تبث مباشرة على مدار 15 ساعة من منتصف الليل إلى الثالثة زوالا،يسهر عليها طاقم فني وتقني مشكل من مدير الإذاعة حمدي عيسى،ورئاسة التحرير مكونة من صحفيين ومنشطين،ودائرة للإنتاج بمساعدة مصلحة الإنتاج التي ترأسها السيدة إسمهان قصور التي تقول أنه وتماشيا مع حلول الشهر الفضيل،فقد سطرت إذاعة القرآن الكريم برامج متنوعة،منها ترتيل القرآن الكريم على رأس كل ساعة مدة عشرين دقيقة،إضافة إلى حصص خاصة لتفسير القرآن الكريم،كأعلام القرآن للأستاذ مسعود مياد،وهو خطيب بالمسجد الكبير الجزائر بالعاصمة،ووقفات وتأملات في علوم القرآن الكريم للأستاذ سعد عمار،إلى جانب ركن يومي كيف نزلت للأستاذ عبد العزيز بتقة،وكذلك برنامج قصة في آية تتناول قصص الأنبياء،ناهيك عن برنامج واحة رمضان وهو فضاء يشرح بعض الأحاديث النبوية ويسقطها على الواقع،وبرنامج أحاديث الصيام الذي يستعرض بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تبين فضل الصيام وثوابه وحكمه.

زيادة على هذا، هناك برنامج أحكام التلاوة،يقدمه الدكتور عماد بن عامر سيخصص خلال رمضان لرواية قالون،وحصة باللغة الفرنسية بعنوان كيف نفهم الإسلام،بالإضافة إلى برنامج سيرة المصطفى،وهي عبارة عن سيرة النبي (ص)،وحصة قيم ومناسك من إعداد الديوان الوطني للحج والعمرة ستخصص لعمرة رمضان،وفيما يتعلق بالمسابقات تضيف اسمهان قصور”قمنا بتنظيم مسابقة رمضان برعاية اتصالات الجزائر،وحصة منهل المعارف، وهي عبارة عن حصة فكرية.وحصص أخرى موضوعية شاملة تعنى بالضوابط الإسلامية،مشهود لها بالمصداقية ذات خلفية دينية مستوحاة من القرآن الكريم ،والسيرة النبوية والشريعة الإسلامية. 

هكذا تنظم مسابقات القرآن الكريم في المساجد الجزائرية

عرفت المساجد الجزائرية مسابقات القرآن الكريم مذ عهد السلطان الزياني أبو حمو موسى الثاني، الذي ارتأى أنه من الضروري الاحتفاء بحفظة القرآن، والمشايخ الذين يعلمونهم قراءته، فقرر هذا الحاكم العالم تنظيم حفل سنوي، يقود فيه حفظة كتاب الله ويجوب بهم المدن الجزائرية في شهر رمضان الفضيل، وهذا الحدث حسب البروفيسور العيد سمي بـ”العشرونيات”، يبدأ الموكب من مدينة تلمسان مرورا بمساجد الجزائر أين يكرم الحفظة بهدايا ومأكولات فاخرة، قبل أن يستقر بهم الأمر في فسحة مدينة الجزائر، أين ينتظرهم الفقهاء، والعلماء والمشايخ وأفاضل المدينة، للاحتفال في المسجد الكبير بترديد المدائح وتجويد القرآن، وكانت النسوة يطبخن “الفلوذج” وهو طبق أشبه بـ”الطمينة” احتفاء بإنجازات حفظة القرآن.

اندثرت هذه العادة الجميلة إبان الاحتلال الفرنسي وترسخت بعده في أشكال أخرى، أين تعود القائمون على مساجد القطر الوطني والتي يفوق عددها الخمسة عشر ألف مسجد، على إطلاق مسابقات في حفظ وتجويد كتاب الله العزيز، بالقواعد والأحكام، تحبيبا للناشئة في القرآن وحثا للحفظة والمحترفين لتلقينه، ومواصلة البحث في تفسيره، وقد تنقلت “الشروق العربي” إلى عدد من المساجد التي تعكف كل سنة على تنظيم مثل هكذا مسابقات، في المواسم الدينية كالمولد النبوي الشريف، ورمضان، حتى نتقصى أكثر عن سيرورة هذه المبادرات الجميلة، وأخطرنا إمام المسجد الأقصى، الشيخ نمير محمد أن لجنة المسجد هي التي تحدد شروط الالتحاق بالمسابقة وفروعها، كما أن المحسنين من أصحاب البر والإحسان هم من يدفعونها في الخفاء وبتنسيق مع لجنة المسجد، من خلال تخصيص ميزانية معتبرة لتكريم الحفظة، بالإضافة إلى المساهمة المحدودة لبلدية تسالة المرجة، ويأمل إمام المسجد الذي خصص أربعة فروع للمسابقة الرمضانية، بأن يتم توسيعها أكثر فأكثر، بإدراج مسابقات فكرية دينية، وبرفع قيمة التحفيزات، وتختلف الظروف التنظيمية لمسابقات القرآن الكريم من مسجد لآخر، ومن منطقة لأخرى، إذ أطلعنا إمام مسجد تيليملي الشيح حجيمي، على أن أكثر الفئات المشاركة في العاصمة، تكون من الشباب، والمتقدمين في العمر، فقد حدث أن كرم المسجد في الموسم السابق سيدة ثمانينية ختمت القرآن الكريم، أما عن شروط المشاركة، فيقول الشيخ بأن هناك ليونة في وضعها، مراعاة للفئات العمرية، حتى لا يحدث العزوف.

وما لاحظناه أن جل المساجد على مستوى الوسط، تتفق في وضع فروع مسابقات القرآن الكريم، المتعلقة بالحفظ والتجويد وإتقان الأحكام، وكذا التقسيم العمري، غير أن التحفيزات تختلف حسب تموقع المسجد، فالشائع أن المساجد والمدارس القرآنية في المدن الكبرى، يمكن أن تستفيد من الدعم المادي للإدارة، كالبلديات والولاية، مثلما يحدث بالعاصمة، أما المساجد بالمدن الداخلية والمنعزلة، فإن تكريمات مسابقات القرآن الكريم فيها تعتمد فقط على مداخيل أهل البر والإحسان، وأحيانا تضطر للاستعانة بصندوق الزكاه. 

تجربة “مزامير داوود” على “الشروق”

وفاء لمشاهديها، تحرص قناة “الشروق” على إرضاء رغبات متابعيها من خلال شبكة برامجية متنوعة ثقافيا سياسيا اجتماعيا دينيا،ومن أهم برامجها الدينية “مزامير داوود” وهو برنامج يعنى بأهم المقرئين وحفظة القرآن الكريم من خلال تجربتهم في حفظ القرآن بتقديمهم للجمهور ليكونوا قدوة يحتذى بها، ولمعرفة الطرق التي يستعملونها في حفظهم لكتاب الله بعرض تفاصيل حياتهم، وسرد قصصهم قبل حفظهم للقرآن وبعده،ويشرف حضور هذا البرنامج أئمة،ومختصين لعرض الطرق والسبل والوسائل الناجعة في حفظ القرآن،حيث رأى البرنامج النور في 2014 ليتحول بعد نجاحه إلى مسابقة لحفظة القرآن الكريم لأقل من خمسة عشر سنة في عام 2016م،وليستمر على أمل إعادة هذه التجربة الناجحة في سنة 2017 بعد شهر رمضان، ويقدم هذا البرنامج أصغر مذيع بقناة “الشروق” حسين رضوان.

سفراء في حفظ كلام الله وتجويده.. هؤلاء شرفوا الجزائر في المسابقات الدولية

سطعت في سماء الجزائر، أسماء متألقة في مختلف مسابقات حفظ القرآن الكريم وتجويده سواء في الدول العربية أو الإسلامية، فكانوا بحق فرسان المنابر بحناجر صداحة قلّ مثيلها في العالم كله، أين استطاعوا احتلال مراتب متقدمة في مختلف تلك المسابقات لسنوات طويلة، فكانوا بذلك خير سفراء للجزائر وخير من مثّلها في المحافل الدولية.

فقد استطاع”محمد إرشاد مربعي” من قسنطينة سنة2012أن  يتربع على عرش المسابقة الدولية في مسابقة جائزة السودان الدولية لحفظ القرآن وهو ما حققته بعده“وهيبة تومي” من سطيف في مسابقة جمهورية مصر لحفظ القرآن في نفس السنة،محافظة بذلك على علو كعب المشاركة الجزائرية في مختلف مسابقات الحفظ والتجويد الدولية، وتحصل من بعدها على المرتبة الأولى  “ياسين أعمران” من الجزائر العاصمة في جائزة دولة الكويت للمسابقة الكبرى لحفظ القرآن الكريم وتجويده سنة 2013، وهو الشرف الذي  حافظت عليه الطالبة “الزهراء هني” في المسابقة الدولية لحفظ القرآن في دبي 2016. وفي مسابقات أخرى نالت على التوالي المرتبة الثالثة كل من  “خولة عزوز” من البليدة سنة 2009 في جائزة المملكة الأردنية الهاشمية لحفظ القرآن و”أمينة سلامة” من الجزائر العاصمة سنة2012 و”هاجر سباح” من قسنطينة سنة2013 في مسابقة المملكة المغربية لحفظ القرآن الكريم،ونالت المرتبة الرابعة “عائشة نويشي” من ميلة سنة 2012  في مسابقة تلاوة القرآن الكريم بماليزيا، وتحصل “أحمد شاوش” من الشلف على المرتبة الخامسة في نفس المسابقة 2012 و”خالد غريسي” من الوادي على المرتبة السادسة كذلك في جائزة إيران الإسلامية لحفظ  القرآن سنة 2013.

أهم المسابقات الدولية لحفظ القرآن في العالمين الإسلامي والعربي

 من أهم المسابقات الدولية لحفظ القرآن الكريم، نجد المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم في الجزائر التي تأسست سنة 2004، ومسابقة تلاوة القرآن الكريم بماليزيا التي تعد أقدم مسابقة رسمية لتلاوة القرآن الكريم في العالم الإسلامي،المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره بمكة ومن شروطها أن يكون المتسابق ذكرا ولا يتجاوز سنه 25 سنة، المسابقة الدولية لحفظ القرآن وتلاوته في إيران التي تكون بين سني 15 سنة و35 بعد التعديل، حيث كانت بين 16 سنة و45 سنة، مسابقة القرآن الكريم والحديث الشريف لشباب دول مجلس التعاون الخليجي التي لا يزيد عمر المشارك فيها على 25 عاما،المسابقة الهاشمية لحفظ القرآن، وتلتزم الجهة المنظمة بتذكرة الذهاب والإياب على الدرجة السياحية بعد وصول استبياناتهم وقبول ترشحهم،المسابقة العالمية لحفظ القرآن بمصر، ويشترط في هذه المسابقة على المتسابقين من الدول الناطقة بغير العربية ومن غير الدارسين بالأزهر حفظ ثلاثة أجزاء هي28 و29و30، جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم التي تشترط متسابقا واحدا من كل دولة ولا يجوز له المشاركة مرة أخرى في المسابقة،مسابقة تلاوة القرآن الكريم دار السلام،مهرجان القرآن الكريم العالمي بالسودان،مسابقة القرآن الكريم في الجمهورية التركية، مسابقة الكويت الكبرى لحفظ القرآن الكريم وتجويده،مسابقة تونس لحفظ القرآن،مسابقة الملك عبد العزيز الدولية بالسعودية، وغيرها من المسابقات التي لا يتسع المجال لذكرها جميعا.

مع “فرسان القرآن”..بقلم: سليمان بخليلي

بدأت مسابقات حفظ القران الكريم في الجزائر حسبما أعرف مع الرئيس هواري بومدين عام 1986م وأصبحت تقليداً سنويا معمولا به كل عام، حيث يكرم حفظة القرآن الكريم من مختلف الفئات العمرية في حفل يقام ليلة 27 رمضان بالجامع الكبير تنظمه وزارة الأوقاف.

غير أن الجمهور لا يشاهد من مجريات هذه المسابقة إلا تتويج الفائزين على يد الرئيس، لأن تفاصيل التصفيات تتم على مستويات إدارية فقط تنتهي باختيار مجموعة من الفائزين من مختلف الولايات.

هذه الملاحظة دفعتني نهاية عام 2005م إلى التفكير في إنتاج برنامج تلفزيوني يهتم بحفظة القرآن الكريم وإبرازهم إعلاميا، فاقترحت على المدير العام للتلفزيون الجزائري أنذاك الأستاذ حمراوي حبيب شوقي إنتاج برنامج مسابقات عنوانه (فرسان القرآن) يتبارى فيه الحفظة على ترتيل القرآن وتجويده، فلقيت الفكرة قبولا واستحسانا  خصوصا وأنها تزامنت مع بروز نوع من “الغضب الاجتماعي” إزاء شراء التلفزيون الجزائري  حقوق بث برنامج (ستار اكاديمي) الغنائي من لبنان وما تضمنه هذا البرنامج من مشاهد لم يستسغها الجمهور.

ورغم أننا لقينا تجاوبا كبيرا من طرف وزارة الشؤون الدينية ممثلة في الوزير السابق بو عبد الله غلام الله، والمدير المركزي للتعليم القرآني أنذاك الدكتور محمد عيسى، إلا أن التحضير استغرق عامين كاملين بسبب بعض التساؤلات المطروحة أنذاك، من بين أبرزها:

كيف يمكن بث برنامج يتناول مسابقات القرآن الكريم، بينما لا يبث التلفزيون الأذان، حيث كان الآذان ممنوعا أنذاك منذ عام 1996م؟

هل يخصص البرنامج للحفظة فقط، دون مراعاة إتقانهم التجويد أو الترتيل؟

هل يخصص البرنامج للتجويد (القراءة الثقيلة) أم للترتيل (القراءة الخفيفة) دون اشتراط الحفظ باعتبار أن الصوت فن؟

ما هو الحد الأقصى للعمر؟

ومن محاسن الصدف أن يتدخل الرئيس بوتفليقة مطلع عام 2006م (تحديدا في اجتماع مجلس الوزراء يوم 27/02/2006م) فيأمر بإعادة بث الآذان على قنوات الإذاعة والتلفزيون بعد 10 سنوات من المنع.

وبعد مشاورات عديدة، تقرر التحضير لانطلاق برنامج فرسان القرآن، حيث جرى الاتفاق على ما يلي:

1 ـ تخصيص البرنامج للأداء الصوتي بشقيه (التجويد والترتيل) حتى يكون مكملا لمسابقة الحفظ التي تنظمها وزارة الشؤون الدينية سنويا.

2 ـ عدم اشتراط الحفظ، واعتماد السن الأدنى 18 سنة،  دون حد أقصى.

3 ـ إجراء التصفيات في قوافل تنطلق إلى 48 ولاية.

وهكذا انطلق البرنامج في حفل رسمي ضخم افتتحه رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم في ساحة الشهداء يوم 16 أفريل 2008م، وبعد التصفيات التي شملت 48 ولاية بتأطير من وزارة الشؤون الدينية جرى بث التصفيات النهائية على المباشر طوال شهر رمضان 2008 م.

ومع تغيير إدارة التلفزيون، تقرر في العام الموالي 2009 التقليص من مدة الإنتاج، وإلغاء البث المباشر للتصفيات، حيث جرى بث الموسم الثاني مسجلا في رمضان 2009م لتقرر إدارة التلفزيون بعدها الاستغناء عن برنامج فرسان القرآن، وتكليف إدارة قناة القرآن بإنتاج برنامج مماثل يحمل عنوان (تاج القرآن) مايزال يبث إلى اليوم كل شهر رمضان.

أعتقد أن برنامج فرسان القرآن فتح الباب أمام مختلف الجهات الرسمية وغير الرسمية لاحتضان الفكرة والترويج لها منذ عام 2008م فانتشر هذا النوع من التنافس على مستوى االمؤسسات التعليمية وحتى المؤسسات العقابية التي صارت تنظم سنويا هذه المسابقات بمسميات مختلفة.

أصبحت القنوات الخاصة تنتج الآن العديد من البرامج المهتمة بتجويد القرآن، على غرار برنامج (الماهر) في قناة “الشروق”، وكذا برنامج (مزامير داوود) المخصص لصغار الحفظة، وبرنامج (قصتي مع القرآن) للزميل ناصر بن عيسى وغيرها.

في اعتقادي ايضا أن هذه البرامج تحظى بمتابعة ومشاهدة عالية، بحكم طبيعة المجتمع الجزائري الذي يهتم بالبرامج الدينية.

مسابقة “الماهر” للحفظ والتلاوة: 1300 متسابق في التصفيات الأوليةوإقبال مميز للإناث

من بين المسابقات الوطنية التي تهتم بحفظ القرآن وتجويده في الجزائر، نجد برنامج “الماهر” الذي يبث على قناة “الشروق”، وهو فضاء  يفتح أبوابه كل أسبوع  للتنافس على تجويد وتلاوة القرآن ومخارج الكلمات الصحيحة،وهو كذلك مناسبة لاختيار أحسن المتسابقين الذين يمثلون “البرايم” الأخير في شهر رمضان الكريم، حيث يطرق هذا البرنامج  أبواب السنة الثالثة من التواجد كبرنامج يهتم بالقرآن الكريم.

الكثير من الأهداف تم تسطيرها في هذا البرنامج  وفي مثل هذه المسابقات التي تهتم بكتاب الله عزوجل، وعنها يقول المشرف والمقدم لبرنامج مسابقة “الماهر” السيد سفيان حاجي:”أن البرنامج منبر للمنافسة في خير منافسة وهي حفظ كلام الله  عزوجل من كل الفئات العمرية، ونسعى من خلاله إلى جمع خيرة الحناجر التي تجيد قراءة القرآن في وطننا ونبرز للناس مدى اهتمام أبناء هذا الوطن بالقرآن الكريم،وهو ما نقف عليه في التصفيات الأولية لانتقاء الأصوات التي تتنافس من أجل الوصول إلى  “البرايم” الأخير في شهر رمضان الكريم، حيث نجد مستوى راقيا ومتميزا بين المتسابقين، وكذا نسبة الإقبال على المسابقة كبير جدا ومدهش، تصور أنه  وصل في هذه السنة إلى 1300 متنافس من سن 8 إلى 61 سنة من كلا الجنسين، يعكس اهتمام الأسرة الجزائرية بالقرآن والذي نتمنى أن يظهر في خلق أبنائها وسلوكاتهم اليومية،كما أنه فضاء مفتوح على كل أبناء هذا الوطن، ومن خلاله نربط حلقات التواصل بينهم والتنافس الشريف على حفظ وترتيل كلام الله عزوجل”.

ويؤكده أحد حكام برنامج مسابقة”الماهر” للحفظ والتجويد السيد “فضيل بلعظم” أن:”المستوى رفيع جدا ومتصاعد من سنة إلى أخرى، خاصة من صنف الإناث، كما نلاحظ تقاربا كبيرا بين كل المتسابقين في المستوى، وما يميز هذا البرنامج أنه يجمع الحافظات والحافظين لكتاب الله عزوجل بقراءة ورش عن نافع،بالإضافة أنه يفتح المجال لمشاركة حتى المجازين فيه،أما من حيث الإقبال فهو إقبال  كبير جدا، وهو ما نلاحظه كل سنة عند تنظيم هذه المسابقة، يختار الفائزون بعد “البرايم”الأخير على أساس القراءة الجيدة المنضبطة بقراءة ورش عن نافع،والملفت للانتباه في إقبال المتسابقين على هذه المنافسة في الحفظ والتجويد هو تواجد الإناث أكثر وبمستويات راقية”. 

  وتمر التصفيات بعدة مراحل من أجل الوصول إلى “البرايم” الأخير، وعنها يضيف مقدم برنامج مسابقة “الماهر” السيد  سفيان حاجي: “قسمنا التصفيات في هذه المسابقة إلى ثلاث مراحل بداية من الانتقاء الأولي الذي يضم كل الأصوات المشاركة للتنافس على خمسين مكانا للانتقال إلى الدور الثاني، ثم انتقاء الأجود منها ضمن 9 ذكور و9 بنات، وهم الأحسن الذين يتنافسون في “البرايم” الأخير في شهر رمضان الكريم، شعارنا فيه أن هذا الشهر شهر القرآن فأردناه أن يكون بالقرآن”.

كما توجد إلى جانب  برنامج مسابقة “الماهر” برامج أخرى تهتم  بكتاب الله عز وجل على غرار برنامج “مزامير داوود” الذي تبته قناة “الشروق” أيضا “الذي يهتم بكل ما هو ديني وما له علاقة بالقرآن الكريم والجوانب الروحية للمسلم”.

 بنور القرآن الكريم سطعن..  قصص مثيرة ومؤثرة لجزائريات مع كتاب الله

غنية فقدت بصرها فصارت بصر عائلتها

عندما تزور بيت غنية وهي آنسة في الثلاثين من العمر، في بلدة بيضاء برج التي تبعد عن سطيف بحوالي خمسة وثلاثين كيلومتر، ينتابك إحساس، بأن النور ينبعث من كل الزوايا، وعندما تروي لك حكايتها مع فقدانها للبصر، ومع تعلمها وحفظها للقرآن الكريم، تقتنع بأن الأبصار فعلا لا تعمى، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.

حكاية غنية التلميذة التي أعطاها الله البصر والبصيرة، تبدأ بمأساة. شغب شقيقها وشقواته، غرست ظفره في عينها اليمنى، ويعجز الأطباء عن مداواة الوجع، فيرفعون راية طبية بيضاء بإسدال السواد، على عينها اليمنى التي تفقد البصر، فتعيش بين أترابها صابرة على نعمة بصر العين اليسرى، ومحبة لشقيقها ياسر الذي قال لها باكيا مرة: “لو خُيرت بين الموت وإصابتك في عينك، لكان خياري أن لا أكون”..وتمرّ سنوات المأساة الأولى، ويحين موعد المأساة الثانية. شغب شقيقها الثاني عادل وشقاوته، ترمي قلم حبر، لا يريد مستقرا له، غير عين غنية اليسرى، ويعجز الأطباء مرة أخرى عن إنقاذ بصر غنية، ويسدلون ستار الظلام نهائيا على عينيها.

ولأن مع العسر، يسرا، تكتشف غنية زورق النجاة، فتعقد اتفاقية لا تنتهي، كما قالت سوى بنهايتها، مع كتاب الله، فتحفظ آيات عن طريق السمع، وتتبعها بسورة، حتى تبلغ الحزب الأول، وتجد غنية شقيقاها ياسر وعادل إلى جانبها، يدفعانها لحفظ كتاب الله، ولم تمض ثلاث سنوات، من السهر والإصرار، حتى كانت غنية ضمن ملائكة كتاب الله تحفظ القرآن الكريم بأحكامه، وتنقل هذا الكنز إلى شقيقيها ياسر وعادل، وتقف مرة، ومرتين، ومرات لتقول لهما: “عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم” وتشكرهما، لأنهما أفقداها البصر، وأحيا فيها البصيرة، ويقول ياسر ويدعمه عادل: “كنا نبكي، لأننا تسببنا في فقدان شقيقتنا لبصرها، وصرنا نفتخر بها، لأنها صارت تهدينا آيات الله والنصيحة، بل صار الطعام لا يحلو سوى من يديها، فكانت غنية اسما على مسمى، وصارت العين التي يعيش من نورها أهل بيتها.

أب يورّث بناته… مصحفا..فقط!

“كان يوما شتويا، ينثر بعض الثلج على منطقة تيمقاد الأثرية بولاية باتنة، عندما جمعنا والدنا، بعد أن اشتد به المرض، وذرف الدموع، ومدّ يده تحت الوسادة وأخرج مصحفا عتيقا قدمه لنا، وطلب منا أن نسامحه، لأنه لم يترك لنا شيئا في الحياة غير هذا المصحف.. هذا ماروته لنا أربع شقيقات وهن يذكرن أول خطوة في طريقهن لحفظ القرآن الكريم، فقد كان عمرهن ما بين العاشرة والثامنة عشر، عندما بلغ الشيخ يوسف سعدون، مرحلة اليأس من النجاة من الداء الخبيث، فالتفت إلى بناته، واستشرف بسرعة ما تخبئه الحياة لبناته الأربع، فارتعش رعبا،ورمى نصيحته ووصيته وسلّم روحه لخالقها، فضمت الأم بناتها إلى صدرها، وضمت الشقيقة الكبرى سعيدة مصحف والدها، وقررت أن تغرسه في صدرها وفي صدر شقيقاتها، ولم تمرّ أزيد عن أربع سنوات، حتى تحولت عائلة سعدون إلى أسعد عائلة في المنطقة، بل في العالم، كما تقول سعيدة الحظ سعيدة.

في تيمقاد أنت لست في حاجة لدليل أو موزع بريد لتسأله عن بيت البنات، فيكفي أن تقول: حافظات كتاب الله حتى يدلك الصغير قبل الكبير على البيت.

تتذكر سعيدة يوم رحيل والدها، وتقتنع بأن الله يُخرج الحي وأي حيّ، كتاب الله، من الميّت والدها، الذي نال بأجر بناته، الأجر كله، وتقول شقيقتها لمياء، وقد قاربت الخامسة عشر ربيعا: هناك بنات ورثن القصور، وأخريات الحلي والمجوهرات، وورثنا مصحفا صغيرا نحسّ به أننا أغنى بنات العالم، أميرات من دون قصر وتاج.

ونترك العائلة لتعيش سعادتها، فيقول جار البنات عمي علي، وكان صديقا لوالدهن: “لم أعرف في حياتي قصة غريبة مثل قصة هؤلاء البنات، فقد عشن فقيرات مع والدهن، الذي كان يشقى من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، من أجل توفير لقمة العيش، وكنت مقتنعا بأنهن سيمتن بين الجوع واليُتم بعد وفاة والدهن، ولكنهن رفعن التحدي، فصار فشلهن نجاحا، وضعفهن قوة، وفقرهن ثراء، فكن خير خلف لصديقي، الذي كان يبكي على بناته وليس على نفسه، ويخشى أن يلتحقن به، بعد أن يفقد الحياة، ولكنهن صنعن من العسر يسرا، بفضل مصحف كان موضوعا في ركن بعيد عن العين، ولكنه قريب من قلب الوالد وقلب بناته.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • محمد مرابط

    اللهم اجعل القرءان ربيع قلبي ونور صدري

  • منصور كمال الإثيوبي

    لقيد أحسنتم في الإسلام وحرضتم أبناء المسلمين وجزاكم الله جزاء موفورا.

  • منصور كمال الإثيوبي

    بسم الله الحمد لله والسلاة والصلام على رسول الله وبعد، فلقيد أحسنتم في الإسلام وحرضتم أبناء المسلمين وجزاكم الله جزاء موفورا.