-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

اتهام مغتربة بالسحر ونزع نقابها.. القضاء يقول كلمته في أخطر قضية تشهير

جواهر الشروق
  • 30504
  • 0
اتهام مغتربة بالسحر ونزع نقابها.. القضاء يقول كلمته في أخطر قضية تشهير

قال القضاء الجزائري كلمته في قضية التشهير بالمرأة المغتربة القاطنة ببلدية العلمة، والتي تم الاعتداء عليها جسديا ولفظيا من خلال اتهامها بالسحر ونزع نقابها.

وأدانت محكمة العلمة بسطيف، أمس الأحد، المتهم الرئيسي المدعو “شيكور الطريق” في قضية الاعتداء على المنقبة بحجة الشعوذة وسط الطريق العام، بسنتين حبسا نافذة ومائة ألف دينار غرامة مالية.

كما تم الحكم على بقية المتهمين السبعة بـ 18 شهرا حبسا نافذة وعشرة آلاف دينار غرامة نافذة لكل واحد منهم، مع الموافقة على “تأسس الضحية كطرف مدني وتعويضها بدينار رمزي جبرا للضرر”، وفقا لعضو هيئة الدفاع، الأستاذ طارق مراح.

وكانت النيابة، قد التمست في نفس اليوم خلال المحاكمة، خمس سنوات حبسا نافذة و100 ألف دينار غرامة مالية في حق ثلاثة متهمين من أصل ثمانية، بينما طالبت بتسليط عقوبة ثلاث سنوات وخمسين ألف دينار على باقي المتهمين.

وفي بداية شهر جوان، وبعد تعالي الأصوات المطالبة بمعاقبة كل من تورّط في إهانة المرأة المغتربة بولاية سطيف، واتهامها بالسحر ونزع نقابها، خرج المتهم الأول بإثارة الشكوك حولها، لينفي أنه ضربها.

وظهر مثير البلبلة بشأن “أم عبد الرحمان” التي تعرضت لأبشع أنواع الظلم على يد مجموعة من الأشخاص، ليبرئ ذمته أمام الرأي العام، بعدما نشرت عديد الصفحات صورته، مطالبة بمحاسبته وسجنه.

وقال الرجل وهو من بلدية العلمة، مكان الحادثة إنه فعلا قام بتصوير المرأة كما فعل الكثيرون، لكنه لم يضربها كما أشيع عنه، وبالرغم من أنه اعتذر منها إلا أن الكثيرين أكدوا على ضرورة استجوابهم واحدا واحدا لاتهامهم لها بهتانا بالسحر.

وأثارت الحادثة جدلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعدما تبيّن أن المرأة بريئة مما نسب إليها، حيث أعرب الكثيرون عن غضبهم من تحول المخاوف من السحر إلى هوس كبير.

الضحية هي مغتربة ومسلمة مقيمة بالجزائر، جاءت في صباح يوم الحادثة إلى المسبح برفقة ابنتها، وأثناء جلوسها في الانتظار، كانت تحمل مصحفا وتقرأ القرآن وتحمل أوراقا فيها ترجمة لبعض الكلمات المبهمة بالنسبة لها.

وتعرّضت المرأة لظلم كبير بعدما تجمّع الناس حولها واتهموها بحمل طلاسم، كما تم تصويرها وهي تحاول تغطية وجهها، وبتدخل أمن الولاية تبين أنها لم تقترف أي سوء وأن ما حصل مجرد هوس مبالغ فيه، جراء ما تطالعنا به حملات تنظيف المقابر من صور كارثية.

وطالب نشطاء بحذف الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع، والاعتذار من المرأة على الإحراج الكبير الذي سببوه لها، فيما عرض أحد المحسنين إهداءها عمرة تطييبا لخاطرها بعد الضجة الكبيرة حولها.

ودعا آخرون السلطات المعنية لإيقاف حملات نبش القبور وتوكيل مهمة تنظيف المقابر للجهات البلدية المختصة، ومنع التهويل بنشر صور الأشخاص، خاصة مع انتشار الكثير من المواد المفبركة، مشبهين ما حصل مع المرأة المغتربة بحادثة جمال بن سماعين.

وسلط كثيرون الضوء على هوس الناس المبالغ فيه بالسحر، بعد حملات تنظيف المقابر، لافتين إلى تفشي الجهل بين الناس، واستغلال الظرف الحساس بالترويج لصور وهمية معدلة من أجل التخويف وتهويل الأمور.

المرأة الظاهرة في الفيديو، وفقا لأحد معارفها هي أم عبد الرحمان، فرنسية من أصول جزائرية، ولدت ونشأت بفرنسا ولم تكن تجيد اللغة العربية، وهي متزوجة من فرنسي مسلم، اشترطت عليه الهجرة لبلاد الإسلام فهاجروا إلى اليمن ثم إلى مصر ثم إلى المغرب ثم إلى الجزائر وأخيرا نزلوا في مدينة العلمة واستقروا بها.

وأضاف أن لديها 6 ذكور وبنت، جميعهم مسجلين في مدارس قرآنية، ويقيمون في العلمة منذ أزيد من 10 سنوات، إلا زوجها اضطر للعودة إلى فرنسا لأنه لم يجد عملا يناسبه، لافتا إلى أن حالتها النفسية سيئة للغاية بعد تلك الحادثة.

وأوضح أنها مرت بظروف مادية صعبة جدًا، وزارها والداها وطلب منها العودة لفرنسا لكنها رفضت وأجابتهم أنها مستعدة لافتراش الكرتون على أن ترجع إلى بلاد الكفر، مؤكدا أن هناك مساعي لرد الاعتبار لها بمعاقبة كل من ظهرت صورته في الفيديو.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!