الإرهاب الاجتماعي نقمة أخلاقية تضرّ الأوطان

الإرهاب الاجتماعي هو ظاهرة تعكس انحطاطًا أخلاقيًّا في المجتمع، وتتجلى في سلوكيات وتعاملات يومية تؤثر سلبًا على الحياة العامة والمؤسسات. تختلف المفاهيم وتتطوّر من شخص لآخر، وذلك يكون حسب التراكمات المحتملة لذاته والإشكالية التي يوجهها من حين لآخر أو من الأشياء التي يلحظها، فكل هذه الأمور تساهم في تغيير نظرته وفكره كذلك.
معنى كلمة “الإرهاب” واضح جدا ولا يختلف فيه شخصان، وهو كل عمل يسبّب خطورة للدولة أو المجتمع تقوم به جماعاتٌ من الأشرار بهدف الترويع، لكن هذا المفهوم يختلف تماما عندما نقوم بتحديثه مع الإرهاب الاجتماعي، ففي هذا الموضع نفتح جبهة صريحة على المجتمع، حتى المعاني والمفاهيم تتطور تدرجيا مثل الآلات الصناعية والتكنولوجيا بصفة عامة.
هذا المفهوم ينحصر في العادات اليومية التي يقوم بها المواطن خارج منزله من خلال تعامله مع المؤسسات التي تخدم المجتمع، وهو لا ينحصر في ذلك فقط بل هو يشمل كذلك الاعتناء بالمحيط الذي يعيش فيه، ويشمل الطرقات والغابات والمرافق العمومية بمختلف نشاطاتها التي تصب دائما في خدمة المجتمع.
على سبيل المثال، يمكن أن نجد أمثلة على الإرهاب الاجتماعي في سلوكات مثل رمي النفايات في الشوارع، أو التخريب المتعمد للمرافق العامة، أو الإهمال وعدم الحفاظ على النظافة العامة… هذه السلوكات قد تبدو بسيطة، لكنها تؤثر سلبًا على جودة الحياة في المجتمع وتعكس انحطاطًا أخلاقيًّا.
على سبيل المثال، يمكن أن نجد أمثلة على الإرهاب الاجتماعي في سلوكات مثل رمي النفايات في الشوارع، أو التخريب المتعمد للمرافق العامة، أو الإهمال وعدم الحفاظ على النظافة العامة… هذه السلوكات قد تبدو بسيطة، لكنها تؤثر سلبًا على جودة الحياة في المجتمع وتعكس انحطاطًا أخلاقيًّا.
لو ندرس المجتمع دراسة أخلاقـيّة، نجد هذه المعايير تختلف من مكان إلى آخر ومن بلد لآخر، فالشخص الذي يبذل كل جهده في الحفاظ على مؤسسات الدولة وكل ما يشملها أو يحيط بها من مرافق عامة يعدّ مواطنا صالحا، على عكس بعض الفئة التي تسخِّر كل طاقتها في تدمير هذه المرافق التي بُنيت لخدمة المواطن البسيط في كل احتياجاته، أو على الأقل تغطي الكثير منها، وتسبّب هذه الفئة بسلوكها الإرهابي الخسائر للخزينة وقلقا كبيرا للأشخاص العقلانيين.
ونجد ظاهرة اللامبالاة منتشرة إلى حد كبير في الدول العربية وفي مجتمعاتها المتخلفة سلوكيّا وأخلاقيّا، وأعتذر على هذا المصطلح، لكنها الحقيقة التي يجب طرحها والحديث عنها، لأن ظاهرة الإرهاب الاجتماعي متفشية جدا وتعكس صورة سلبية تماما وعقلية رجعية لمجتمعاتنا التي هي في الأصل تعمل وتسخّر كل إمكاناتها للقضاء على هذه الظواهر التي لا تمتُّ أي صلة إلى ثقافتنا أو إلى المجتمع الإسلامي المحافظ.
يجب العمل على التحسين التامّ لجودة المجتمع وخاصة الأجيال القادمة التي نعدّها أمل الأمة في ثورة التصليح والتغيير. إنّ نشر الوعي أصبح ضرورة قصوى لا بد منها من أجل استرجاع سيادتنا وهويتنا الحقيقية التي اندثرت حقا وأصبحت من الماضي.
من الحلول التي يمكن العمل عليها لمواجهة الإرهاب الاجتماعي:
1. نشر الوعي بين المواطنين حول أهمية الحفاظ على المؤسسات والمرافق العمومية.
2. تعزيز التعليم الأخلاقي والقيم في المدارس والجامعات.
3. تشجيع المشاركة المجتمعية في الحفاظ على النظافة العامة والمرافق العمومية.
4. تعزيز العقوبات على السلوكيات الإرهابية الاجتماعية.
لو نراجع تاريخنا وقيمنا وسلوكات أجدادنا قديما لوجدناها أكثر تطوُّرا مما نحن عليه الآن، مما يجعلنا نطرح العديد من التساؤلات في سبب هذا القصور الفظيع في مجتمعنا، وهنا نتساءل عن الحلول الجذرية التي تعكس المجتمع الحقيقي والمثالي الذي نحلم به.
لهذا ندعو جميع المختصّين النفسيين والاجتماعيين إلى تحليل هذه الظواهر السِّلبية التي تعكس صورا غير أخلاقية، وتقديم تفسير عقلاني للعودة من جديد إلى سكة المسؤولية والوعي الذي يقدّم نسخة حديثة عن المجتمع المثالي.