-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أكد أنها استعادت مكانتها وصوتها مسموع وشعبها سيد.. الرئيس تبون:

الجزائر لا تقبل الانبطاح وتسير مرفوعة الرأس بين الدول

الشروق أونلاين
  • 3967
  • 2
الجزائر لا تقبل الانبطاح وتسير مرفوعة الرأس بين الدول
ح.م
رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون

شدّد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على أن الجزائر تمكنت في السنوات الأخيرة من استرجاع المكانة التي تستحقها وأصبح صوتها مسموعا دوليا وإقليميا رغم محاولات استهدافها، مشددا على أن البناء الحقيقي للجمهورية الجزائرية بدأ فعلا وأن الشعب اليوم هو السيد.
وفي لقائه الدوري مع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية، تم بثه مساء الجمعة على القنوات التلفزيونية والإذاعية، جدد رئيس الجمهورية التأكيد على سعيه إلى بناء “ديمقراطية حقة”، معتبرا أن الإصلاحات التي تم مباشرتها في السنوات الأخيرة مكنت الجزائر من “استعادة مكانتها التي سيتم تعزيزها إلى أبعد حد”، وأضاف أن الجزائر حاليا “يؤخذ برأيها وأصبح صوتها مسموعا دوليا وإقليميا”.
وبهذا الصدد، شدد الرئيس تبون على أن البناء الحقيقي للجمهورية الجزائرية بدأ فعلا وأن الشعب اليوم هو “السيد ويقول كلمته”، داعيا الجزائريين إلى “الإيمان بقدرات بلادهم”.
وفي ذات السياق، حذر رئيس الجمهورية من “أوساط تستهدف الجزائر وترفض أن تعلو كلمة الحق ونصرة المستضعفين”، مشيرا إلى أن الجزائر “لا تقبل ما يحدث في العالم حاليا”، كما ترفض “أجندات” لم تشارك فيها.
وأضاف قائلا: “نحن بالمرصاد لكل محاولات استهداف البلاد”، موضحا أن الأطراف التي تريد استهداف الجزائر تحاول ذلك “من الداخل” من خلال استغلال بعض الجزائريين الذين “باعوا وطنهم، وولاءهم هو للسفارات الأجنبية”، وذلك نظرا لصعوبة استهداف الجزائر من الخارج، لأنها قوية وتملك مقومات تحمل الأزمات.
ولفت إلى أن الجزائر “مستهدفة، لأنها لا تقبل الانبطاح، والمواطن الجزائري يفتخر بدولته التي تسير برأسها مرفوعا بين الأمم”.
وأبرز دور الصحافة التي تعد “أداة قوية لإرساء الديمقراطية ومجابهة المحاولات التي تستهدف الجزائر”، داعيا الإعلاميين الجزائريين إلى “فرض أنفسهم” والتفطن لمحاولات الاستغلال المدبرة من خارج الوطن.

أوامر بتسريع وتيرة الأشغال بالمشاريع المهيكلة
من جهة أخرى، أكد رئيس الجمهورية التزامه بتنفيذ مختلف المشاريع التي تعهد بها أمام الشعب الجزائري، معربا عن رفضه “لكل المبررات التي تقدم بشأن تأخر المشاريع”.
وعاد إلى أهم القرارات التي تم اتخاذها خلال مجلس الوزراء الأخير، معتبرا أن الجزائر “تعيش اليوم ثورة تحتاج إلى تجاوز البيروقراطية وتسريع وتيرة العمل من خلال اعتماد وسائل انجاز عصرية” مع “تسريع وتيرة انجاز المشاريع المهيكلة ورفض استمرار التراخي في تجسيد هذه المشاريع”.
وأبرز أهمية تعميم الرقمنة التي تعد من الآليات الضرورية لمحاربة الفساد والبيروقراطية وضمان النزاهة والشفافية.
كما أشار إلى ضرورة استنفاد كافة التدابير قبل اتخاذ قرارات هدم البنايات غير القانونية، معلنا أنه طلب من وزير العدل تقديم مشروع قانون يجرم الاستيلاء على الأراضي التابعة للدولة.
وبخصوص الأموال الموجودة في الاقتصاد غير الرسمي، أكد الرئيس تبون وجود إجراءات ستتخذ في حق الذين يكدسون أموالهم خارج البنوك، داعيا هؤلاء إلى وضعها في البنوك أو استثمارها في نشاطات اقتصادية رسمية.
ولدى تطرقه إلى قطاع السياحة، أشاد الرئيس تبون بميدان السياحة الداخلية الذي قال أنه “تطور كثيرا”، مضيفا أن الدولة تشجع هذا النوع من السياحة، كما تفتح المجال أمام الاستثمار، داعيا إلى الترويج للصورة الحقيقية للجزائر في الخارج.

تقييد الاستيراد على حساب تلبية حاجيات المواطن مرفوض
وأوضح من جهة أخرى، أن تقييد الاستيراد “لابد ألا يتم على حساب تلبية الحاجيات الأساسية للمواطن”، محذرا من الاستغلال السياسي لندرة بعض المواد الاستهلاكية.
وفي الشق الاجتماعي، قال رئيس الجمهورية أن قرار رفع الأجور بنسبة تصل إلى 47 بالمائة بحلول سنة 2024 ورفع منح التقاعد والتخفيض في الضرائب على الدخل أمر استثنائي يهدف أساسا إلى تحسين القدرة الشرائية للمواطن.
وأشار إلى أن ممارسة الحق النقابي هو “حق يكفله الدستور” وأن القانون الجديد المتعلق بممارسة هذا الحق جاء “لتأطير تأسيس النقابات”.
وتابع أنه “ليس هناك إجحاف أو منع للنقابات، لكن الأمر يتعلق بتكريس القانون ووضع حد لممارسات لا يمكن قبولها”.
ولدى تطرقه إلى هبة الجزائر التضامنية إثر الزلزال الذي ضرب كل من سوريا وتركيا، قال رئيس الجمهورية أن أقل ما يمكن تقديمه لفرق الإنقاذ الموفدة إلى الأماكن المتضررة واجتازوا الأجواء المغلقة هو “منحهم وسام الاستحقاق الوطني”.
واعتبر أن ما قام به أفراد الحماية المدنية يمثل “الجزائر التي تنتصر”، منوها بـ”حرفية ومهنية أفراد هذا السلك الذي سبق وأن أثبت قدراته العالية في مواجهة كوارث مماثلة عبر العالم”.

الجزائر في مرحلة استعادة الفضاء الطبيعي لدبلوماسيتها
ومن جهة أخرى، أكد الرئيس تبون أن الدبلوماسية الجزائرية تكون متكاملة بفضل قوة اقتصاد الجزائر واستقرارها الأمني، مضيفا أنّ “كل الدول التي تتعامل مع الجزائر تعترف بأنها مصدر للاستقرار، وهذا على الرغم من حدودها المشتعلة”.
وتطرق الرئيس تبون في هذا السياق إلى تنظيم الجزائر للقمة العربية في نوفمبر الماضي، لافتا إلى ان “أي موعد ينظم من قبل الجزائر يصبح لديه قيمة خاصة سواء على المستوى الإفريقي او الأوروبي او المتوسطي”، وهذا راجع – يقول- “إلى تاريخ الجزائر الذي لا يستهان به”.
وعرج رئيس الجمهورية في لقائه على “العثرة” التي عرفتها الدبلوماسية الجزائرية خلال العشرية الأخيرة، مبرزا انها “كانت غير متوقعة”.
كما تطرق الرئيس تبون بالمناسبة إلى المساعدات الجزائرية للدول الإفريقية من خلال الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، lوضحا ان هذه المساعدات المالية ستوجه إلى تمويل مشاريع تنموية في عدد من الدول الإفريقية.
وابرز في السياق انه تم الالتزام تجاه الأشقاء في مالي لدعم بعض المشاريع الاقتصادية لاسيما في شمال البلاد، على غرار كيدال وغاو، لمساعدتهم على بناء بعض المنشآت التربوية والصحية وكذا مشاريع ايصال المياه للسكان وغيرها.
وخلال تطرقه إلى الأزمة الليبية، قال الرئيس إن كل الطرق “القديمة “التي جربت باءت بالفشل، مؤكدا على صحة المقاربة الجزائرية للتسوية في هذه الدولة الجارة والمبنية على ايجاد حل يكون من الليبيين انفسهم من خلال اجراء انتخابات واختيار ممثليهم.
كما تطرق الرئيس تبون إلى موضوع قضية الصحراء الغربية التي بقت “مطروحة منذ 1975 وليست وليدة اليوم”، مضيفا ان الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي كان من الشخصيات التي شاركت في مسار المفاوضات مع الجانب المغربي والتي كانت قريبة من الحل في عهد الملك الحسن الثاني، غير ان الأمور تعقدت فيما بعد.

العلاقات الجزائرية-الايطالية تزداد ثقة وترابطا
وبخصوص العلاقات الثنائية، أكد رئيس الجمهورية ان العلاقات مع ايطاليا تعود إلى ما قبل الاستقلال وهي تزداد ثقة وترابطا، مشددا على ان الجزائر “لم تر من هذا البلد الا الخير”.
واشار في السياق إلى اتفاقيات حسن الجوار والشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين منذ بداية الاستقلال، مبرزا ان سياسة الجزائر تكمن في انها “لا تنسى خيرا قدم لها ولا تقابل الشر بمثله، لكنها تسجله في الذاكرة”.
وبخصوص ما قامت به اسبانيا في الملف الصحراوي، أكد الرئيس تبون أنه تصرف” لا يصدر عن اصدقاء”، واصفا ما قامت به بالخطوة الخطأ.
وقال ان العلاقات الجزائرية-الاسبانية في وضع “رديء”، وأن الجزائر ليست المتسبب في ذلك، مذكرا في الوقت نفسه بأن علاقات الجزائر مع الشعب الإسباني “طيبة ليومنا هذا وأن احترامنا للملك الإسباني احترام تام، وهو يعلم ذلك”.
كما أعاد التذكير بأن الجزائر جمدت اتفاقيات حسن الجوار مع اسبانيا، لكن لم تلغها.
وعن العلاقات الجزائرية-الأمريكية، اكد رئيس الجمهورية ان الولايات المتحدة “دولة عظمى”، وهي تعلم أن الجزائر دولة نافذة في افريقيا وفي العالم العربي وفي البحر الأبيض المتوسط.
واستطرد: “لابد ان تتأكد الولايات المتحدة اننا بلد صديق، غير منحاز مع أي أحد”، مذكرا بالمناسبة بوقوف هذا البلد ومساندته للجزائر ولشعبها مباشرة بعد الاستقلال.
ولدى تطرقه إلى زيارته شهر ماي القادم إلى روسيا وعن امكانية طرح حل للأزمة الأوكرانية، أكد الرئيس تبون أن الدبلوماسية الجزائرية “دبلوماسية صامتة”، معلنا بالمناسبة عن قرار إعادة فتح سفارة الجزائر بالعاصمة الأوكراني، وقال: “أخذنا قرارا مع وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، سنقوم على اساسه الأسبوع القادم بإعادة فتح سفارة الجزائر بالعاصمة الأوكرانية كييف بعد ان تم غلقها لأسباب امنية”.
ولدى تطرقه إلى العلاقات الثنائية مع روسيا، أكد انها معروفة لدى الخاص والعام، واصفا بالمقابل العلاقات مع اوكرانيا بـ”العادية”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • الاسم

    هل من تفسير للخريطة الجغرافية للجزائر التي كانت وراءه في الحوار الصحفي هل كانت تحمل رسائل مشفرة للجهات التي اطلقت تصريحات عدائية ام هي مجرد خريطة لا اهمية لها لا من حيث التوقيت ولا اي شيء آخر

  • علي

    الحمد لله يوجد رب عادل و سريع الحساب