-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

القرضاوي: الجزائر بلد مالكي.. اتركوا أهل السنة لمذاهبهم

الشروق أونلاين
  • 3759
  • 0
القرضاوي: الجزائر بلد مالكي.. اتركوا أهل السنة لمذاهبهم

أكد الدكتور الشيخ، يوسف القرضاوي، أنه لا يمكن أن يحدث تقارب بين أهل السنة والشيعة، مادام هؤلاء يسبون الصحابة الكرام، ويغزون بلاد السنة، موجها نداء “الجزائر بلد مالكي، اتركوا أهل السنة لمذاهبهم”. وأبدى الشيخ يوسف القرضاوي بعض التحفظ للرد على سؤال “الشروق اليومي” حول دور علماء السنة في رد الزحف الشيعي على بلاد السنة، في المؤتمر الصحفي الذي عقده صبيحة أمس بنزل الأوراسي على هامش تواصل أعمال مؤتمر القدس الخامس.حيث قال: “لا أريد أن أتحدث في هذه المسألة، لأنها حساسة”، لكنه تكلم رغم ذلك من باب تبيين الحق في القضية، مؤكدا أنه “لا يمكن أن يكون تقارب بين السنة والشيعة، إذا ظل هؤلاء على فعلهم”، لابد أن يكف الشيعة عن سب الصحابة، فهم خط الدفاع الأول في الإسلام وهم من بلغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم من نقلوا سنته، مضيفا أنه لابد أيضا “التوقف عن سبّ آل البيت” ولمزيد من التوضيح حول المسألة التي يراها الشيخ “حساسة”، قال الشيخ القرضاوي: “قلت لختنمي عند زيارتي لطهران، لا يمكن أن نتقارب إذا كنتم تعدون العدّة لغزو بلاد السنة”، موضحا: “البلاد الخالصة للشيعة تبقى لهم والبلاد الخالصة للسنة تترك لهم”.

واستشهد الدكتور يوسف القرضاوي ببعض بلاد السنة المستهدفة من قبل المد الشيعي، مثل الجزائر، المغرب، ليبيا، السودان، مصر، محذّرا أئمة الشيعة من التيسير لمذهبهم في قواعد السنة، لأنه كما قال: “إذا كان عكس ذلك “لن أسكت وسأنتصر لسنة رسول الله وسنين الحقائق”، لكن ذلك سيكون “احتكاكا بين أهل المذاهب الإسلامية” لا يريد الشيخ الوصول إليه، فالهدف جمع كلمة الأمة “إذا أردنا أن نجمع ولا نفرّق، نبني ولا نهدّم، فلا يعتدي أهل مذهب على قواعد المذهب الآخر”، وكان موقفه خلال حرب لبنان الصائفة الماضية واضحا، إذ قال: “وقفت مع نصر الله في الحرب على لبنان وناصرته، ورديت الفتوى السعودية التي تقول بأنهم شيعة وحربهم باطلة، لكنني وقفت ضد التشيع بعد الحرب، عندما وجدت أنهم يريدون استغلال الموقف”.

وعن مناداته للجهاد المدني، وما سيكون له من أثر على التخلي عن الجهاد الأصلي، قال الشيخ القرضاوي: “لا نلغي الجهاد العسكري بالجهاد المدني، لكن لكل مقام مقال، وأنا في مقام آخر أدعو للجهاد العسكري، بل والعمليات الإستشهادية، ودمي مهدر عند بعضهم، لكن في مؤسسة القدس الجهاد مدنيا”. وعند حديثه عن المؤتمر الخامس الذي اختتمت أشغاله أمس بالجزائر، أثنى القرضاوي طويلا على الجزائر ورئيس الجمهورية، مؤكدا أنه لبى النداء فورا ورحّب بانعقاد المؤتمر، عندما كلف مجلس أمناء المؤسسة رئيسها القرضاوي بالكتابة إلى بوتفليقة طلبا لرعاية المؤتمر “لم يتأخر الرئيس بوتفليقة ووافق فورا، في وقت يتهرّب كثير من القادة العرب من استضافته، بل أن بلدا عربيا استضافنا وتمّت كل الإجراءات ليعتذر في آخر لحظة تحت الضغوطات ” دون أن يعطي إسم البلد”.

وقال إن مؤتمر الجزائر حضره جميع المدعوين “لم يتغيّب عنه أحد، إلا بعذر والكل رحّب بالمشاركة في الجزائر، لأننا نتمتع بكامل الحرية في مناقشة قضايانا”، واعلن ان الرئيس بوتفليقة يكون قد وافق على انشاء فرع لمؤسسة القدس، والأمر أصبح شبه مؤكد.. وعن الظروف المحيطة بانعقاد المؤتمر، أراد القرضاوي أن يوضح أن المؤسسة التي يرأسها تحرص على أن لا تتدخل في الشؤون السياسية الخاصة للبلدان، وتحصر خطابها في السياسة العامة والشاملة المتعلقة بنصرة قضية فلسطين، التي رغم أنه لمح بأن قمة الرياض سيسودها اتجاه نحو التطبيع مع إسرائيل، إلا “أن بعضهم يرفضون التطبيع ومنهم الجزائر، ونحن لن نطبع مادام الإحتلال قائما”.

وبعد أن ذكر بمسار التنازلات العربية لصالح إسرائيل عبر التاريخ، بداية الإحتلال سنة 1948، كان وجود إسرائيل باطلا وما بني على باطل، لابد أن يزول، ثم جاء عدوان 1967 فأصبح الأمر يتعلق بإزالة آثار العدوان، وكأن عدوان 67 أضفى الشرعية على عدوان 1948، لتصبح منطقة الفلسطينيين في تقلص مستمر أمام توسع المستعمرات. وعليه، أكد موقفه بأن “لا نقبل التطبيع مع إسرائيل، إلا إذا قامت دولة فلسطينية حقيقية تملك أرضها وماءها وسماءها، وتستطيع تسيير نفسها.. وقتها نفكر في التطبيع”.

وعن موقفه مما حصل في الجزائر، من عنف مسلح سنوات التسعينات، أكد الشيخ القرضاوي، أنه على نفس الموقف الذي عرفه المتتبعون له عبر الفضائيات وكتاباته “كنت أول من أنكر سفك الدماء، ودعوت الإخوة الذين يقبعون في الجبال إلى أن ينزلوا إلى الأرض ويختلطوا مع إخوانهم”، مضيفا أنه ينكر أن يقتتل الشعب في بعضه “نحن لا نقاتل إلا من يقاتلنا، ونمد يد المساهمة والإحسان لمن لم يقاتلنا في ديننا.. أما عن الوسطية التي دعا إليها الشيخ وفهمها آخرون بأنها تساهل في الدين، رد الدكتور “ليست الوسطية تساهلا في الدين، إنما تشديد في الأصول ووسطية في الفروع وقد وضعت لها 30 معلما ستصدر في كتاب مفصّل وهي ليست مجرّد ادعاء”.

غنية قمراوي: ghaniaguemraoui@ech-chorouk.com

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!