المدفأة تتحول إلى قنبلة موقوتة تطارد العرسان الجدد

أعادت حادثة هلاك عريس في ليلة زفافه بالعلمة، ولاية سطيف، حكاية المدخنة وما قرب إليها من غازات قاتلة أصبحت تفتك بالعرسان عند مدخل القفص الذهبي، الذي تحول إلى تابوت بسبب قنبلة حديثة اسمها المدفأة.

الرجل البالغ من العمر 35 سنة، قرّر أخيرا تطليق حياة العزوبية فضرب للناس موعدا خلال الأسبوع الماضي، فكان العرس عاديا وأقيمت الوليمة في أحسن الظروف ليتنقل بعدها العريس رفقة عروسه إلى شقة بالعلمة لقضاء ليلة العمر، لكن الرجل أمسى ولم يصبح، وكانت المفاجأة كبيرة عند اكتشاف أن العريس فارق الحياة، بينما تم انقاذ العروس في آخر لحظة، وعكس ما أشيع فقد نجت من الموت ولازالت على قيد الحياة بعدما عايشت من الحياة الزوجة ليلة واحدة أو أقل من ذلك لتخرج منها بلا زوج.

وقد تبين بأن العريس اختنق بغاز أحادي الكاربون المنبعث من المدفأة، وكان ذلك بسبب انسداد المدخنة بعش الطيور، الحادثة ليست الأولى من نوعها وتكررت في السنوات الأخيرة بشكل ملفت للانتباه، وأضحت مرتقبة في كل فصل شتاء، ويبدو أنها لن تتوقف ما دام الخلل يلاحق أجهزة التدفئة ولواحقها، فقد سبق لعريسين أن فارقا الحياة بنفس الطريقة وكان ذلك ببلدية عين أرنات شرق ولاية سطيف، أين فارقا الحياة في أول ليلة يقضيانها في الشقة الجديدة، فبينما كان العريسان يتصفحان صور حفل الزفاف ويسترجعان أطوار العرس وسط جو من الفرحة والسعادة كان غاز أحادي الكاربون يتسلل ببطء ليحتل فضاء الشقة، ومع ازدياد نسبته في الهواء اختنقت العروس ففارقت الحياة وألبوم الصور في حجرها، بينما العريس يبدو أنه قام من مقامه وحاول المشي في الغرفة لكنه سقط على المرآة التي انكسرت من حوله.

وفي حادثة أخرى وقعت منذ شهر بحي 248 مسكن بسطيف، أين تم اكتشاف جثتي عريسين في حالة متقدمة من التعفن، ولم يتمكن رجال الحماية المدنية من إخراج الضحيتين إلا بصعوبة كبيرة، نظرا لانتفاخ الجثتين وبلوغهما درجة عالية من التعفن، وقد تبين من خلال المعطيات الأولية أن الوفاة حدثت منذ ثلاثة أيام دون أن يكتشفها أحد، وكان ذلك بسبب الغاز المنبعث من مدخنة المدفأة.