المعتدي يعاود مهاجمة الإمام داخل محكمة الخروب في قسنطينة
في تطور خطير ومؤسف، لأحداث قضية الإمام المعتدى عليه، الأحد الماضي بقاعة الصلاة، بمسجد عقبة بن نافع بالخروب بقسنطينة، والتي سببت للإمام الضحية عجزا بـ60 يوما، عاود المعتدي، تهجّمه على الشيخ إبراهيم بوكبوس مسببا له كسرا على مستوى الأنف.
وجرت الأحداث المؤسفة في فصلها الثاني الخميس بأروقة محكمة الخروب على حين غفلة من الإمام والشرطة وحتى الحاضرين، ممن لم يتوقعوا أبدا جنوح الأحداث لوقائع جديدة، خصوصا أن الجاني كان مصفد اليدين، ومحاطا بشرطيين، ووقار المكان يفرض احترامه.
“الشروق”، اتصلت بالشيخ إبراهيم بوكبوس إمام وخطيب مسجد “عقبة بن نافع” بالخروب مساء الخميس، أين رد على مكالمتنا بنبرة أسى وحزن، تعكس الدوامة التي دخلها مرغما بأحداث تسارعت على مدار خمسة أيام، وأصبحت أيامها وساعاتها بين المستشفيات ومراكز الشرطة وأروقة المحاكم، وهو الإمام الواعظ سليل عائلة الشيوخ وأئمة المساجد، الذي لم يتصور نفسه أبدا بطلا لمثل أحداث هذه القصة التي هزت بالأسى والتأسف كل من سمعها أو نقل إليه خبرها، خصوصا أن مسرح الأحداث في فصليها مكانين لهما قدسية وحرمة المسجد والمحكمة.
وفي سرده لأحداث الفصل الثاني للحادثة، أفاد الشيخ إبراهيم بوكبوس للشروق، بأن الأحداث كانت تسير بشكل عادي داخل المحكمة بين سماعه هو كضحية والطرف الثاني المعتدي، وكانت الأمور تسير بسلاسة، وحتى المعتدي اعترف أمام قاضي التحقيق بالأفعال المنسوبة إليه، التي أرجعها حسب تصريحاته إلى استدعاء الشرطة له، لإخراجه من المسجد بعد انقضاء الصلاة بقرابة ساعة من الزمان، وبعد خروج الجميع من مكتب قاضي التحقيق، وفي زمن انتظار تقرير الإجراءات اللاحقة لذلك، كان الشيخ بوكبوس واقفا بالرواق ليتفاجأ بلكمة قوية بواسطة يد الجاني على وجهه، في ثاني اعتداء عليه من طرف نفس الشخص، فالمرة الأولى التي كانت الأحد كانت بقاعة الصلاة، وهذه المرة في المحكمة.
وعلى الفور تم تدخل عناصر الشرطة لتحييد المعتدي الذي كان مصفد اليدين، وتم طلب الإسعاف للشيخ بوكبوس، والذي نقل على الفور من طرف الحماية المدنية إلى مستشفى محمد بوضياف بالخروب، حيث تلقى الإسعافات الضرورية، وتم عرضه على الطبيب الشرعي الذي منحه 12 يوما عجزا مرضيا عن الكسر الذي أصاب الأنف، وهذا ابتدائيا، إلى غاية العرض الثاني للمعاينة، بعد غد الاثنين، أمام الطبيب الشرعي، فالضربة كانت موجهة على جزء من الوجه تسببت في كسر على مستوى الأنف ويمكن أن تكون لها ارتدادات على منطقة السمع.
وللمرة الثانية أكد الشيخ ابراهيم بوكبوس “للشروق اليومي” أنه لا تربطه أي علاقة أو سابق معرفة بالمعتدي عليه.
تضامن واستنكار!
وأشاد الشيخ بوكبوس بالتضامن المطلق الذي لقيه من كل فئات المجتمع، زملاء وجيران ومواطنين من كل أقطار الوطن اتصلوا به للاطمئنان عليه، مفيدا خلال اتصالنا به أن الدكتور يوسف بلمهدي وزير الشؤون الدينية والأوقاف قد اتصل به الخميس شخصيا للاطمئنان على صحته وحاله، مؤكدا له أن الوزارة تقف إلى جانبه في محنته هذه، متمنيا له الشفاء العاجل. وعلمت “الشروق اليومي” أن المعتدي البالغ من العمر 23 سنة قد أودع الحبس في القضية الثانية، التي حدد تاريخ جلستها الثلاثاء المقبل.
وكانت مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية قسنطينة قد استنكرت في بيان سابق لها حادثة الاعتداء على الإمام بوكبوس، معلنة تأسّسها كطرف مدني في القضية إلى جانب موظفها عن حالة الاعتداء، فيما استنكر وأدان مكتب المجلس الوطني المستقل لأئمة قسنطينة حادثة الاعتداء التي وصفها بالسلوك المشين والاعتداء الآثم الشنيع، وقد قام أعضاء مكتب المجلس بزيارة للشيخ بوكبوس في وقت سابق للإطمئنان عليه وتقديم الدعم المعنوي له.
وكان الشيخ إبراهيم بوكبوس قد روى للشروق اليومي كيف وقعت حادثة الاعتداء يوم الأحد عقب صلاة الظهر داخل المسجد من طرف شاب لم يسبق له رؤيته، حيث رفض مغادرة المسجد بعد مرور قرابة الساعة، على انقضاء الصلاة، إذ لم يستجب لكلام القيّم، ليتدخل بنفسه بعدها موجها شرحا للشاب بأن غلق المسجد هو تنفيذ للتعليمات، والقيّم والإمام مكلفان بتنفيذ وتطبيق التعليمات، وأمام تعنته تم استدعاء الشرطة التي أمهلته إلى أن يصلي النافلة، وبمجرّد أن سلّم حتى هاجم الإمام بضربة قوية أسقطته أرضا على كتفه الأيسر، ولولا تدخل رجال الشرطة الذين أنهوا حالة الاعتداء لحدث ما لم يكن في الحسبان. وتسبب الاعتداء الأول، في عجز قدّره الطبيب الشرعي بـ60 يوما عجزا مرضيا للشيخ إبراهيم بوكبوس، الذي ظن بأن نقل القضية للعدالة، ستنهي الاعتداء.. ولكن!