-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رحلات منظمة إلى قمم الجبال والمناطق الطبيعية

تساقط الثلوج ينعش العروض السياحية لعطلة الشتاء

نادية سليماني
  • 1369
  • 0
تساقط الثلوج ينعش العروض السياحية لعطلة الشتاء
أرشيف

تقترب عطلة الشتاء، وتبدأ معها مُخططات العائلة الجزائرية.. ولأنّ شهر ديسمبر 2023 كان استثنائيا، فبعد جفاف استمرّ لأشهر، صنعت مناظر الثلوج المتساقطة التي كست أعالي الجبال، مشاهد رائعة، حفّزت الجزائريين على زيارة المنتجعات الطبيعية خلال هذه العطلة، في ظل قلة أماكن التسلية والترفيه الشتوية في بلادنا.
تستعد كل عائلة بحسب إمكانياتها المالية، لقضاء عطلة الشتاء التي تنطلق قريبا، والتي ينتظرها الأطفال بعد أسبوعين من الاجتهاد والضغط نتيجة الاختبارات المدرسية.
وتفضل العائلات محدودة الدخل خاصة منها التي لا تملك سيارة، اختيار منزل الأجداد لاستضافتهم أياما خلال العطلة، أما أصحاب المركبات فهم يخططون لزيارة جبال شريعة وتيكجدة وسطيف وباتنة.. والتي كستها الثلوج مؤخرا، أملين أن يستمر تساقط الثلوج خلال أيام العطلة.
ومثلهم استعدت الوكالات السياحة والسفر عبر الوطن، لمبرمجة العديد من العروض الشتوية، تزامنا مع عطلة الشتاء المرتقبة، وتنوعت العروض بين زيارة مناطق تساقط الثلوج والسياحة الصحراوية.

مليون سنتيم لرحلة لـ 3 أيام نحو غرداية وورقلة
ولأن كثيرا من العائلات تفضل الوجهة الصحراوية شتاء، خاصة وأن العطلة تتزامن مع نهاية السنة الميلادية، وللإحتفالات طابع خاصّ بالجنوب، بدأت الوكالات السياحة في التنافس لترويج أحسن عروض السياحة الصحراوية.
فمثلا وكالة ” ايف” للسياحة والأسفار بالجزائر العاصمة، تنظم ما أسمته رحلة عطلة الشتاء، إلى ولايتي غرداية وورقلة، لقضاء 3 أيام و3 ليال مع ضمان المبيت ووجبة العشاء والسهرة التقليدية، بمبلغ 12900 دج للشخص، و9900 دج للطفل الأقل من 11 سنة.. وتقترح المؤسسة على زبائنها، جولات في قصور بني ميزاب وبني يزقن، وحضور سهرات فنية تقليدية وزيارات إلى البحيرات والكثبان الرملية.
إضافة إلى المشاركة في نشاطات مختلفة، ومنها ركوب الدراجات النارية ” الكواد”، وركوب الجمال، والتزحلق على الرمال والكثبان. بينما تقترح وكالة ” ايف” على زبائنها اسعارا انطلاقا من 31000 دج لتمضية 5 ليال و6 أيام بفنادق 5 نجوم بتونس.

ناقلون خواص ينخرطون في رحلات عطلة الشتاء
وانخرطت جمعيات شبابية في عملية تحضير برنامج للعطلة الشتوية، ومنها جمعيّة الجوهرة الذهبية، والتي تقترح رحلات للعائلات نحو حمامات معدينة وحدائق ولاية تيبازة والجزائر العاصمة. وحتى مؤسسات نقل المسافرين الخواص، قررت تخصيص بعض حافلاتها لتنظيم رحلات شتوية للراغبين في ذلك، وبالخصوص رحلات إلى جبال شريعة وتيكجدة.
وللعائلات الباحثة عن قضاء رحلة ليوم واحد فقط خلال العطلة الشتوية، تقترح وكالة ” anasstraveling with h “، على العائلات رحلة ليوم واحد في 29 ديسمبر الجاري لاكتشاف ولاية بوسعادة عبر الحافلة، ويتضمن البرنامج الغداء في خيمة للأطباق التقليدية، وزيارة أسواقها ومتاحفها والتعرف على صناعتها التقليدية، وذلك بمبلغ 2000 دج للشخص.

نشاطات ترفيهية ومسابقات عبر المراكز الثقافية

وحتى بعض المراكز الثقافية عبر الولايات وبتوصيات من مديريات الشباب والرياضة، تنظم برامج خاصة بمناسبة العطلة الشتوية، وهي عبارة عن نشاطات ترفيهية وثقافية وتنظيم رحلات ومسابقات للعائلات، فمثلا المركز الثقافي بالحراش بالجزائر العاصمة، اقترح على سكان البلدية رحلات بمناسبة العطلة الشتوية، إضافة إلى تنظيم مسابقات كبيرة في فن الحلويات والطبخ.. وغيرها.

وكالات سياحية تعتمد على “المؤثرين” للترويج لعروضها
ويؤكد الخبير في السياحة، أحمد بن ناصر، بأن العائلة الجزائرية امتلكت مؤخرا ثقافة السياحية بسبب عوامل عديدة، ومنها جمال الجزائر وشساعتها مقارنة بدول أخرى، تعتبر رائدة في السياحة لكنها لا تملك بعض جمال بلدنا، وأيضا بسبب غلاء تكاليف السفر وخاصة لعائلة أكثر من فردين اثنين.
وأضاف: “وساهمت موجة فيروس كورونا التي ظهرت في 2019، ومع صاحبها من إغلاق للمنافذ الجوية، في غرس ثقافة السياحة المحلية. فحتى وكالات السياحة والسفر باتت تعتمد على هذه السياحة لضمان مداخل مالية، في ظل شبه العزوف عن رحلات الخارج والتي بقيت حصرا على رجال الأعمال والتجار”.
وكشف محدثنا، أن زبائن الوكالات السياحية الباحثين عن رحلات للخارج، تراجعوا السنوات الأخيرة بشكل لافت، وهو ما جعل أصحابها يستعينون بأشخاص مؤثرين على الإنترنت لترويج برامجهم وإغراء متابعيهم.
وبحسب محدثنا، بعض الجمعيات السياحية وحتى أفراد وخواص، أصبحوا يمتلكون ثقافة ودراية اجرائية في تنظيم رحلات بين مدن جزائرية، وهو ما جعلهم يستقطبون عائلات تمضي معهم قرابة الأسبوع بعيدا عن ولايتها.
وهي ظاهرة وصفها محدثنا بـ ” الإيجابية جدا” والتي تساهم في الدفع بعجلة الاقتصاد لأن التنقل بين الولايات لغرض السياحية، يساهم في زيادة نشاط الفنادق والمطاعم والأسواق والحرف التقليدية، ما يضمن مداخيل لأصحابها. عكس السياحة الخارجية والتي يستفيد منها صاحب الوكالة السياحية فقط.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!