-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تناغم رسمي وشعبي في النفير لمسيرات حاشدة عبر 58 ولاية

تعبئة جزائرية للخروج بالملايين نصرة لأهل غزة

آدم. ح
  • 6284
  • 0
تعبئة جزائرية للخروج بالملايين نصرة لأهل غزة
أرشيف

يُجدّد الجزائريون، الخميس، موعدهم مع التاريخ، لنصرة القضية الفلسطينية، في مسيرات ينتظر أن تكون مليونية تجوب 58 ولاية، للتعبير القوي عن حب وتقدير ونصرة ودعم المحاصرين في غزة، الذين يصدّرون للعالم أروع مشاهد البطولة والصمود والتضحية والانتصار على الكيان الصهيوني الجبّان، الذي يواصل ارتكاب المجازر الجماعية في حق العزل، كان آخرها مجزرة مستشفى “المعمداني” الذي سقط فيه أكثر من 500 شهيد في صور صادمة مروّعة للأشلاء المتناثرة أذهلت العالم وفضحت المطبعين والمتواطئين مع العدوان الإسرائيلي، وفضحت وحشيته البربرية ضد المرضى من الأطفال والنساء والمسنين.
ولقي نداء أحزاب سياسية ومنظمات وطنية إلى كافة فئات الشعب الجزائري، للخروج في مسيرات شعبية، تضامنا مع القضية الفلسطينية بالتوازي مع الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، ترحيبا كبيرا، لما يمثله من نصرة لفلسطين، وتضمن النداء 16 توقيعا مناصفة بين الأحزاب ومنظمات وطنية بينهم أحزاب الأفلان، الأرندي، المستقبل، حركة مجتمع السلم، حركة البناء، الأفافاس، صوت الشعب والجبهة الوطنية الجزائرية.
أما بالنسبة لمؤسسات المجتمع المدني، فإن الأمر يتعلق بالمنظمة الوطنية للمجاهدين، المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، المنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين، المجلس الأعلى للشباب، المرصد الوطني للمجتمع المدني، الكشافة الإسلامية الجزائرية، الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين والاتحاد الوطني للنساء الجزائريات.
وحدّد الموقّعون على النداء، يوم الخميس 19 أكتوبر الجاري، موعدا لانطلاق المسيرات الشعبية عبر كافة ولايات الوطن اعتبارا من الساعة 11:00 صباحا، فيما أشار نفس المصدر إلى أن مسيرة الجزائر العاصمة ستكون انطلاقا من ساحة أول ماي إلى ساحة الشهداء.

تناغم شعبي ورسمي لنصرة القضية الفلسطينية
ويعبّر هذا النداء على التناغم الشعبي والرسمي لنصرة القضية الفلسطينية، بالترخيص لهذه المسيرات وتأطيرها من طرف الأحزاب ومختلف تنظيمات المجتمع المدني، والتي تعبّر عن موقف الجزائر الثابت والأبدي لنصرة القضية الفلسطينية، وهو ما عبّرت عنه أيضا رئاسة الجمهورية بعد اجتماع المجلس الأعلى للأمن، الاثنين، الذي تم خلاله التأكيد على رفض الجزائر لعمليات الإبادة الجماعية الممنهجة، والدعم المطلق للقضية الفلسطينية، حيث أكدت في بيانها أنه “بعد دراسة الأوضاع المأساوية الراهنة للشعب الفلسطيني الشقيق وعمليات الإبادة الجماعية الممنهجة التي ترتكبها قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، تبدي الجزائر رفضها لهذه العمليات ضد المدنيين العزل، مؤكدة تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني الشقيق، مع قناعتها التامة بأن الحل الجذري لا يكمن في الإبادة ولا الترحيل الجماعي، ولكن بإقامة الدولة الفلسطينية”.

مجزرة مستشفى “المعمداني” تلهب حملات التضامن والاستنكار
وقضى رواد مواقع التواصل الاجتماعي “ليلة بيضاء” لمتابعة تطورات الأحداث والمواقف بعد مجزرة مستشفى “المعمداني”، أين ارتكبت إسرائيل واحدة من أبشع المجازر في قطاع غزة، حيث استهدفت طائراتها المستشفى، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 500 فلسطيني أغلبهم نساء وأطفال اتخذوا من المستشفى ملجأ آمنا من الغارات الإسرائيلية، وقد أسفرت الغارة الجوية عن قتل وإصابة مئات الفلسطينيين وتحول جثامين بعض الشهداء لأشلاء مبعثرة وتفحم البعض الآخر، إضافة إلى اندلاع حريق ضخم في أجزاء من المستشفى، وتدمير جزء كبير منه.
الصور المرعبة التي خلّفتها المجزرة لأشلاء الأطفال والنساء المتناثرة، أذهلت العالم وأدت إلى انفجار حملات التنديد والاستنكار بهمجية ووحشية الكيان الصهيوني الذي قتل أكثر من 700 طفل منذ بداية العدوان الأخير على غزة، وخلّف، حسب وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد قرابة الـ4 آلاف شخص، إضافة إلى إصابة 12 ألف آخرين.
وإلى غاية ساعات متأخرة من الليل، عجت مواقع التواصل بملايين التعليقات التي حملت صورا تظهر حجم الإجرام الذي يمارسه العدو الصهيوني، ومعاناة الغزاويين الذين يعانون ويلات القصف وانهيارات المباني وقوافل الشهداء وقطع المياه والغاز والأشلاء المتناثرة في كل مكان، وهو ما جعل تعليقات الجزائريين تعبّر عن مدى الحزن والأسى والتضامن مع أشقائهم في غزة والذين يتعرضون لحرب إبادة جماعية أمام أنظار العالم.

استنكار جزائري رسمي للمجزرة ودعوة لحشد المسيرات
وفي هذا السياق، أدانت الجزائر، مساء الثلاثاء، بشدّة، الهجوم على المستشفى “المعمداني” في قطاع غزة، من قبل قوات الاحتلال الصهيوني.
وجاء في بيان لرئاسة الجمهورية، أن الجزائر “تدين بشدة الهجوم المتعمد على مستشفى في قطاع غزة، من قبل قوات الاحتلال، الذي أسفر عن مئات الضحايا، والعديد من المصابين من أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق”.
وأضاف: “تناشد الجزائر المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والضمير العالمي، للتدخل الفوري لوقف مثل هذه الأعمال الهمجية، التي تنتهك، وبشكل صارخ، القانون الدولي الإنساني، وأبسط القيم الإنسانية”.
من جهته، ندّد رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، بالمجازر التي ارتكبها الكيان الصهيوني مساء الثلاثاء بأحد مستشفيات قطاع غزة، وقتل المدنيين والأطباء والمرضى.
وأكد قوجيل، في كلمة له الأربعاء قبيل انطلاق الجلسة العلنية لمناقشة بيان السياسة العامة للحكومة بحضور الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان، أن المجازر الصهيونية تجاوزت كل الخطوط الحمراء.
وتساءل الرجل الثاني في الدولة عن حقوق الإنسان التي تدّعي بعض البلدان الغربية حمايتها والمحافظة عليها، قائلا: “أين هي البلدان التي تدّعي حقوق الإنسان وتزايد علينا بها؟”.
كما جدّد قوجيل موقف الجزائر حكومة وشعبا مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، مضيفا: “نحن حكومة وشعبا ومسؤولين واقفين مع شعب فلسطين”.
ودعا رئيس مجلس الأمة كل الشعب الجزائري للخروج اليوم الخميس عبر مختلف ولايات الوطن للوقوف مع الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن مظاهرات الخميس هي لتأكيد موقف الشعب الجزائري أمام العالم، وليس فقط الحكومة الجزائرية.

لعقاب: “الكيان الصهيوني وحشي ويجب تسمية الأشياء بمسمياتها”
بدوره، طلب وزير الاتصال، محمد لعقاب، في تصريح له، الأربعاء، من وسائل الإعلام العربية التوقف عن منح الكلمة لممثلي الكيان الصهيوني ليبرروا مجازرهم في حق الشعب الفلسطيني، ودعا لعقاب وسائل الإعلام العربية بالتوقف عن “منح الكلمة للمسؤولين الإسرائيليين المجرمين لكي يدخلوا إلى البيوت العربية، ويبرروا مجازرهم باستخفاف مقزز للشعب العربي”.
كما دعا الوزير لعقاب وسائل الإعلام العربية إلى تسمية الأشياء بمسمياتها لاسيما “الكيان الصهيوني” قائلا: “فالكيان الصهيوني كيان وحشي وعلى وسائل الإعلام أن لا ينساقوا وراء المفاهيم الغربية”.
وأكد وزير الاتصال، أن موقف الجزائر ثابت تجاه القضية الفلسطينية وأنها لم تتخل يوما عن فلسطين، مشيرا إلى أن مسيرة الخميس هي من أجل التنديد بما يحدث في غزة.
وقال لعقاب: “موقف الجزائر مع فلسطين ليس جديدا على الشعب الجزائري وهو موقف رسمي للدولة الجزائرية منذ الاستقلال، بل حتى قبل الاستقلال خلال الحركة الوطنية وإبان الثورة التحريرية المباركة”.
وفي السياق ذاته، دعا الديوان الرسمي للطريقة القادرية لعموم إفريقيا، الأربعاء، أتباع الطريقة العلية وعموم الطرق الصوفية وجميع المسلمين إلى وقفة عزّ ودعم لنصرة فلسطين، والتنديد بكل أنواع التعديات والمجازر التي يمارسها العدوان الأسرائيلي في غزة.
وجاء في بيان للطريقة القادرية: “الديوان الرسمي للطريقة القادرية لعموم إفريقيا ينعي الطفولة والإنسانية الجريحة، التي سفكت دماؤها في أخاديد المستشفى “الأهلي المعمداني” في غزة “العزة والصمود” على أيادي الصهاينة المجرمين”.
وتضمّن النداء، “أنّ الديوان الرسمي للطريقة القادرية لعموم إفريقيا، أكد على ضرورة الوقوف وقفة تاريخية من أجل الحق وأهله والمجاهدين والمستشهدين في سبيله، الذين يموتون بسلاح العدو الوحشي”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!