-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
غرس أشجار سريعة النمو وآخرى مقاومة للنيران.. مختصون لـ"الشروق":

حلول استعجالية لعودة الحياة إلى الغابات المحروقة

وهيبة. س
  • 1077
  • 0
حلول استعجالية لعودة الحياة إلى الغابات المحروقة
أرشيف

يتخوف الكثير من المختصين في الفلاحة، والأبحاث الغابية، من مخلفات الحرائق التي تتكرر كل صائفة في الجزائر، حيث أكدوا أن تعرض بعض المساحات الخضراء والأشجار للحريق ولو مرتين فقط، قد يبيد نهائيا بعض الأصناف، ويجعل من استيراد أصناف لأشجار أخرى تنمو بسرعة في بلدان أجنبية، حل مستعجل لحماية غاباتنا من الزوال.
وفي هذا السياق، أوضح الباحث بالمعهد الوطني للأبحاث الغابية بسيدي بلعباس، محمد غفار، لـ”الشروق”، أن هناك أنواعا من النباتات والأشجار لديها قابلية عالية للاشتعال، في مقدتمها الصنوبريات وأشجار “الكاليتوس”، لأنها تحتوي على مواد محفزة للاشتعال، بينما توجد أنواع أشجار لديها قابلية أقل للاشتعال بسرعة، مثل أشجار البلوط والخروب.
وقال أن تقلبات المناخ تلعب دورا مهما في تغير طبيعة الحرائق، وتأثيراتها على أنواع الأشجار، حيث أن شح الأمطار والارتفاع الشديد لدرجات الحرارة يعرقل عودة نمو بعض الأشجار، مشيرا إلى أن التضاريس المحيطة بها تلعب دورا في تحديد طبيعة الحريق.

العرعار والبلوط الفليني الأكثر قدرة على النمو السريع بعد الحرائق
وأكد الباحث محمد غفار، أن غابات الجزائر تحوي نباتات وأشجار مقاومة للحرائق، مثل العرعار والبلوط الفليني، التي تنمو بسرعة بعد احتراقها، ومن جهة أخرى، حسبه، هناك أنواع أخرى هشَّة وعرضة للتلف جراء الحرائق، وهي تتأثر بشدة بفعل ارتفاع درجات الحرارة، واللهب، خاصة الصنوبريات، وقال ذات الباحث، عندما تتوفر جميع العوامل السلبية معا بشكل مناسب، يمكن أن تكون حرائق الغابات مدمرة وتشكل تهديدًا كبيرا على النظم البيئية والمجتمعات المجاورة.

غطاء غابي قد يعود بعد 30 سنة!
وفي سياق الموضوع، أوضح الباحث في العلوم الفلاحية بمعهد الحراش، زكريا محمدي، أن الجزائر تملك أشجارا قابلة للنمو بعد سنتين، إذا لم تحترق لعدة مرات، مثل أشجار البلوط والزيتون، ولكن مع الظروف المناخية الجديدة قد يعود الغطاء الغابي بعد فترة 10 سنوات وقد تصل إلى 30 سنة.
وقال إن المشكلة الحقيقية اليوم، تتعلق بمشكل الأمطار، حيث أن الكثير من أشجار الصنوبريات التي تحتوي مادة السمغ، التهبت بسرعة في ظل الحرائق الأخيرة التي مست غابات في بجاية وجيجل وسكيكدة والبويرة، وهو ما يؤثر مستقبلا على طبيعة الغابة، وسبل العودة السريعة لنمو بعض النباتات والأشجار.
واقترح زكريا محمدي، فكرة استيراد أشجار من الخارج صغيرة وسريعة النمو للحفاظ على اخضرار الغابات، مثل أشجار الباولونيا، التي تنمو بطول 4 متر في السنة.

الأحزمة الخضراء بالقرب من الساكنة.. مشاريع استعجاليه
ومن جهته، يرى المهندس الفلاحي احمد مالحة، أن خطر حرائق الغابات والذي بات يهدد كل المناطق الغابية في الجزائر، قد يجعل كل هذه المساحات عبارة عن أحراش، نظرا لحالة الإبادة التي مست بعض أنواع الأشجار، وفي ظل ارتفاع درجة الحرارة وشح الأمطار.
وأكد مالحة، أن 5 بالمائة فقط من حملات التشجير تنجح، حيث لا يمكن أن يقوم الفلاح او السلطات المسؤولة، بالسقي في كل مرة أشجارا متواجدة في غابة، في حين أن أزمة المياه ونقص الأمطار تعرقل حتى عمليات السقي في المزارع.
وقال إن الحل اليوم، يتمثل في الأحزمة الخضراء بالقرب من الساكنة، اي حملات التشجير التي تكون قريبة من الأحياء السكنية، حتى يتسنى سقيها بمياه السكان.
وأكد محدثنا، أن التشجير بالقرب من الطرقات والمصانع والمؤسسات والأحياء السكنية، تجعل الأشجار الجديدة تستفيد من مياه الساكنة وحتى تلك المياه القذرة، وتكون كأحزمة خضراء لتعديل المناخ، وحماية مستقبلية للغابات.
وأشار إلى أن مشروع السد الأخضر، يحتاج إلى الكثير من الإمكانات والماء، ولا يمكن الاتكال عليه، كحل عاجل لمواجهة التقلبات المناخية والجفاف.

انجراف التربة بعد حرق الغابات يهدد السدود المائية
وحذر الباحث والمهندس الفلاحي مالحة، من تسبب الحرائق المتكررة للغابات في انجراف التربة في المنحدرات المحاذية لهذه الغابات، وقال إن رماد احتراق الغابات وتحول منحدرات هذه الأخيرة إلى مجرد مسالك جرداء، يهدد السدود المائية بالأوحال، وعلى هذا حسبه، يتطلب أخذ الحيطة وتوفير امكانات الحماية من الانحرافات التي تهدد أيضا الطرقات والسكان المحاذيين لها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!