الجزائر
مشروع استراتيجي ضمن اتفاقيات التعاون بين الجزائر وموريتانيا

طريق تندوف – زويرات..  بوابة لإفريقيا

وليد.ع
  • 19713
  • 20

أنهى رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، محمد ولد الشيخ الغزواني مساء الأربعاء زيارة الدولة التي قادته إلى الجزائر بدعوة من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وغادر محملا باتفاقيات تعاون، وفي مقابل ذلك وفي سابقة هي الأولى من نوعها منذ الاستقلال، انتزعت الجزائر مشروعا هاما سيكون بوابة لها لولوج عدة دول إفريقية ووفق صيغة امتياز تسمح للجزائر باستغلال منشأة طرقية على طول 775 كيلومتر لمدة 10 سنوات قابلة للتجديد.  

محاور طرق دولية تضمن ولوج المتعاملين للأسواق الافريقية

لأول مرة تتمكن الجزائر من انتزاع مشروع وفق صيغة امتياز الاستغلال، ولأول مرة سيتكفل مجمع يضم عددا من المؤسسات الجزائرية بإنجاز مشروع طريق يربط الأراضي الجزائرية بدولة موريتانيا، انطلاقا من اقليم ولاية تندوف إلى منطقة زويرات بموريتانيا، وذلك على مسافة 775 كيلومتر، لتكون هذه المنشأة الطرقية ذات الأهمية الإستراتيجية أول منشأة بإنجاز جزائري خارج حدودها.

مجمع 10 شركات وطنية لإنجاز 775 كيلومتر خارج الحدود

وقد تم التوقيع على اتفاقية انجاز هذا المشروع الحدودي، على هامش زيارة الدولة التي قادت الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني إلى الجزائر، بدعوة من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون.

دراسة ومتابعة ومراقبة جزائرية مائة بالمائة  للمشروع

هذه الزيارة التي تحمل طابعا استراتيجيا للبلدين، عرفت التوقيع على العديد من الاتفاقات في مختلف مجالات التعاون بين البلدين، من بينها اتفاقية تقضي بإنجاز الطريق الرابط بين تندوف وزويرات والذي يعد “أهم” اتفاقية أمضيت بين الحكومتين بهذه المناسبة.

وتم التوقيع على مذكرة التفاهم في ثاني أيام الزيارة، من طرف وزير الأشغال العمومية، كمال ناصري عن الجانب الجزائري، والوزير الموريتاني للتجهيز والنقل، محمدو أحمدو أمحيميد.

وسيسمح هذا الطريق الممتد على مسافة 775 كلم في الأراضي الموريتانية في مجمله، للجزائر بإنجاز، لأول مرة منذ الاستقلال، مشروع حيوي وذي أهمية كبيرة في ميدان النقل والأشغال العمومية خارج حدودها، على غرار ما تنجزه الشركات الكبرى الصينية والتركية المعترف بها دوليا في هذا الميدان ويتعلق الأمر بمجمع شركات وطنية يضم عشر مؤسسات جزائرية من بينها، كوسيدار للأشغال العمومية (Cosider TP) وEVSM وSNTP وEPTRC وETTR Ouargla وكذا SERA Oran، كما سيضمن ولأول مرة مكتب دراسات جزائري بمتابعة ومراقبة نوعية هذا المشروع، ويتعلق بمكتب سابي، وذلك نزولا عند أوامر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي أقر حظر التعامل مع مكاتب دراسات أجنبية في مثل هكذا خدمات بإمكان المكاتب الجزائرية توفيرها، وذلك في خطوة لوقف هدر العملة الصعبة.

استغلال جزائري في شكل امتياز لمدة 10 سنوات قابلة للتجديد

كما سيتم إشراك مخبر الأشغال العمومية بالوسط، وكذا مخبر السكن والبناء في هذا المشروع، اما هيئة مراقبة الأشغال العمومية، فيتعلق الأمر بهيئة جزائرية كذلك.

وبعد استكمال هذه المشروع الاستراتيجي، سيكون بإمكان الجزائر استغلاله في شكل امتياز لمدة 10 سنوات مع تجديد ضمني، بينما سيدخل عقد انجاز هذه المنشأة القاعدية التي طالما شكلت “حلما” لسكان المناطق التي تعبرها، حيز التنفيذ، بمجرد استكمال الاشغال، اما محطات الخدمات، العديدة التي ستكون على طول مسار الطريق، فسيتم انجازها واستغلالها من قبل شركة نفطال.

وعلى هامش توقيع اتفاق انجاز هذا المشروع، أعرب ناصري عن ارتياحه لهذه المذكرة التي جاءت لتؤكد على “مرحلة تاريخية في العلاقات الجزائرية الموريتانية”، ومن جانبه اشار الوزير الموريتاني، إلى ان هذا الاتفاق يعد “مناسبة تاريخية”، مؤكدا ان “هذا الطريق الذي سيفتح محاور طرق دولية هامة، من شأنه السماح للمتعاملين الجزائريين بالولوج إلى الأسواق الافريقية، مرورا بموريتانيا، كما سيسمح أيضا بتعزيز التعاون الاقتصادي بين المتعاملين الاقتصاديين لكلا البلدين”.

مقالات ذات صلة