-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
موقعه كان نقطة انطلاق للهجمات الاستعمارية

مسجد 1 نوفمبر.. قلعة الإسلام التي تستقطب الأوراسيين في رمضان

صالح سعودي
  • 883
  • 0
مسجد 1 نوفمبر.. قلعة الإسلام التي تستقطب الأوراسيين في رمضان
ح.م

يجمع الكثير على تسمية مسجد أول نوفمبر بباتنة ب”قلعة الإسلام”، وهي التسمية كانت متداولة منذ مطلع الثمانينيات، تزامنا مع الدور الفعال للمجاهد الراحل العقيد الحاج لخضر، ما جعل هذا الصرح يستقطب الأوراسيين خلال شهر رمضان الكريم، بالنظر إلى توفره على أئمة ومقرئين متميزين، ناهيك عن مساحته التي تسمح باستيعاب ما يصل إلى 30 ألف شخص.

يعد مسجل أول نوفمبر بباتنة الوجهة المفضلة للمصلين الذين يأتون من جميع أنحاء مدينة باتنة ومار جاروها، خاصة في شهر رمضان وخلال صلاة الجمعة، بحكم أنه يستوعب أكثر من 30 ألف شخص، حيث يتوفر على مساحتين للصلاة، واحدة للنساء وأخرى للرجال، ناهيك عن كلية العلوم الاجتماعية والإسلامية وعديد المرافق التي يتوفر عليها من قاعة ومكتبة ومجلس فتوى وإصلاح ذات البين ومدرسة قرآنية وقاعة الطباعة وغيرها، ما جعله من بين أكبر المساجد في الجزائر وإفريقيا، مثلما يعد من أعظم الإنجازات المعمارية للمدينة باتنة منذ افتتاحه عام 2003. وحسب الدكتور بدر الدين زواقة ، فإن “قلعة الإسلام” كما أطلق عليها المؤسس الحاج لخضر والمهندس الطاهر حليس يعد علامة فارقة في تاريخ الأوراس الحديث، مؤكدا أن ذلك كان محصلة فكرة ومشروع ورؤية من قبل الحاج لخضر صحبة وتماهيا في سيدنا الرسول في المدينة بعد الهجرة… فكان حسب محدثنا مشروعا يحاكي النبي في رسالته الخالدة. فكان بذلك مسجد أول نوفمبر ومعهد الشريعة صورة الجزائر المسلمة بعد الاستقلال في أوراس التحرير والإصلاح. ويقول الدكتور زواقة في حديثه لـ”الشروق” بأن هذا الصرح زاد مدينة باتنة العامرة بهاء معرفيا وروحيا وقيميا وثقافيا، من خلال المجمع المتكامل الذي اشرف عليه الحاج لخضر، ليكون رمزا للإسلام وللجزائر، مضيفا أن “مسجد أول نوفمبر فكرة صادقة من رجال صادقين أرادوا أن يحولوا مكان المطار الذي تتخذه طائرات الاستعمار لقصف جبال الأوراس وضواحيها إلى قلعة للإسلام بعد الاستقلال نموذجا للسلام والعمران، وهو الآن ثمرة يانعة في العلم وتخريج طلابه”، ويمثل الآن حسب زواقة رقما صعبا مميزا في الدراسات الشرعية والحضارية، كما يزهر بأفضل الأساتذة معرفة و شهودا.

ومن الجوانب التي تزيد في استقطاب مسجد أول نوفمبر بباتنة من طرف المصلين هو نوعية الأئمة والمقرئين الذين يتداولون على تقديم الدروس والخطب وتلاوة القرآن، على غرار الشيخ شكيب وبن شادي وقبل ذلك الشيخ عامر وفاروق ميقاتلي وأسماء كثيرة تركت بصمتها في تلاوة وترتيل القرآن والإمامة بالناس، مثلما عرف مسجد أول نوفمبر بتداول أساتذة متميزين أوكلت لهم مهمة تقديم الدروس والخطب، مثل الدكاترة مسعود فلوسي وبدر الدين زواقة والشيخ قالة وغيرهم، ما سمح بتواصل استقطاب المصلين من مختلف الأحياء والمناطق المجاورة لعاصمة الأوراس، ليبقى بذلك محافظا على خدمة المرجعية الدينية للجزائر، مرجعية فضّل العقيد الحاج لخضر أن تكون متكاملة مع مرجعية الثورة التحريرية، وهذا منذ الشروع في وضع حجر الأساس مطلع الثمانينيات على مساحة 42200 متر مربع، في مكان كان قبل الاستقلال مطارا تنطلق منه الطائرات العسكرية الفرنسية، وتدك القرى والمداشر مخلفة الدمار بشتى أنواع الأسلحة حتى المحرمة دوليا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!