-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تكثيف الاستكشاف ومضاعفة التنقيب ومصانع جديدة قيد الإنجاز

“مناجم الجزائر”.. ورقة رابحة للتحرّر من المحروقات

إيمان كيموش
  • 9124
  • 0
“مناجم الجزائر”.. ورقة رابحة للتحرّر من المحروقات
أرشيف

سطرت السلطات مخطّطا ضخما لتطوير قطاع المناجم في الجزائر خلال المرحلة المقبلة، والذي يتوقّع الخبراء أن يكون ورقة رابحة لتحرير الاقتصاد الجزائري من دائرة التبعية للمحروقات، وتنويع مداخيل الخزينة، حيث تكشف الدراسات الأخيرة عن ثروات معدنية ضخمة ومتنوّعة تضم الحديد والفوسفات والزنك والرصاص والذهب والأتربة النادرة.
ويقول الرئيس المدير العام للمؤسسة الوطنية للحديد والصلب، أحمد بن عباس، إنه تم تحضير مخطّط ضخم لإنتاج الحديد وتصديره، كاشفا عن برنامج لتسليم مصنعين جديدين للحديد بصدد التطوير حاليا بولاية بشّار.
ويضيف بن عبّاس في تصريح لـ”الشروق”، أن إنجاز أوّل مصنع بطاقة إنتاج تصل 500 ألف طن من الحديد ببشار، سينطلق نهاية السنة الجارية، على أن تمتد مدة الإنجاز لسنتين كاملتين، وسيتم تسليمه آخر سنة 2025، في حين سيتم إنجاز المصنع الثاني بنفس الولاية مع الشريك الصيني بداية السنة القادمة أي مطلع 2024، وستستغرق مدة الإنجاز ثلاث سنوات ليتمّ تسليمه نهاية سنة 2026.
وبعد ذلك ستباشر المؤسسة الوطنية للحديد والصلب، حسب المتحدّث، استخراج المادة الخام للحديد من المكامن ونقلها عبر السكك الحديدية، وسينطلق إنجاز مشروع النقل والتصدير سنة 2026، حيث سيتم التعاون مع المتعامل “توسيالي” بوهران للتصنيع للسوق الداخلية، كما سيتم التنسيق خارجيا للتصدير مع الصين.
ويؤكد بن عباس أنه في الظرف الراهن يتم إجراء التجارب في المنجم، للتأكد من نوعية الإنتاج والتكلفة، حيث تم الشروع في استخراج المادة الأولية التي ستكون جاهزة للاستغلال سنة 2025 أي 6 أشهر قبل بداية نشاط المصانع، مشدّدا على أنه بعد انتهاء أشغال السكك الحديدية، سيصل الإنتاج 13 مليون طن في السنة وذلك بحلول سنة 2032.
كما تم رسم مخطّط للصعود في الإنتاج من بشار جنوبا نحو ولايات النعامة وسعيدة والبيض شمالا، إذ يٌرتقب أن يصل الإنتاج سنة 2040 قرابة 25 مليون طن، وهو منتج صالح للمصانع الداخلية أو للتصدير إلى الخارج، تقابلها كميّة حديد خام تعادل 50 مليون طن يتم استخراجها من مكمن غار اجبيلات، نصفها سيوجّه لإنتاج 13 مليون طن من الحديد، والبقيّة سيتم تحويلها إلى البيض والنعامة لاستكمال الإنتاج هناك.
وضمن هذا المخطّط، سيتمّ إنجاز عدّة مصانع هي عبارة عن مركّبات للحديد ومشتقاته، بإجمالي 3 مركبات للحديد ومصنع رابع للسكك الحديدية، تضاف إلى المصانع المنجزة بولايات الشمال.

فرص للفوسفات والزنك والرصاص والذهب والمعادن النادرة
ويقول خبير الجيولوجيا والمناجم الدكتور يسعد مولود في تصريح لـ”الشروق”، أن المعادن التي يمكن تطوير استغلالها في الجزائر خلال المرحلة المقبلة، تنقسم إلى 3 أصناف، وهي معادن يمكن الاستفادة منها على المدى القريب كالحديد والفوسفات، وأخرى على المدى المتوسّط كالزنك والرصاص والباريت والذهب وثالثة على المدى البعيد، على غرار تلك المعادن النادرة التي يتطلب استكشافها والتنقيب عنها تكنولوجيات عالية.
ويجزم الدكتور يسعد مولود أن الجزائر قادرة في الظرف الراهن على رفع وتيرة الاستكشاف والتنقيب عن ثروات الحديد والفوسفات على المدى القريب، وتطوير نسبة استخراجها واستغلالها، إذ يُوجّه الحديد المستكشف إلى مشاريع الصناعة والبناء، أما الفوسفات فيُستغلّ في تصنيع الأسمدة والمخصبات الزراعية، مع العلم أن أهمّ موارد الفوسفات هي جبل العنق الذي يحتوي على عدة مكامن، يمكن تحويلها إلى مناجم، على غرار مكمن بلاد الحدبة الذي تطوره حاليا مجموعة سوناطراك لإنتاج الفوسفات المدمج.
وبخصوص موارد الحديد، أحصى المتحدّث عدّة مكامن على غرار الونزة وبوخضرة رغم أنهما يتوفران على احتياطي صغير مقارنة مع مكمن غار اجبيلات، الأكبر عالميا والذي يخضع حاليا للتطوير بتندوف.
أمّا الموارد التي يمكن تطويرها على المدى المتوسط، أي خلال فترة تتراوح بين الخمس والعشر سنوات، يتحدّث الخبير المنجمي عن الزنك والرصاص بمنجم أميزور طور الأشغال حاليا، ومكامن صغيرة بالعوانة بجيجل وشعبة الحمراء جنوب سطيف، أما بخصوص الباريت فأحصى وجود مكامن صغيرة داعيا إلى تطويرها في عدد من المناطق، في حين يتمركز الذهب بمنطقة الأهقار على غرار مكامن تيراك وأمسماسة التي يُفترض أن تُستغل من طرف الشركة الوطنية للذهب، حيث يُمكن تطوير استغلال مناجم الذهب في ظرف 10 سنوات.

مطالب بفتح الشراكة بين القطاعين العام والخاص
وعلى المدى البعيد، أي بعد أزيد من 10 سنوات، يمكن تطوير استغلال المعادن الدقيقة التي تحتاج للتكنولوجيات الحديثة والرقمنة والإعلام الآلي لاستغلالها اقتصاديا، على غرار القصدير والفولفرام، وهي معادن تحتاج لمدّة زمنية طويلة لتطويرها لتحقيق النجاعة الاقتصادية.
ويقول الخبير نفسه أن الموارد المنجمية المطلوبة بقوة اليوم في السوق العالمية هي الليثيوم وبعض أصناف الأتربة النادرة، التي لا تتوفّر الجزائر إلى الوقت الحالي على أرقام مضبوطة حول احتياطاتها، بالنظر إلى ضعف الاستكشاف والتنقيب خلال العقود الأخيرة، خاصة منذ فترة التسعينيات، مشدّدا على أن النهوض بقطاع المناجم اليوم يفرض نهضة قوية في التنقيب والاستكشاف، والتعاون مع القطاع الخاص، وعدم جعل هذه القطاعات حصرية على المتعاملين العموميين، عبر تطوير الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجال المناجم.
وثمّن المتحدّث تطوير استغلال الزنك والحديد والفوسفات والرصاص، إلا أنه دعا إلى عدم إغفال التنقيب عن المعادن الأخرى ومضاعفة الاستكشاف.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!