استهجنوا خروج المواطنين في مظاهرات بسبب الزيت والسكر
أئمة المساجد يلتزمون بتعليمة غلام الله ويدعون للتهدئة ونبذ العنف
تمحورت خطبة صلاة الجمعة أمس عبر معظم مساجد العاصمة حول موضوع المواطنة وكيفية الحفاظ على مكاسب الأمة والوحدة الوطنية، وذلك تنفيذا للتعليمة التي وجهتها وزارة الشؤون الدينية للأئمة في سبيل تكريس الاستقرار وعودة الهدوء عبر كافة المناطق التي شهدت اضطرابات مؤخرا بسبب ارتفاع أسعار المواد الأساسية .
- وحرص أغلب الأئمة على تكريس حيز هام من خطبتي الجمعة لحث جموع المصلين، وكذا المواطنين على أهمية أن يحمل المجتمع رسالة بناءة للدفاع عنها، واستهجن كثير من الأئمة خروج شباب يافعين إلى الشارع لهدم كل ما يجدونهم في طريقهم، دون التمييز ما بين المنشآت العمومية والخاصة، وعبر إمام مسجد العربي التبسي الواقع بحي البحر والشمس بلدية حسين داي عن كيفية خروج مواطنين إلى الشارع بسبب ارتفاع أسعار الزيت والسكر، وبرأيه هناك قضايا كثيرة ينبغي أن ينشغل بها الرأي العام، كالتربية السليمة ومحاربة كافة أشكال الانحرافات، منها النهب والسرقة والاعتداء على أملاك الغير.
- في حين رافع أئمة آخرون عن ضرورة تربية النشء تربية صالحة، بغرض تمكينه من التمييز ما بين الصالح والطالح، وحماية أنفسهم من كل أشكال الاستغلال، وعبر الأئمة عن أسفهم الشديد لعدم امتلاك الشعب الجزائري رسالة بناءة للدفاع عنها والعمل على تحقيقها، “مع أن الجزائر تنتمي إلى أمة الرسالة”، وقارنوا وضعية الأمة الإسلامية بصورة عامة مع وضعية بلدان غربية كثيرة، التي وضعت نصب أعينها رسالة واضحة تعمل على تحقيقها وتجسيدها.
- ولم تخل خطبة الجمعة التي ألقاها الأئمة عبر مساجد العاصمة أمس الجمعة من الدعوة لصلاح البلاد والعباد، ولعودة الشباب إلى جادة الصواب، داعين الأولياء إلى الحرص على تلقين أبنائهم القيم السامية والنبيلة التي تنص عليها تعاليم الدين الإسلامي.
- كما حرص الأئمة عبر كل الولايات على احترام تعليمة وزارة الشؤون الدينية، في سبيل الإسهام في الحفاظ على حالة الاستقرار والهدوء بعد المظاهرات التي هزت عددا من الولايات، فقد ندد أئمة مساجد المدية على سبيل المثال لا الحصر بأعمال التخريب التي طالت المؤسسات والهياكل العمومية، و تبنى أئمة دائرة شلالة العذاورة خطابا موحدّا، حيث مضمونه وجه خصيصا للشباب، الذي طالبوه بتوخي الحذر وعدم الانصياع وراء الأصوات الداعية لهدم كل ما شيّد من مؤسسات نفعية عمومية، ومذكرين إياهم بنعمة الأمن وضرورة المحافظة عليها، وكذا الاحتجاج بطرق حضارية لا بحرق مؤسسات الدولة التي هي ملك لهم.