الجزائر
وصفوها بالهيئة المجهولة

أئمة ومشايخ يستنكرون دعوة نقابة الزوايا إلى وقف بناء المساجد

الشروق أونلاين
  • 7838
  • 29
ح م

استنكر أئمّة ورجال دين، البيان الصادر عن النقابة الوطنية للزوايا الأشراف، المتضمن عدة مقترحات حول صندوق الزكاة وبناء المساجد وقانون الأسرة، رأى فيها الأئمة “خلطا وسوء فهم” من نقابة، يبدو أنها تكلمت لمجرد “الظهور فقط”، حسب تعبيرهم.

وفي هذا الصدد، أصدرت المنظمة التي تسمى النقابة الوطنية للزوايا الأشراف، الأربعاء، بيانا تطرقت فيه إلى بعض المواضيع، مقترحة حلولا، فرأت النقابة أن أموال صندوق الزكاة والقرض الحسن الموجهة إلى الشباب “ذهبت مهب الريح بسبب سوء التدبير والفتاوى”، مقترحة تحويل أموال الصندوق إلى مساعدة النساء المطلقات والأرامل، والأمر يكون بالتنسيق مع وزارة التضامن، مقترحة أن تتصرّف لجنة مكونة من قطاعات وزارية ومنها وزارة الفلاحة، في أراضي الوقف، وأن تفصل عن مسؤولية وزارة الشؤون الدينية “بسبب الإهمال الذي نراه في القطاع..” حسب ما ورد في البيان، فيما يتمّ توجيه سكنات الوقف إلى النساء المضطهدات والمطلقات غير المستفيدات من حقوقهن، عن طريق تأجير المنازل لهن بإشراف من مديريات الشؤون الاجتماعيّة.
وفي ما يخص قانون الأسرة، اقترحت نقابة الزوايا أن تعدل بعض بنود القانون، حيث تحمي حرية المرأة في اختيار الزوج “مع وجود تعهد والتزام من الزوج الذي اختارته، يحمي فك الرابطة الزوجية وإهمال الأبناء”.
أما المقترح الذي أثار الجدل، فيتعلق بدعوة النقابة إلى وقف عملية بناء المساجد بسبب الضائقة المالية التي تمر بها البلاد، وبِمبرر “أن غالبيتها خالية من المصلين”.
وفي الموضوع، استنكر المنسق الوطني لنقابة الأئمة وعمال الشؤون الدينية، جلول حجيمي، في اتصال مع “الشروق” لأمر نقابة الزوايا، مؤكدا أنه لم يسمع بهذا التنظيم أبدا، متسائلا: “وهل الزوايا مؤسسة ليكون لديها تنظيم نقابي؟”
وبخصوص رده على مقترحات التنظيم، يرى حجيمي أن القرض الحسن يوجه دائما لمساعدة المحتاجين والشباب البطال، أما الدعوة إلى وقف مشاريع بناء المساجد، فوصفه محدثنا بـ”المقترح الغريب” لكون غالبية مساجد الوطن مشيدة- حسب تعبيره- من أموال المحسنين ولا علاقة لها بصندوق الزكاة أو ميزانية الدولة.
واستغرب بالقول: “حتى ولو كان تشييد المساجد من عمل الدولة، أفليس من الأحسن أن تذهب أموالنا إلى بناء بيوت الله، عله يرفع عنا البلاء وينزل السكينة والطمأنينة والبركة على بلدنا، بدل صرف الملايير على الفساد والمنكر وحفلات الرقص والغناء”.
وبدوره، نفى إمام مسجد الفتح بالشراقة، محمد الأمين ناصري، علمه بوجود نقابة للزوايا، متسائلا عن المقصد من إصدار هذا البيان، معتبرا أن دعوتها إلى إلحاق صندوق الزكاة بوزارة التضامن “قد يهرِّب المتبرعين الذين لا يثقون أصلا في الإدارات والوزارات”. أما مطالبة التنظيم، بتعديل قانون الأسرة وتعديله لحماية الزوجة والأبناء، فيردّ ناصري “عقد الزواج كاف لحماية الأسرة، وما يحمي الزوجة وأولادها ليس قانونا وضعيا وإنما أخلاق الزوج وتربيته خوفه من خالقه”، و– حسبه- كثير من الزوجات تظلمن باسم الدين والقانون.

رئيس نقابة الزوايا وشيخ الزاوية القادرية، عامر سليم لـ “الشروق”:
ندعو إلى حلّ الجمعيات الدّينية للمساجد لأنّها جلبت المشاكل
“الشروق” اتصلت برئيس النقابة الوطنية وشيخ الزاوية القادرية، عامر سليم، للرد على منتقديه، خاصة في موضوع النشاط القانوني للتنيظم، فأكد لنا أن تنظيمهم بدأ نشاطه بصفة رسمية منذ سنة، بعدما أودع إشعارا بالتأسيس والتسجيل لدى وزارة الشؤون الدينية، أما النسب المعنوي للتنظيم، فيعود إلى “السادة الأشراف في العالم الإسلامي، الذين يمتد نسبهم وجذورهم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم”.
أما عن مقترحهم إلغاء تشييد المساجد، فأوضح: “هدفنا من هذا المطلب هو إعادة النظر في قانون جمعيات المساجد، التي استنزفت أموال الدولة، لأنها تتلقى إعانات من مصالح الولاية، وجمعيات المساجد خلقت فوضى داخل بيوت الله، وهو ما يجعلنا نطالب بحلها مع إسناد مهمة تسيير المسجد إلى إمامه”. واتّهم المتحدث الجمعيات الدينية بالمساجد، بتعطيل كثير من مشاريع بناء المساجد.
أما عن صندوق الزكاة، فقال: “نحن لم نطالب بإغلاقه، وإنّما بإعادة النظر في مهام هذا الصندوق.. فلم لا يتم توجيه أمواله إلى مستحقيه الحقيقييّن مثل المطلقات والنساء الأرامل والأيتام”.

مقالات ذات صلة