الجزائر
مشاهد مرعبة في حظيرة جبل الوحش المحروقة بقسنطينة

أبقار وطيور متفحمة والبحيرات الخمس فقدت لونها الأخضر

الشروق أونلاين
  • 3789
  • 10
ح.م

خلفت 30 ساعة من النيران المشتعلة في منطقة جبل الوحش وبالخصوص في منطقة كاف لكحل ضمن أهم حظيرة من الغابات في ولاية قسنطينة، دمارا كاملا للغطاء النباتي والحيواني، وبدا جبل الوحش نهار أمس السبت مثل جبل أجرد لا شيء فيه سوى اللون الأسود الداكن، بعد أن تفحمت كل مظاهر الحياة من شجر ومن حيوانات، حتى الإوز التي كانت تعيش في بحيرات الحظيرة هلكت وطفت جثثها على سطح المياه في منظر مأساوي.
الفضوليون وعشاق الطبيعة والرياضيون الذين ظلوا يمارسون هواياتهم منذ عقود في هذه المنطقة، خاصة خلال فصل الصيف، توجهوا بقوة صباح أمس السبت إلى المكان، ووقفوا على حجم الكارثة في غياب كامل للسلطات المحلية من منتخبين وبلديات ومديريات البيئة والغابات، باستثناء أفراد من خلية الأزمة التي أنشئت عقب هذه الكارثة.

وإذا كان منظر الأشجار الباسقة التي تعطي منظرا رائعا لجبل الوحش، خاصة في فصل الثلوج بلونيها الأخضر والأبيض، وهي محترقة، قد سافرت صورها عبر العالم بعد أن تبادلها رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر وفرنسا، فإن صور الأبقار المتفحمة والخنازير البرية والضباع وخاصة الطيور هي التي أثارت كل من زار المنطقة، وحتى البحيرات الخمس التي أنجزت منذ حوالي قرن في العهد الاستعماري بدا لونها أمس رماديا داكنا، بعد أن كانت تعرف بالبحيرات الخضراء، لأنها تأخذ لونها من الأدغال التي تحيط بها، خاصة البحيرة الكبرى التي تجلب آلاف السياح يوميا وغالبيتهم من العائلات.

وإلى غاية السبت، لم تقدم مصالح الحماية المدنية أرقاما رسمية عن الخسائر المسجلة في هذه الكارثة، في الوقت الذي طرح المواطنون الذين التقت بهم الشروق اليومي في عين المكان، مشكلة عدم تصنيف جبل الوحش ضمن المحميات العالمية بالرغم من الوعود التي أطلقها عدد من الولاة السابقين ومنهم سكران وبوضياف، واتهموا المسؤولين المحليين بالقضاء على الغطاء النباتي لجبل الوحش من أجل تحويله إلى عقارات، كما تساءلوا إن كان هناك برنامج قوي لاسترجاع اخضرار جبل الوحش من خلال عمليات تشجير كبيرة جدا، لغرس ملايين من الأشجار وليس العشرات تزامنا مع يوم الشجرة كما جرت العادة، وسجلنا على مستوى الطريق الاجتنابي المؤدي على الطريق السيار قرب جبل الوحش، توقف المئات من السيارات المتوجهة من قسنطينة إلى شواطئ سكيكدة وعنابة والقالة وحتى تونس لأجل التقاط صور الكارثة التي ألمّت بقسنطينة والجزائر عامة.
ب.ع

مقالات ذات صلة