أتعافى تدريجيا من كورونا بفضل القرآن الكريم وماء زمزم

أكد سفيان نشمة، مدرب اتحاد البليدة، أنه بدأ يتماثل للشفاء من وباء كوفيد 19، وأن الفضل في ذلك يعود للقرآن الكريم الذي حرص على تلاوته، وماء زمزم كذلك، وقدم المدرب السابق لشباب بلكور شكره لجيرانه بأولاد فايت نظير الدور الكبير الذي لعبوه والموقف المشرف لهم في محنته، أين تكفلوا به مند أن ثبت حمله للفيروس رفقة زوجته، وقال قلبي وجوارحي مع سكان البليدة وكل يوم أدعو لهم في صلاتي باعتبارها أكثر المدن الجزائرية التي تفشى فيها الوباء بـ9 وفيات و220 حالة مؤكدة، وأثنى على الذين اتصلوا به من مختلف الدول العربية وهذا على غرار تونس وليبيا والمغرب والجزائر، وقال أن مكالماتهم الهاتفية رفعت من معنوياتي.

في البداية نود أن نسألك عن وضعك الصحي؟

الحمد لله على كل حال، وأقدم شكري للطاقم الطبي بمستشفى القطار بالعاصمة الذي يشرف على علاجنا، وقال أنه وصل الحد بهم إلى حد مصافحتنا من أجل تقليل الضغط النفسي عنا، أما عن وضعي الصحي فهو ممتاز جدا والحمد لله، وحاليا أعاني من مشكلة السعال فقط.

كيف كان شعورك عندما اتضح انك وزوجتك حاملان لفيروس كورونا؟

 قدر الله ما شاء فعل.

ما هي الأعراض التي اشتكيت منها في البداية وكيف عشت أول يوم من الإصابة؟

السعال الذي كنت أعاني منه شديد وفريد من نوعه وارتفاع  متقطع في درجة حرارة الجسم، وشعرت بتعب كبير لا مثيل له وكان الألم يزداد، وكان أول يوم من الإصابة من أصعب الأيام، حيث شغلت بالي عدة أسئلة هل أنا من أهل الحياة أو من عداد الأموات.

أثناء العزل كيف كنت تتواصل مع أبنائك الأربعة؟

العزل الأول كان في منزلي الواقع بأولاد فايت، حيث عزلت عنهم نهائيا وكنت بالطابق الأول، وأولادي كل منهم في غرفته بالطابق الأرضي، حيث وجهت لهم الأوامر التي كنت أوجهها للاعبين الذين دربتهم في عدة فرق جزائرية وعربية، وطلبت منهم أخذ الأمور بجدية، والكل تفهم الأمر، ولكن أحسست بشيء غريب جدا جدا.

ما هو هذا الشيء الغريب الذي كنت تحس به؟

المثل الشعبي يقول “مايحس بالجمرة غير لي عافس عليها”، حقيقة الخوف سكن بين أمسية وضحاها كل أفراد العائلة، الأولاد أصبحوا يخافون من بعضهم البعض، ونظراتهم تغيرت لبعضهم البعض، الكل يحرص على وقاية نفسه، وحاليا بعد أن تم نقلنا أنا وزوجتي إلى المستشفى والأولاد يخضعون للحجر المنزلي ويتواجدون بالمسكن لوحدهم ليس لهم الحق في الخروج وليس للأهل والأقارب الحق في زيارتهم، والحمد لله تم فحصهم وتبين أنهم غير حاملين للفيروس، وبالمناسبة أوجه شكري للجيران.

على ذكر الجيران، كيف كان موقفهم وإحساسهم بعد تأكد إصابتك أنت وزوجتك بكوفيد 19؟

منذ اليوم الأول من الإصابة لم أشتر أي شيء، حيث اتفقوا فيما بينهم وسطروا برنامجا وكلما فتحت الباب الخارجي أجد فطور الصباح والغذاء والعشاء وأحييهم على هذه الوقفة.

وهل اتصل بك لاعبو ومسيرو الفرق الرياضية التي أشرفت على تدريبها؟

أجل، ومن كل الدول العربية من ليبيا، حيث أتصل بي  رؤساء الفيدرالية الليبية لكرة القدم الحاليين والسابقين على رأسهم عادل الخميسي المكلف بالإعلام ونائب الرئيس ومن تونس، وسلطنة عمان منهم المدرب الوطني الحبيب مبارك، والإعلامي القدير عبد الباقي، بحكم أنني أشرفت على تدريب المنتخب الأولمبي الليبي، حيث تدرب عندي في نادي المدينة قائد الفريق الليبي السابق أحمد السعد وعبد الله الشريف وعبد الله النوري، ورئيس نادي الذابة الأستاذ الغزلي، ورئيس ليبيانا عادل القريو، ومحمد العزاوي.

ومن الجزائر، من اطمأن على صحتك؟

كل سكان ولاية البليدة من شيوخ وعجائز ومناصرين لفريق لياسامبي، وكل الجزائريين اتصلو بي ماعدا وزير الشباب والرياضة، حيث أتصل بي رئيس الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم السابق محمد روراوة والحالي خير الدين زطشي، وقرباج، وكل رؤساء النوادي منها شباب قسنطينة، وجمعية الخروب، وإتحاد خنشلة، ومولودية وهران، وشباب بلوزداد، وجمعية وهران، ووداد تلمسان، وإتحاد بلعباس، ووداد بوفاريك، وأشكرهم كثيرا، لأن مكالماتهم الهاتفية ترفع من معنوياتي، خاصة عندما يدعون لي بالشفاء العاجل.

وما هي الرسالة التي توجهها للبليديين؟

قلبي وجوارحي معهم وكل يوم أدعو لهم في صلاتي، حقيقة مدينة البليدة تعتبر أكثر المدن الجزائرية التي تفشى فيها هذا الوباء بـ220 إصابة و9 وفيات في آخر إحصائيات لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات.

تبدو مرتاحا السيد نشمة؟

خلال تواجدي بالمستشفى اقرأ القران الكريم، عندما أحس بصعوبة في التنفس أضع المصحف فوق صدري يتحسن تنفسي.

كيف تقضي أيام الحجر الصحي بمستشفى القطار؟

في هذا المستشفى هناك العديد من الإصابات بفيروس كورونا، لكن كلهم بمعنويات مرتفعة وتعاون كبير فيما بيننا، على غرار عجوز في الـ78 سنة التي تدعو لنا باستمرار، لقد استطعنا مع المرضى الآخرين تشكيل عائلة رائعة منهم رعية إسباني.

وهل تحس بتحسن في صحتك؟

بنسبة كبيرة، لقد تماثلت للشفاء تدريجيا رفقة زوجتي،  بفضل القرآن الكريم وماء زمزم، ثم بفضل دواء هيدروكسي كلوروكين الذي رخصت وزارة الصحة الجزائرية، باستخدامه في معالجة بعض المصابين بوباء كورونا.

هل من كلمة توجهها لأبنائك خاصة وللشعب الجزائري عامة؟

أنصح كل القاطنين بالمناطق الموبوءة والتي فيها حالات كثيرة خاصة بولايات الوسط على غرار البليدة والعاصمة وتيزي وزو، وتيبازة، وأيضا ولايات الغرب الجزائري منها وهران وتلمسان والولايات 36 التي أنتشر فيها هذا الوباء أول ما يشعر بأول أعراض الزكام أن يتوجهوا إلى الطبيب لفحصهم، ويجب على المصاب أن يحمي محيطة وأن يعزل على الفور وهذا كإجراء وقائي وحماية للأقارب والجيران، وأن يلتزموا بالبقاء في بيوتهم، خاصة في هذا الأسبوع الرابع، لأنها أصعب مرحلة، لأن أعراض المتواجدين في الحجر الصحي المنزلي تبدأ في الظهور، لأن الالتزام بقواعد الصحة يقلل من الإصابة بهذا الوباء المروع، والعكس، وأدعو الله عز وجل أن يشفي المرضى، وأن نترحم على الضحايا 31، وبالمناسبة أقدم شكري لأحد المضيفين بالطائرة الذي حرص على جلب ماء زمزم من العربية السعودية وتوزيعه على المصابين بفيروس كورونا، والمفاجأة الكبرى أنني أحس براحة لا مثيل لها عندما أشرب كأسا من ماء زمزم، وفي الأخير أدعو الله أن يحفظ أولادي.