رياضة

أحزان “الخضر” وفرجة المونديال

ياسين معلومي
  • 1212
  • 3
ح.م

أغلب الجماهير الجزائرية تكون قد وصلت مرحلة التشبع الكروي، حيث يشاهدون بمعدل ثلاث مباريات مونديالية يوميا، وبمشاركة أحسن اللاعبين وأفضل المنتخبات في العالم؟ من رونالدو إلى ميسي ومحمد صلاح ونجوم كروية أخرى تركت بصماتها طيلة الموسم المنقضي في مختلف البطولات الأوروبية الكبيرة، وذلك دون دفع أي سنتيم للشركة المالكة لحقوق البث، من خلال اختيار القنوات الألمانية والفرنسية والسويسرية وحتى التركية التي تصلنا صورتها وصوتها أحسن من كل القنوات الجزائرية، وبأحسن بكثير من قنوات الدولة التي فضلت عدم شراء أي  لقاء كروي مونديالي لأسباب لا يعرفها سوى الذين حرموا الجزائريين من العرس العالمي في غياب الجزائر.

ورغم أن هذه المنافسة لم تتجاوز الجولة الثانية من الدور الأول، إلا أننا أحسسنا بغياب المنتخب الجزائري الذي كان قد شارك في نسختي جنوب إفريقيا والبرازيل، وأظهر للعالم بأن الجزائر بلد كرة القدم، بدليل أنه حقق نتائج إيجابية في البرازيل على الخصوص، حين تأهل إلى الدور الثاني ووقف الند للند أمام بطل العالم المنتخب الألماني، وأعطى بذلك درسا لكل منتخبات العالم، والمنتخبات العربية خصوصا، بدليل أنها خذلتنا في عرس روسيا، فلا مصر ولا المغرب ولا السعودية تمكنوا من السير على خطى “الخضر” في مونديال 2014، وحتى المنتخب الشقيق تونس يبدو أن الوجه الشاحب الذي ظهر به في الجولة الأولى يجعلنا نقر بأنه سيعود إلى مطار قرطاج  في أول طائرة، إذا ما لم يتدارك الأمر قبل فوات الأوان.

تواجدت خلال الأسبوع الأول من المونديال بروسيا، لمتابعة بعض اللقاءات، وعرفت لماذا تتكالب كل البلدان على احتضان حدث كروي يدخل خزينتها ملايير الدولارات، ويجلب لها سياحا يصنعون أجواء مميزة قبل وبعد كل مباراة، فعندما يتحدث الرئيس الروسي عن جلب مليوني سائح مستقبلا، نعرف أهمية هذا الحدث الذي تغيب عنه الجزائر التي كان بإمكانها المشاركة فيه دون أي مشكل، لولا بعض المتطفلين الذي لا يريدون الخير لهذا البلد، فأصبحوا مثل الخفافيش لا تهمهم سوى مصلحتهم الخاصة، فتواجدنا خارج المونديال هو صفعة كبيرة لنا أمام الأمم، وخاصة العربية التي لم تفهم سبب غيابنا، فلم أجد جوابا خلال تواجدي بروسيا لكل الذين سألوني عن عدم تواجد الجزائر التي تملك حسبهم أحسن اللاعبين في العالم، على  غرار محرز وبراهيمي وغولام وغيرهم، فوجدت نفسي أؤكد  لهم بأن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد مرحلة انتقالية، والجزائر ستعود في المونديال القادم بقطر، أقول هذا الكلام وأنا متشائم بسبب الخلافات الحاصلة بين المسؤولين والساهرين على كرتنا، الذين يبدو أنهم يعملون كل ما في وسعهم للبقاء في مناصبهم، حتى ولو كان ذلك على حساب واقع ومستقبل المنتخب  الذي يبقى أسير غياب الاستقرار، وقد يجد  نفسه حتى خارج منافسة نهائيات كأس إفريقيا للأمم، إذا لم يضع الجميع اليد في  اليد بغية إذابة الجليد خدمة لكرة القدم الجزائرية.

وإذا كانت الجزائر لم تشارك في مونديال روسيا، إلا أن المناصرين الجزائريين حضروا بقوة، سواء المقيمين في روسيا أو الذين تنقلوا من الجزائر حاملين العلم الجزائري وحلمهم الوحيد بعد هذا الغياب هو العودة مجددا إلى المونديال القادم بقطر، وكم ذلك صعب تحقيقه.

حزين جدا على حال الكرة في بلدي، وقلق أيضا من الذين يسيرونها، والذين أدخلوها غرفة الإنعاش، فهل من طبيب بإمكانه إعادة الأمور إلى نصابها، وقبل كل هذا وذاك… دعونا نستمتع بفرجة المونديال، وبعده سيكون لنا كلام آخر.

مقالات ذات صلة