الجزائر
جدهم اكتشف النفط وهم يعانون البطالة!

أحفاد مكتشف حاسي مسعود في اعتصام مفتوح

سمير خروبي
  • 2639
  • 3
ح.م

دخلت مجموعة من البطالين من أحفاد مسعود روابح مكتشف منطقة حاسي مسعود، في اعتصام مفتوح داخل خيمة علقوا عليها عدة شعارات بينها “أحفاد مسعود يطالبون بالعمل” و”هرمنا في انتظار منصب العمل”.

استنكر المعتصمون في حديث مع “الشروق” تعرضهم للتهميش والإقصاء من الشركات البترولية والخدماتية الناشطة في أرض أجدادهم، رغم حصولهم على قرار من الوالي السابق علي بوقرة يطالب فيه مختلف الشركات بإعطائهم الأولوية في التوظيف باعتبارهم السكان الأصليين للمنطقة، إلا أن القرار ذهب أدراج الرياح رغم محاولاتهم الحصول على مناصب عمل.

ومعلوم أن الفضل في اكتشاف النفط بالجزائر يعزى إلى مسعود روابح، وهو مربي مواش، وصل المنطقة في 1917 وشرع في حفر بئر بها، لكنها بدل الماء، درت سائلا أسود، لم يلبث أن اتضح انه بترول، لتشرع السلطات الاستعمارية بعدها في استغلاله، وحملت المنطقة كلها اسم حاسي مسعود نسبة إلى مسعود روابح، الذي كانت مضاربه نواة أولى لتأسيس المدينة الصناعية / النفطية.

من جهته، يواصل البطال (خ.أ) البالغ من العمر 42 سنة الاعتصام أمام المديرية العامة للشركة الوطنية لأشغال الآبار بحاسي مسعود، بعد إجرائه عدة فحوص مهنية يؤكد نجاحه فيها في الشركة، إلا أن الأخيرة لم تقم، حسبه، باستدعائه رغم حيازته شهادات في تخصصه وعدة خبرات من شركات وطنية وأجنبية في سياقة الشاحنات الضخمة، فضلا عن كونه رب عائلة ومحتاج للعمل بشدة حسب حديثه مع الشروق، حيث ناشد الوالي ومسؤولي التشغيل ومدير الشركة حل مشكلته، أو اطلاعه على نتائج الفحوص المهنية الكثيرة التي أجراها في الشركة في السنوات الأخيرة.

وفي السياق ذاته، احتجت صبيحة أمس مجموعة من البطالين أمام مقر ولاية ورقلة، رافعين عدة شعارات بينها “نريد كشف ومحاسبة مافيا التشغيل” و”نريد التوظيف وليس عروض العمل”، وجاءت الوقفة بعد استنفاد طالبي العمل جميع الطرق بتوظيفهم وعبر عدة منابر وإدارات، إلا أنها باءت بالفشل ما حتم عليهم النزول إلى الميدان.

وتعتبر وقفة اليوم التاسعة منذ دخول العام الجديد، وذلك عقب الإشكالات العميقة التي يعرفها ملف التشغيل منذ سنوات، في ظل انعدام أي دور رقابي نزيه وفعال من مفتشيات العمل تجاه الشركات الوطنية والأجنبية الناشطة في حاسي مسعود، والتي توظف بشكل يومي عشرات الأشخاص من خارج المنطقة بطرق ملتوية، سواء عبر التوظيف المباشر أو عبر إدماجهم مرورا بشركات المناولة، فيما زاد غياب مدير الفرع الولائي للتشغيل ومعظم رؤساء ملحقات التشغيل عن مكاتبهم منذ تنصيبهم من تأزيم الوضع. من جهتها اتصلت “الشروق” عدة مرات بمدير الفرع الولائي للتشغيل لأخذ رأيه في الموضوع، لكن دون جدوى رغم معرفته بهويتنا.

مقالات ذات صلة