-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أحمدي نجاد.. منا

الشروق أونلاين
  • 1381
  • 0
أحمدي نجاد.. منا

سالم زواوي

يثير البرنامج النووي الإيراني هذه الأيام الدنيا ولا يقعدها على رأس أمريكا وإسرائيل والدول الغربية المريضة بهوس أسلحة الدمار الشامل، على الرغم من أن هذه الأسلحة لا تملكها إلا هي ولا يحتكر حق استعمالها إلا إسرائيل والولايات المتحدة وفي أماكن محددة تحديدا لا تخرج عن نطاق العالم الإسلامي والعربي.وما زاد في سعير هذه الحملة الباطلة على إيران هو إعلان سلطات هذه الأخيرة عن الانتقال الرسمي إلى مرحلة التخصيب الصناعي لليورانيوم، أي بما يسمح باستعمال هذه المادة كوقود نووي للمفاعلات الموجهة لإنتاج الطاقة والإستعمالات العلمية والإقتصادية الأخرى وبغض النظر على إنتاج الأسلحة النووية مادام الإيرانيون ينفون ليل نهار نيتهم في التوجه نحو هذا الهدف رغم حقهم وحق غيرهم المشروع في ذلك.

المثير في القضية ليس الضجة والمواقف الأمريكية والغربية واليهودية التي تستغل أبسط الأمور والأحداث لرفع درجة الضغط والعقوبات على إيران كما يجري بالنسبة لإعلان السلطات الإيرانية عن وضع عدة آلات من أجهزة الطرد المركزي حيز الخدمة لتسريع عمليات التخصيب أو بالنسبة للبحارة البريطانيين الذين أسرتهم إيران في مياهها الإقليمية والذين سمحت لهم وزارة الدفاع البريطانية ببيع قصص إعتقالهم شرط أن يكذبوا على الرأي العام ويقولوا أنهم كانوا حين إعتقالهم داخل المياه الإقليمية للعراق المحتل وأنهم تعرضوا لأبشع المعاملات من طرف السلطات الإيرانية.

ولكن المثير هو هذا السكوت المطبق للبلدان العربية في أمر البرنامج النووي الإيراني، ويا ليته سكوت وفقط وليس صمتا متواطئا مع النوايا الأمريكية الإسرائيلية أن تفعل مع إيران كما فعلت مع العراق، حتى أن البعض من الأنظمة العربية حاول أن يجعل من القمة العربية الأخيرة في الرياض قاعدة لقيام تحالف دولي جديد للإعتداء على إيران بدعوى أن نظام هذا البلد وبرنامجه النووي يشكل خطرا كبيرا على المنطقة يعني على إسرائيل.

فلماذا يثور العرب ويتحالفوا على البرنامج النووي الإيراني اليوم تحت التأثر البالغ بالإملاءات الصهيونية الأمريكية ولم يثوروا على هذا البرنامج من قبل والذي كان موجودا في عهد الشاه رضا بهلوي وكان يحظى بدعم اسرائيل والولايات المتحدة؟ هل لأن هذا البرنامج أصبح في يد نظام ذي توجه إسلامي معاد لليهود وما يفعلونه بالفلسطينيين وبقية الشعوب العربية ولأمريكا ونزعتها الإجرامية تجاه الشعوب الأخرى؟

لقد أصبح مطلوبا من العرب أن يعاملوا إيران كما كانت تعامل ألمانيا النازية وأن يعاملوا الرئيس أحمدي نجاد كما كان يعامل هتلر “ومازال” من طرف اليهود وأمريكا على الرغم من أن معاملة أمريكا واليهود للعرب اليوم لا تقل عما كان يعاملهم به هتلر وهذا في الوقت الذي كان المفروض أن يكون أحمدي نجاد منا، لأنه حليفنا الطبيعي ضد اعدائنا الطبيعيين، كما كان سلمان الفارسي “منّا” في زمن من الأزمان.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!