-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قال بأن أستاذ بن نبي عاش غريبا ومات غريبا ولا يزال غريبا

أحمد شنة: انفضوا الغبار عن حمودة بن ساعي وابحثوا عن مؤلفاته وآثاره

صالح سعودي
  • 4405
  • 6
أحمد شنة: انفضوا الغبار عن حمودة بن ساعي وابحثوا عن مؤلفاته وآثاره
ح.م

تأسّف الدكتور محمد شنة للتهميش الذي لا يزال يطال فكر الفيلسوف المنسي حمودة بن ساعي بعد مرور 20 سنة عن رحيله، خاصة وأنه يعد حسب قوله أستاذ مالك بن نبي باعتراف هذا الأخير في مذكراته وكتبه، ناهيك عن تخرجه من الجامعات الفرنسية وإدهاشه لكبار فلاسفة وأدباء أوروبا، لينتهي به الحال كاتبا عموميا في مقهى شعبي بوسط مدينة باتنة.

استعاد الدكتور أحمد شنة ذكرياته مع الفيلسوف الراحل حمودة بن ساعي (1902-1998) بكثير من الحنين والألم، بناء على لقاءات ومحاورات جمعتهما قبل حوالي 25 سنة في مدينة باتنة، وهو الذي قارب التسعين عاما وقتها، وقال في هذا الجانب: “ورغم أنها كانت لقاءات قليلة، إلا أنني تعلمت منها الكثير”، مضيفا بأنه لم يكن حمودة بن ساعي شخصية علمية جزائرية عادية، فهو حسب قوله الأستاذ الكبير الذي تخرّج على يديه نخبة من كبار علماء الجزائر ومفكريها، وفي مقدمتهم مالك بن نبي، وهو المفكر الجزائري الذي دوّخ الساحة الثقافية والفكرية الفرنسية في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، وهو من قال عنه الشيخ عبد الحميد بن باديس، أنه من أفضل طلبة جمعية العلماء المسلمين الذين تنقلوا إلى فرنسا.. وهو الذي وقف له الأديب الفرنسي أندري جيد إجلالا وتوقيرا، وأرعب المستشرق المشهور ماسينيون، وهو المجاهد الذي كسّر الاستعمار الفرنسي ظهره من شدة التعذيب، وعاش بالآلام إلى نهاية عمره.

وقال أحمد شنة الذي يشغل حاليا منصب الأمين العام لأكاديمية المجتمع المدني بأن أستاذ مالك بن نبي عاش فقيرا معدما، بعد أن سدت في وجهه الأبواب، مضيفا أنه ولأسباب ظلت مجهولة، فرض على نفسه عزلة تامة، امتدت لحوالي خمسين عاما، بدأت منذ السنوات الأولى للاستقلال، وامتدت إلى آخر يوم في حياته نهاية التسعينيات، كان فيها نادر الظهور في الملتقيات والأماكن العامة، شديد الابتعاد عن وسائل الإعلام.

وختم الدكتور أحمد شنة قوله، بأن الذي يحز في النفس، وهو يستحضر تفاصيل لقاءاته به، أن الرجل عاش غريبا ومات غريبا، ولا يزال غريبا في الأوساط العلمية والإعلامية، إلا من عاصره عن قرب، أو سمع به صدفة من أفواه بعض أصدقائه ومعارفه في باتنة، وهو ما يستوجب حسب أحمد شنة على الباحثين والمؤسسات العلمية والثقافية المبادرة إلى نفض الغبار عن سيرة هذا الرجل، ويبحثوا عن مؤلفاته وآثاره، لجعلها في متناول الناس، قبل أن يعبث بها الزمن، مثل ما عبث بالكثير من الآثار والإنجازات في الماضي والحاضر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • بدون اسم

    والله كلما قرأت مذكرات مالك بن نبي وكلما مر على بن ساعي وأخيه تأخذني لوعة وحزنا لما ألا إليه الأخوين فأحدهما مات غريبا بالمغرب وكان أول مهندس زراعي جزائري وحمودة أعظم فيلسوف باعتراف بن نبي نفسه بفضله عليه وكيف إنتهت به الحياة في بلاده منسيا أه يا وطني كيف تنتهك حرمة العلماء فيك ويعظم ويوقر كل عربيد

  • بوحا

    يفترض أن يشرع الدكتور أحمد شنة في نفض الغبار على هذه الشخصية التي عاشت غريبة ورحلت غريبة ، خاصة وأنه عاصرها وجلس معها.

  • اسماعيل

    * كم تمنيت ان تحمل جامعة باتنه اسم هذا الفيلسوف الكبير
    * يااستاذ شنا في حدود علمي ان الكاتب و الاعلامي السيد فضيل بومالة قدوعد في حصة الجليس سنة1998 بالاهتمام باثار ومخطوطات المرحوم بن ساعي .لكن لم يحدث شيئا من ذلك.
    واصل البحث والاهتمام بهذه الشخصيةالكبيرة.شكرا

  • ناصر

    أكبر دليل على عدم تقدير العلم في الجزائر أن تقارن بين التعليقات على هذا المقال وباقي المقالات ... ربي يستر

  • بدون اسم

    ..دكتور......أما آن للخجـــل أن ينتحر ويحرق الى أن يصير رمادا ويرمى في البحر.......

  • fayçal

    والله مزال اتدكر الحصة التي قدمها فوضيل بومالة و هو على فراش الموت اي حمودة بن ساعي
    اندهشت عندما سمعت بانه فيلسوف وقلت في نفسي و نحن ندرس نضرية داروين بان الانسان اصله قرد
    لا حولى و لا قوة الا بالله نحن في عصر الردائة