الشروق العربي

أذكروا الجزائر بخير

ياسين فضيل
  • 1431
  • 1

مهما اختلفنا في “عقليتنا”، و مهما بلغت درجة الخلاف بيننا حول بلدنا الجزائر، يبقى هذا الوطن فوق الرؤوس و الرؤساء بعز عزيز أو بذل ذليل … و لن نرضى لأرضنا أن تطأها مرة أخرى أحذية “الرانجاس” أو من أحفادهم أو مواليهم أو حتى أذنابهم فالذين تركوا لنا الجزائر لنعيش فيها مع أبنائنا و بناتنا … لا نريد أن نحرجهم حتى و هم في قبورهم، هم اليوم تحت الأرض .. و نحن اليوم فوقها و ربما كثير منا يمشي على رفاتهم و هو لا يعلم ذلك ..

يكفي هذا الشعب ألما و حزنا ما عاشه مطلع التسعينيات، حينما سال الدم بين أخوين إثنين إلى أن صار الشعب يدفن المئات من القتلى، و كانت صلاة الجنازة وقتها أكثر من الصلوات الخمس في اليوم و الليلة، إذ منع الناس حتى من صلاة الجمعة أو صلاة الفجر.

و يذكر الجميع أن لا طعم ولا لذة و لارائحة في المناسبات الدينية و الوطنية التي مرت على الجزائر زمن العشرية الحمراء و حرم على الأخ زيارة أخيه و أمه و أبيه بعد الرابعة عصرا .

حدث كل هذا من أجل لعبة الكرسي التي تحولت إلى لعنة على الجزائر بأكملها.

 الآن و قد تبين الخيط الأبيض من الأسود في رابعة الربيع لا عذر لأحد منا أن يخطئ خطأ ثم يعض على يديه و يقول يا ليتني لم أفعل ذلك، ليتني كنت نسيا منسيا

إن حلول مشاكلنا يجب أن تبقى بيننا و لانفتح أذاننا للغرب الذي أصلا ينتظر متى تسقط الجزائر ليجهز عليها بسكينه.

أيها القارئ العزيز … ليس لنا وطن آخر .. و ليست لنا أرض أخرى، علينا جميعا أن نذكر الجزائر بخير و نحمد الله على ذلك، لأن بلدا بحجم قارة منذ 1962 و مافيا المال و السياسة يمصون ضرع الجزائر من خيراتها بدءا بفضيحة 26 مليار دولار مرورا بمال الخلفاء غير الراشدين ووقوفا عند الخليل شكيب ووصولا عند بارونات المخدرات …

جرى كل هذا في الجزائر و ما زالت واقفة على رجليها …

ألا يحق للجزائر أن تدون في كتاب غينيس لأرقام النهب و النهم و السرقة الموصوفة و غير الموصوفة .

لأجل ذلك … أصبح لزاما علينا بعد رفع راية التوحيد أن نرفع الآن راية الوحدة و التآخي و نلم شمل بعضنا و نغسل قلوبنا هذه المرة بدلا من وجوهنا ولو مرة واحدة في العمر، حتى يرجع الناس إلى ديارهم، و يعود الغريب إلى أهله مسرورا، وقد أمن على نفسه و عياله من أي خوف، حينئذ تصبح مساحة الجزائر يسير فيها الراكب طولا لا يخشى أي مكروه يصيبه إلا ما قد كتب الله له في كتابه، و يصير راعي الغنم لا يخاف على نفسه إلا من الذئب على غنمه.

مقالات ذات صلة