الرأي

أربعون سنة تيه!

عمار يزلي
  • 2845
  • 9

قرار وزارة الشؤون الدينية والأوقاف تغيير وقت صلاة الظهر بعد نحو 40 سنة من التوقيت الثابت، وإلحاق صلاة الظهر بالتوقيت النقال، لا نعرف بالضبط أين يصب وفي أيّ خانة يُدرج: هل هو إصلاح ديني لخطأ دنيوي، وهي طامة كبرى؟ أم أن الأمر يتعلق بدواعي عملية وسياسية ليتصادف موعد صلاة الظهر مع وقت الاستراحة بين الصبيحة والمساء، عوض أن تكون الصلاة في قلب يوم العمل، وهذا أيضا توجه براغماتي إصلاحي من شأنه تقليل الغياب عن العمل بدعاوى صلاة الظهر؟

نمتُ على وقع هذا الاستحداث الجديد، لأجد نفسي، وقدتلفت لي الرابعة، لا أعرف ماذا أفعل بعد 40  سنة من عمر صلاة في موعد محدد، صيفا وشتاء، فأنا مجبر الآن أن أرد الدين: فصلاتي كانت باطلة طيلة 40 سنة، وهذا بحكم فتوى جار سلفي لي، وأن حتى الصلاة الآن في التوقيت الجديد باطلة، لأننا لا نعرف الحق من الباطل ولا نعرف ماذا سيقولون لنا بعد 40 سنة؟ لهذا كل واحد يصلي وقت ما رشقت له.. والسلام، وبدأت أحسب بشكل عفوي عدد الأشهر خلال 40 سنة، وجدت أني لم أصلّ الظهر طيلة 480 شهر أي ما يعادل نحو 14 ألف و400 صلاة، أي ما يعادل 57 ألف و600 ركعة، كما حسبت معدل ما أقرأ في كل ركعتين، فوجدت أني خلال 40 سنة عليّ أن أقرأ المصحف كاملاً 11 مرة.

المشكل، ليس في توقيت صلاة الظهر، بل في كوننا لم نكن نصوم وقت الصيام، وكنا نفطر أحيانا في غير وقت الإفطار، فكان عليّ أن أحسب عدد الشهور التيأكلنا فيها رمضانبسبب سوء حساب، فوجدت بعد بحث في رزنامة التواريخ الهجرية أنه خلال 40 سنة، قد أكلنا على الأقل 24 يوما، عمداً، لأن بعض الدول كانت صامت قبلنا بيوم، فنحن نعرف أن الناس صيام، فيما نحن مفطرون! ومعنى هذا وحسب نفس الفتوى من جاري الأخ، فإنه عليّ أن أصوم على كل يوم أكلناه من أصل 24، شهرين متتابعين: معناه:1440 يوم، بدون انقطاع، أي 48 شهرا أي 4 سنوات متواصلة.

المشكل، أنه عندما أطلعت زوجتي عن المشكلة التي أتخبّط فيها، وكيف لي أن أرد الدين والتخربيطالذي يحدث، قالت لي وبشكل بريء: “وأنت وقتاش بعدا بديت تصلي؟ ياك غير هذه 10 سنين، وراك عاد ترد في الدين نتاع 40 عاما!”

 

وأفيق والآذان يؤذن: ياه! الظهر اليوم أذن متأخر شوية بزاف. (كانت صلاة العصر!).

مقالات ذات صلة