الجزائر
"الشروق" تنقل تصريحات بوفلكة للمحققين:

“أردت تدمير المرأة العارية كي أعوضها بتمثال أسد!”

الشروق
  • 14853
  • 44
ح.م

أمر قاضي التحقيق، لدى محكمة سطيف، الأربعاء، بإيداع المدعو أحمد بوفلكة البالغ من العمر 33 سنة، المتهم بتخريب جزء من معلم عين الفوارة بوسط مدينة سطيف، رهن الحبس المؤقت، إلى حين محاكمته المبرمجة يوم 16 أكتوبر الجاري. وأفاد مصدر موثوق لـ”الشروق “، بأن المتهم الذي يشتغل عون نظافة في بلدية بئر العرش، صرح خلال مراحل التحقيق، بأنه خطط منذ زمن لتخريب تمثال المرأة العارية الذي قال إنه يكرهه كرها شديدا.
كما أضاف المتهم، أنه كان يخطط لتدمير التمثال الذي وصفه بـ”المرأة العارية”، وتعويضها بتمثال لأسد، “لأن هذا أليق بمدينة سطيف بدل المرأة العارية التي تقابل المسجد العتيق” حسب قوله. كما أشار مصدرنا، إلى أن وكيل الجمهورية لدى محكمة سطيف، قبل تحويل المتهم على قاضي التحقيق، أمر بإجراء خبرة عقلية على المتهم، أثبتت أنه لم يكن في وعيه خلال قيامه بتخريب جزء صغير من مجسم المرأة الرخامية المنصوبة فوق معلم عين الفوارة باستعمال المطرقة. وفي ذات السياق، قال مصدرنا، إن شقيق المتهم صرح للمحققين، بأن أحمد المتهم بتخريب جزء من معلم عين الفوارة، يعاني من اضطرابات عقلية، وكان يعالج في مستشفى الأمراض العقلية بعين عباسة بسطيف.

أقارب “أبو مطرقة 2” يتحدثون إلى “الشروق”:
لا تلوموا أحمد.. إنه مختل عقليا وليست له أي خلفية!

صنع الاعتداء على عين الفوارة بمدينة سطيف الحدث وكثرت التساؤلات حول المعتدي الجديد الذي حاول تحطيم التمثال الرمز وخلفية هذه الخطوة التي تكررت مرتين في ظرف عشرة أشهر.
منفذ العملية يدعى أحمد بوفلكة، يبلغ من العمر 35 سنة، متزوج وأب لطفل حديث الولادة، يقطن ببلدية بئر العرش الواقعة شرق ولاية سطيف، التي زرناها فور وقوع الحادث فأرشدنا أهل المدينة إلى حي الشهيد عبد الرحمان فرطاس حيث يقطن أحمد في مكان يسمى في الوسط الشعبي بحي سركاجي وبالفعل الحي يشبه السجن بالنظر إلى تصميم السكنات المتزاحمة في شكل مثلث مغلق تتخلله مداخل ضيقة، فيه سكان يقطنون في الطابق الأرضي وآخرون في الطابق الأول وهي سكنات اجتماعية تحولت إلى مجمع شعبي قديم لا يكاد يؤوي إلا الفقراء، وهي حال عائلة أحمد التي تقطن في مسكن بسيط نشرت في واجهته الملابس بطريقة توحي بفقر العائلة. المنزل لم تكن فيه سوى الأم وزوجة أحمد التي أنجبت ولدا منذ شهرين فقط، فتعذر علينا الحديث مع الأم لكن ابن عم منفذ العملية أخبرنا بأن أحمد مريض ومعروف في بلدية بئر العرش بأنه يتعاطى المهدئات التي إن غابت عنه يدخل في حالة هيجان ويبدو أنها الحالة التي انتابته عندما اقترب من عين الفوارة فهجم عليها بالمطرقة على طريقة سابقه في تحطيم التمثال المدعو عباس. عم أحمد هو الآخر التقيناه فأكد لنا أن الرجل مريض عقليا وهذا معلوم عند الجميع وتنتابه من الحين إلى الآخر أزمات نفسية، وقد سبق لعائلته أن نقلته إلى مستشفى الأمراض العقلية بعين عباسة شمال ولاية سطيف.
ويقول محدثنا إننا كأقارب تابعنا الحادثة عند تداولها في الفايس بوك عبر الهواتف النقالة فلم نعرفه في البداية لكن بعد التمعن علمنا بأنه أحمد الذي لم نتوقع أبدا أن يقدم على هذا الفعل. بعض الجيران الذين التقيناهم كانوا في حيرة كيف تنقل أحمد من بئر العرش إلى سطيف على مسافة نحو 38 كلم من أجل الاعتداء على عين الفوارة، فرغم مرضه العقلي لم يعرف عنه الاعتداء على الناس وعلى العكس تماما هو يميل إلى الهدوء والانطواء. ولذلك يقول أقارب وجيران أحمد بصوت واحد لا تتسرعوا في الحكم على الرجل وتأويل الحادثة لأنه مريض ولا يعي إطلاقا طبيعة الخطوة التي أقدم عليها. كما يطلبون من الناس ألا يحكموا على الزي الذي يظهر به الذي لا يخفي أي توجه والدليل أنه لما هجم على عين الفوارة لم يكن يردد أي شعار وأبدى ترددا في الاعتداء على التمثال وفضل الدخول في شجار مع المواطنين. وكل الأقارب يشبهونه بعباس الذي اعتدى على عين الفوارة في شهر ديسمبر الماضي فهو الآخر من المترددين على مستشفى الأمراض العقلية ويعاني من إعاقة ذهنية بادية للعيان. فعباس وأحمد يشتركان في الاعتداء على عين الفوارة وفي المظهر والإعاقة الذهنية.

مقالات ذات صلة