أزمة سيولة تحاصر المواطنين بمراكز البريد قبيل العيد والدخول المدرسي
لاحت مجددا بوادر أزمة سيولة مالية، عبر مراكز البريد وشهدت عديد المراكز البريدية طوابير للمواطنين منذ الساعات الأولى لصباح أمس ما ينذر بتفاقم الأزمة مع اقتراب عيد الفطر بتزايد إقبال المواطنين على سحب أموالهم، رغم تطمينات وزير البريد وتكنولوجيات الاعلام والاتصال، موسى بن حمادي، الذي سبق وأن أكد بأنه لن تكون أزمة سيولة مع اقتراب عيد الفطر، لكن الأمور على أرض الواقع تنذر بأزمة حقيقية.
-
ولجأت عديد المكاتب البريدية على مستوى العاصمة، إلى تسقيف المبالغ التي يمكن للمواطن سحبها نظرا لنقص السيولة المالية، حيث كشفت جولة ميدانية لـ “الشروق” أمس عبر مراكز بريدية مختلفة، عن وجود بوادر أزمة حقيقية في السيولة، وهو ما وقفنا عليه أمس بمكتب البريد الرئيس ببلدية باش جراح، حيث عمد القائمون على هذا المكتب إلى تحديد المبلغ المالي الذي يمكن سحبه بـ 10 آلاف دينار جزائري أي مليون سنتيم في الساعات الأولى من صبيحة أمس لعدم توفر سيولة كافية ليتم رفع المبلغ على 20 ألف ثم 30 ألف في حدود منتصف النهار، وهذا بعد تزويد المكتب بمبالغ إضافية لكن سقف السحب حدد بـ 30 ألف لعدم كفاية المبالغ المتوفرة على مستوى المكتب.
-
نفس الشيء تقريبا عرفه مكتب البريد على مستوى حي الديار الخمسة ببلدية المحمدية، حيث شهد هذا المكتب طوابير منذ الساعات الأولى لافتتاحه أمس وامتدت إلى خارج المكتب حيث وجد العون المكلف بالتنظيم والمراقبة صعوبة كبيرة في السيطرة على الطابور الطويل، وعند استعلامنا عن السبب قيل لنا بأنه “لا وجود لسنتيم واحد على مستوى المكتب بإمكانكم الكشف عن الرصيد فقط عليكم الانتظار إلى غاية فترة ما بعد الظهر”، توجهنا إلى الموزع الآلي للأوراق النقدية فكان خاويا وقيل لنا بأنه لا يتوفر هو الآخر على سنتيم ولحد حيث أخبرنا العون لمكلف بالمراقبة بأن الأموال ستكون متوفرة بعد الظهر.
-
وعند عودتنا في حدود الساعة الواحدة لاحظنا تناقصا نسبيا في الطوابير البشرية لكن المكتب كان يعج بالمواطنين، حيث لجأت إدارة المكتب هي الأخرى إلى تسقيف المبالغ المالية التي بالإمكان سحبها وجعلها لا تتعدى مبلغ 20 ألف دينار أي 2 مليون سنتيم، سألنا إحدى الموظفات فقالت لنا “بإمكانكم سحب 2 مليون فقط” وأضافت “ماكانش الدراهم بزاف”.
-
ويطرح مشكل السيولة على مستوى العاصمة تساؤلات عديدة عما سيكون عليه الحال عبر باقي الولايات وفي الجزائر العميقة والمناطق النائية، خاصة وأن عيد الفطر صار على الأبواب، ويتزامن هذا العام كذلك مع الدخول المدرسي والاجتماعي واقتناء ملابس الأطفال والمصاريف المتعددة التي تطبع الدخول الاجتماعي عموما.