الجزائر
نجباء حرموا من رغباتهم الأولى وآخرون فضلوا المدارس العسكرية

أزمة طعون تخنق الجامعة والتحويلات مؤجلة

الشروق أونلاين
  • 4493
  • 0
ح. م

…هند حازت معدل 14.38 لكن خيارها في الرغبة الأولى ذهب أدراج الرياح لتجد نفسها في نفس التخصص الذي منح لحائز البكالوريا بمعدل 10. وفيصل شاب تحصل على بكالوريا شعبة هندسة الطرائق بمعدل 14 من 20 الكمبيوتر تجاوز رغبته الأولى التي دونها بالمدرسة العليا للإعلام الآلي والرياضيات ليجد نفسه في تخصص علوم المادة… تخصص جعله يودع طعنا معتبرا أن التوجيه قضى على طموحاته… حظ العلميين في هذه الدورة مع التخصصات الجامعية كان سيئا جدا… فهل منحت التخصصات حسب قرعة عشوائية وهل يتساوي في الجامعات الجزائرية من يتحصل على البكالوريا بدرجة جيد مع درجة مقبول؟

تستمر التسجيلات الجامعية وإن كانت نتائج التوجيهات أنصفت إلى حد كبير الأدبيين والحائزين بكالوريا لغات ومكنتهم من رغباتهم الأولى، فإن عددا كبيرا من الحائزين معدلات عالية فاقت 14 من 20 في تخصصات العلوم التجريبية والرياضيات وهندسة الطرائق وجدوا أنفسهم في تخصصات الدخول إليها بمعدل 10 من 20 وما ساوى بينهم وبين الحائزين البكالوريا بدرجة مقبول.

 

لا فرق بين درجة جيد ودرجة مقبول

وجهتنا الأولى كانت المدرسة العليا للأساتذة بالقبة التي تضم أغلب تخصصات المواد العلمية في التدريس إلى جانب الموسيقى. هذا التخصص الأخير الذي حدد الدخول إليه بمعدل 12 من 20، حيث التقينا بالطالبة صبيحة من ولاية البويرة التي دونت في رغبتها الأولى تخصص أستاذ تعليم ثانوي رياضيات وحازت البكالوريا بمعدل 13.98 غير أنها وجهت إلى رغبتها الخامسة وهي أستاذ موسيقى. صبيحة رضيت بهذا التخصص معتقدة أنه يضمن لها عملا مستقبلا كونه يدخل في سياق التدريس.

وعلى العكس من ذلك التقينا بوالد فريال الذي جاء ليودع طعنا كون ابنته حازت معدل 13.50 شعبة علوم تجريبية وحرمت من رغبتها الأولى أستاذ تعليم ثانوي مادة علوم لتوجه إلى التخصص الثاني بيولوجيا وهو التخصص الذي لم يرق لوالد فريال وعلق قائلا: …ابنتي اجتهدت طيلة السنة وتحصلت على بكالوريا بدرجة جيد لكنها وجدت نفسها في الجامعة مع من تحصلت على البكالوريا بدرجة مقبول؟؟؟

جولتنا الثانية كانت بجامعة الجزائر 03 وبالضبط بجامعة دالي إبراهيم حيث تجري التسجيلات الأولية للطلبة الجدد وجلهم من تخصصات العلوم البيولوجية وشعبة التسيير والاقتصاد وإن كان طلبة شعبة التسيير والاقتصاد جل التخصصات التي وجهوا إليها  تندرج ضمن رغباتهم الثلاث الأولى إلا أن العلميين أبدوا انزعاجهم من توجيههم إلى تخصصات لم يدرسوها في الثانوي على غرار مادة المحاسبة حيث التقينا بسيد علي وهو طالب تحصل على البكالوريا شعبة علوم تجريبية بمعدل 12.62 حيث كل التخصصات التي منحت لهم من قبل الكمبيوتر لم ترق له مما جعله يدرج تخصصات بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا لكنه وجه نحو تخصصه الخامس المتمثل في العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير وهو تخصص وصفه بالمتعب كونه سيكون مضطرا من جديد إلى دراسة مادة صعبة لا يفقه في أبجدياتها، تسمى المحاسبة، مما سيجعله في موقف ضعف أمام طلبة شعبة التسيير والاقتصاد كون هذا التخصص درسوه لسنتين في التعليم الثانوي؟

أما بكليات العلوم الإنسانية فكان حظ الأدبيين وافرا في الحصول على أغلب رغباتهم الجامعية الأولى لدراسة الحقوق والصحافة والعلوم السياسية ممن تحصلوا على البكالوريا بمعدل مقبول في حين لم تلب رغبات بعض المتفوقين ممن حصلوا على البكالوريا بمعدل 13 من 20 للظفر بتخصص أستاذ تعليم لغة إنجليزية مكتفيا يتخصص أستاذ تعليم لغة عربية.

وما لاحظناه أيضا رغبة الكثير من الحائزين بكالوريا العلوم التجريبية في دراسة تخصص لغة إنجليزية حيث فضلت إسمهان، حائزة بكالوريا شعبة علوم تجريبية بمعدل 14.12، دراسة تخصص اللغة الإنجليزية.

 

أزمة تحويلات تلوح في الأفق

حددت وزارة التعليم العالي انطلاق فترة التحويلات بشهر سبتمبر المقبل للراغبين في تغيير وجهة التخصص وأغلقت فترة الطعون بالنسبة إلى الطلبة الذين لم تلب لهم رغباتهم. وبلغ عدد الطعون أكثر من 7000 طعن جلهم من الطلبة الذين لم تلب لهم ولا رغبة من الرغبات العشر. مع العلم أن نسبة عدد الطلبة الذين لم تلب لهم ولا رغبة من الرغبات العشر حددت بـ 04 بالمائة أي ما يعادل 14 ألف طالب لم يتحصلوا على أي رغبة من رغباتهم العشر.

وجاءت النسبة الكبرى منهم من نصيب طلبة شعبة العلوم التجريبية ثم هندسة الطرائق. هذا، وتلوح في الأفق أزمة تحويلات ستخنق الجامعة وتعرقل مسار الدخول الجامعي.

مقالات ذات صلة