الشروق العربي
زوجات يصرخن:

أزواجنا يقاطعون أهالينا ويفرضون علينا القطيعة معهم فماذا نفعل؟

صالح عزوز
  • 5127
  • 9
بريشة: فاتح بارة

 تنتشر ظاهرة القطيعة بين الأقارب في مجتمعنا بشكل كبير، فلا تستغرب حين يحدثك أحدهم عن كونه لم يلتق بأخيه أو أخته منذ عقد من الزمن.. غير أن ما نلاحظه اليوم، كذلك، هو انتشار ظاهرة أخرى، تشتكي منها الكثير من الزوجات، حيث تكون هذه القطيعة مفروضة عليهن، ولسن مخيرات فيها، بحيث إن الزوج يرى أنه بما أنه يعادي أهلها، تصبح هي معنية بالقطيعة آليا، باعتبارها زوجته، وهو ما تعتبره الكثير من الزوجات إجحافا في حقها، وظلما من زوجها.. فما دخلها في ما حدث بينه وبين أهلها، إذ لا يمكن أن تعاقب بأثر رجعي من طرفه.

هي صرخة الكثير من الزوجات اليوم، حيث فرضت عليهن قطيعة أهلها، لأن زوجها في عداء معهم، ولا يقتصر فقط على أسرتها الصغيرة، بل يتجاوز الأمر عند بعض الأزواج إلى الأسرة الكبيرة لها، من عمة وخالة وأعمام، وهو ظلم وجور في حقها، كما تصرح به العديد منهن، فلا يمكن بحال من الأحوال أن تكون تابعة لزوجها، حتى في عدائه مع أقاربها، ولا يهمها الأمر، إذ لا ينبغي أن يتعدى إليها الأمر، ويبقى بينه وبينهم.. فما دخلها هي فيه.. لكن في المقابل، لا يسمح لها بأن تكون عدائية مع أهله، سواء أسرته الصغيرة أم الكبيرة، ويحتم عليها التواصل معهم، حتى ولو كان هو في عداوة معهم، وهو في اعتقاد الزوجة أنانية منه، فكيف يقبل لها بما لا يرضاه لنفسه.

تروي الكثير منهن قصصا غريبة، لأزواج فرضوا عليهن القطيعة، بل وخيروهن بينهم وبين أهاليهن، ووصلت الحال إلى أن أقسم العديد منهم، على أنها لو تعصي أمره سوف يطلقها.. وللأسف، فإن أغلبهن يخضعن إلى أوامرهم، حين يجدن أنفسهن في مفترق الطرق، ويكون خيارهن صعبا بين الأهل والوالدين، وبين الأولاد واستقرار الأسرة، في حضرة زوج متعنت، يرى أن الزوجة تابعة له في كل ما يقوله وكل ما يفعله، حتى ولو كان الأمر يتعلق بقطع صلة رحم.

الغريب، أن الكثير من المشاكل التي تكون بين الزوج وأهل زوجته أو صهره، تكون في الغالب، مشاكل تافهة لا معنى لها، غير أن الضريبة تكون قاسية، ومن يدفعها هو الزوجة المسكينة، فلا تعجب حين تجد الكثير منهن لم يزرن أهلهن حتى في وفاة فرد من أفراد العائلة. وهو أمر مفزع، إلا من قررت اتخاذ قرار صعب، وهو كسر هذا التعنت وتحمل النتائج بعدها، والكثير من الزوجات لم يزرن أخواتهن حتى في الأعياد، والسبب هو سوء تفاهم بين زوجها وزوج أختها، أو العداوة التي تكون بين أخي الزوجة وزوجها، ربما من أجل دين أو معاملة أو قرض مالي، وتصل الحال إلى عدم التواصل معه حتى في المناسبات، ويفرض على زوجته في نفس الوقت، القطيعة مع أخيها، لهذه الأسباب التافهة، التي تكون قاسية على الزوجة.

ربما تكون حالات شاذة في المجتمع، لكنها من القضايا والظواهر الاجتماعية التي أخذت حيزا كبيرا في العلاقات بين الأفراد في مجتمعنا، وأصبحت من بين الأسباب التي توقع العداوة والبغضاء التي توصل حتما إلى قطيعة دون تاريخ صلاحية، وقد يموت الواحد منهم وهو يحمل هذه العداوة إلى الدار الأخرى.

مقالات ذات صلة
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!