الشروق العربي
يعتبرونهن ناقصات ومصدرا غير محتمل للإنفاق المالي

أزواج يطلقون زوجاتهم بسبب السرطان

راضية حجاب
  • 5313
  • 7
فاتح بارة
ظاهرة التخلي عن الزوجة المصابة بالسرطان

لا تتوقف مأساة بعض المصابات بالسرطان -خاصة سرطان الثدي- عند عتبة العلاج الكيماوي وما يصاحبه من مضاعفات، وإنما يتعدى للتهميش الاجتماعي والعزلة المفروضة عليهن من قبل المقربين والتي كثيرا ما تكون خاتمتها الطلاق والتملص من واجب المساندة، الأمر الذي جعل أكثر من 700 محام يتجند للدفاع عنهن أمام محاكمنا.

ثماني سنوات زواج تكللت بإنجاب بنتين وولد، انتهت باستدعاء لجلسة طلاق وصل السيدة “نسيمة” إلى منزلها وهي تخضع للعلاج الكيماوي بمركز “بيار وماري كوري” بالعاصمة، والسبب حسب ما قاله زوجها خلال جلسات الصلح أنه يريد زوجة أنثى تمتعه، لا زوجة مشوهة، الأمر الذي حزّ في نفسيتها كثيرا -تقول- وهو ما جعل القاضي يوبخه بشدة، غير أنه تمسك بقراره وطلقها قبل سنة من الآن.

وتؤكد “سجية” 45 سنة، مصابة بسرطان الثدي أن زوجها طلقها بعد زواج دام 15 سنة، وأعاد الزواج بحجة أنه لن يستطيع مجاراة مرضها ومتطلباته المادية، مشيرة إلى أن هذا الأمر أثر في نفسيتها كثيرا وجعلها تنتكس، خاصة وأنها وقفت إلى جانبه مرارا ولم تتركه في أحلك الظروف، مضيفة أنها سرعان ما استجمعت قواها وقررت المقاومة لأجل ابنتيها، بعد ما تجرد والدهما من مشاعره ورمى بهما رفقتها إلى الشارع وامتنع عن دفع النفقة.

الخالة “نجية” 55 سنة، بدأها المرض بآلام خفيفة وورم لمفاوي على مستوى الكتف لينتقل للثدي وخضعت لاستئصاله هذه السنة قبل ثلاثة أشهر، تفاجأت بزوجها يطلقها دون سبب بعد 32 سنة زواج، لأنها –حسبه- لم تعد امرأة كاملة وستتعبه في أيامه القادمة.

وفي ذات السياق، تقول “سامية قاسيمي” رئيسة جمعية “نور الضحى” لمساعدة مرضى السرطان، أن المئات من الجزائريات يتعرضن للإهمال من طرف أزواجهن بعد إصابتهن بسرطان الثدي، مشيرة إلى تعرض هذه الفئة للنبذ والإهمال، وكثيرا ما تجدن أنفسهن في مراكز للإيواء.

9 آلاف حالة إصابة سنوية

يقول البروفسور “فريد شربال” المتخصص في علم الوراثة إن الجزائر تسجل كل سنة “تسع إلى عشرة آلاف إصابة بسرطان الثدي” تؤدي 3500 منها الى الوفاة، وتقول “آسيا موساوي” الطبيبة المختصة في أمراض السرطان إن المعتقدات الخرافية في المجتمع عن مرض السرطان بأنه معدٍ، هو ما يجعل الزوج يطلق زوجته المريضة، موضحة وجود حالات طلاق المصابات بالسرطان، وخاصة سرطان الثدي.

الإسلام بريء من هؤلاء

يرى الإمام “محمد” أن مثل هذه التصرفات ناجمة عن ضعف الوازع الديني والثقة بالله، مؤكدا براءة الدين الإسلامي منها، خاصة وأنه دين سمح، يدعو للتكافل والتآزر والوفاء، خاصة بين الأزواج الذين جعل الله بينهم مودة ورحمة، فأين ذهبت الرحمة أمام ابتلاء الله؟ مضيفا أن معادن الرجال تختلف.

مقالات ذات صلة