الجزائر
تجاوزات في امتحان الترقية بقطاع التربية

أساتذة “يغشّون” بهواتفهم للفوز بمنصب مدير مدرسة!

نشيدة قوادري
  • 4751
  • 23

سجلت مختلف مراكز إجراء الامتحانات المهنية للترقية ومسابقات التوظيف الخارجي للالتحاق بإحدى الرتب الإدارية بقطاع التربية، غيابات بالجملة وسط المترشحين والأساتذة الحراس على حد سواء، حيث شهد مركز إجراء واحد بالجزائر العاصمة نسبة غياب بلغت 21 بالمائة، بالمقابل وحسب بعض الشهادات، تورط بعض الأساتذة الذين ترشحوا لمسابقة مدير مؤسسة تربوية في ممارسة الغش باستخدام هواتفهم النقالة.

وفوت مترشحون فرصة اجتيازهم الامتحانات المهنية الداخلية للترقية أو لمسابقات التوظيف الخارجية لافتكاك منصب إداري في أإحدى الرتب الإدارية، لأسباب تبقى مجهولة لحد الساعة، فيما أرجع مؤطرون ممن تحدثت إليهم “الشروق”، سبب العزوف إلى العدد الهائل للممتحنين الذي سجلوا أنفسهم للمشاركة، حيث بلغ عددهم الإجمالي 180500 مترشح وطنيا للتنافس على 14 ألف منصب عمل، الأمر الذي سيقلص حظوظهم في النجاح وبالتالي افتكاك منصب مالي، حيث سجلت مختلف مراكز الإجراء غيابات بالجملة وسط الممتحنين.

كما ضبط الأساتذة الحراس بمراكز إجراء الامتحانات المهنية الداخلية للترقية في الرتب الإدارية، بعض الممتحنين الذين شاركوا أمس في المسابقة الخاصة برتبة مدير مؤسسة تربوية، متلبسين بممارسة الغش باستخدامهم لهواتفهم النقالة الذكية، فيما تورط آخرون في ممارسة الغش التقليدي، أين تم ضبطهم متلبسين بتبادل أوراق الإجابات فيما بينهم، الأمر الذي أثار استياء وسخط القائمين على وزارة التربية الوطنية، على اعتبار أن الأمر يدعو إلى الخجل والسخرية في آن واحد، لأن الامتحان يخص فئة الأساتذة “مربي الأجيال” الذين سيترقون إلى رتبة “مدير” في حال نجاحهم وستتضاعف مسؤولياتهم البيداغوجية والإدارية في آن واحد.

كما سجلت مراكز إجراء أخرى غيابات كبيرة وسط الأساتذة الحراس، بسبب تواجد الأغلبية منهم في عطلة خارج ولاياتهم وبالتالي تعذر عليهم الالتحاق بمراكز الإجراء في الوقت بدل الضائع. في حين أن هناك فئة أخرى من الأساتذة قد تغيبوا بسبب مشاركتهن في المسابقة نفسها للترقية، خاصة في رتبة مدير مؤسسة تربوية في أحد الأطوار التعليمية الثلاثة “ابتدائي ومتوسط وثانوي”، أو في رتبة مفتش تربية وطنية في أحد التخصصات الثلاثة “إدارة، مواد وتغذية مدرسية”، الأمر الذي دفع برؤساء مراكز الإجراء إلى اتخاذ إجراءات استعجالية لمعالجة الموقف عن طريق الاستنجاد بأعوان الإدارة لتغطية العجز المسجل، على اعتبار أن العملية تستوجب تسخير حارسين اثنين بكل قاعة امتحان لإضفاء أكثر شفافية على هذا النوع من المسابقات.

وعبر مؤطرون ببعض مراكز الإجراء عن سخطهم واستيائهم من ظروف العمل السيئة المحيطة بهم، مؤكدين بأنهم التحقوا بمراكز إجراء مكيفاتها الهوائية معطلة دون توفير أدنى الشروط من مياه وغيرها من وسائل الراحة.

واجتاز المترشحون أمس الثلاثاء الاختبارات الكتابية في مادتين اثنين، باستثناء المديرين والمفتشين الذين اجتازوا ثلاثة اختبارات، فيما سينطلق التصحيح اليوم الأربعاء باعتماد نفس الإجراءات المطبقة في امتحان شهادة البكالوريا، ليتم تسليم النتائج لمراكز التجميع للإغفال قبل الإعلان عن قوائم الناجحين مطلع شهر أوت المقبل كأقصى تقدير.

مقالات ذات صلة