الجزائر
جمعية أولياء التلاميذ تطالب بالتحقيق العاجل

أساتذة يقدّمون دروسا خصوصية في الخفاء وبأسعار ملتهبة

آمال عيساوي
  • 6536
  • 39
الشروق أونلاين

عادت الدروس الخصوصية لتظهر من جديد بقوة بعدما توقفت لأزيد من شهرين متتالين عند الأساتذة والتلاميذ على حد سواء بسبب إجراءات الحجر الصحي ووباء كورونا المنتشر، لكن هذه المرّة لم تبق على حالها بل تغيرت وصارت في سرية تامة داخل البيوت وفي أقبية العمارات وكذا مرآب السيارات وبأسعار ملتهبة وصلت سقف 25 ألف دينار للتلميذ في المادة الواحدة.

بعد قرار رئيس الجمهورية القاضي بتحديد تاريخ اجراء امتحانات شهادتي “البيام” وكذا البكالوريا إلى شهر سبتمبر المقبل، سارع الكثير من الأولياء للبحث عن أساتذة الدروس الخصوصية لتدريس أولادهم المقبلين على اجتياز امتحانات الشهادتين السالفتي الذكر، هؤلاء الذين استغل بعضهم الموقف لصالحه وراحوا يضعون شروطا خيالية من أجل الموافقة على تقديم دروس الدعم للتلاميذ من خلالها فرض تقديم دروس لمجموعة معينة من التلاميذ في نفس الوقت وليس لكل تلميذ بمفرده، لكن السعر يكون مرتفعا بحجة الظروف الاستثنائية التي يمرون بها بسبب الحجر، وكذا عدم توفر وسائل النقل لدى بعض الأساتذة جعلهم يطلبون من أولياء التلاميذ توفير النقل لهم من أجل التنقل لتدريس أولادهم في البيوت وأقبية العمارات والمآرب، ولأن الأولياء ليس لديهم حلولا أخرى أجبر الكثير منهم على الرضوخ لأوامر وشروط هؤلاء الأساتذة والقبول بجميع طلباتهم وحتى ما تعلق منها بالأسعار التي ارتفعت إلى الضعف، وكأن الدروس الخصوصية تجارة مُربحة بالنسبة لهم.

من جهتهم عبّر بعض الأولياء في حديثهم مع “الشروق”، أنّ هناك بعض الأساتذة رفضوا تقديم دروس الدعم للتلاميذ بسبب إجراءات الحجر وخوفا من انتشار العدوى، في حين أنّ هناك أساتذة أطلقوا عروضهم في الفايسبوك حول إمكانية تقديم دروس الدعم والتنقل إلى المنازل، وأضاف محدثونا، أنهم وضعوا شروطا شبه تعجيزية من أجل تدريس التلاميذ في هذه الظروف، بدءا بتوفير النقل ذهابا وإيابا، وتوفير كمامات وقفازات لهم ومكان إجراء الدروس ورفع الأسعار مع جمع كمية معتبرة من التلاميذ كشرط أساسي، كما ذكر الأولياء أنهم أجبروا على الموافقة على هذه الطلبات من أجل نجاح أبنائهم الذين انقطعوا عن الدراسة منذ ما يقارب ثلاثة أشهر، وسيبقون في انقطاع تام إلى غاية وصول موعد الامتحانات، وفي رأيهم فإنّ أولادهم سينسون كل ما درسوه إن لم يداوموا على المراجعة اليومية وبالنسبة لهم الدروس الخصوصية هي الحل الوحيد الذي سيمكنهم من النجاح والحصول على شهادتي “البيام” و”البكالوريا” باعتبارهما سيقامان في ظروف استثنائية.

وقد اتصلنا برئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ أحمد خالد الذي صرّح في حديثه مع “الشروق”، أنّ الدروس الخصوصية ممنوعة منعا باتا في ظل هذه الظروف الاستثنائية، مؤكدا أنهم تلقوا عديد الشكاوى من قبل أولياء التلاميذ عن الأساتذة الذين يقدمون دروس الدعم بشروط تعجيزية، رغم إجراءات الحجر الصحي وتوصيات الحكومة ووزارة التربية، وصرّح خالد، أنه سيقدم تقريرا مفصلا للوزارة الوصية عن هذه التجاوزات، مطالبا الأخيرة بفتح تحقيق معمق لكشف هؤلاء الأساتذة الذين تجاوزوا إجراءات الحجر وخاطروا بحياتهم وحياة التلاميذ لأجل المال، معتبرا أنّ ما يقومون به تصرف غير واع ولا يمت بأي صلة لأخلاق الأساتذة التي من المفروض أن تكون مسؤولة، وأضاف محدثنا، أنّ الأولياء أيضا يتحمّلون جزءا من المسؤولية لأنهم خالفوا توصيات رئيس الجمهورية التي أمر فيها بإلزامية القيام بالحجر الصحي والابتعاد عن أي نوع من أنواع التجمعات، وراحوا يبحثون عن أساتذة لتدريس أولادهم في هذه الظروف، وأضاف أن الأسئلة لن تخرج عن نطاق ما درسه التلاميذ، وهذه السلوكيات، حسبه، خاطئة، لأن الوزارة الوصية ستعمل على تقديم أسئلة بسيطة من ضمن الدروس التي قدمت للتلاميذ، وطالب أحمد خالد من الوزارة أن تبذل مجهوداتها لمنع هذه التصرفات وتحيل الأساتذة والأولياء الذين تجاهلوا تعليمات الحكومة على العدالة.

مقالات ذات صلة