الجزائر
في ظاهرة تعكس انتشار ثقافة "الاتكالية" و"السطو"

أساتذة ينسخون اختبارات الإنترنت ويمتحنون فيها تلاميذهم!

كريمة خلاص
  • 3266
  • 7
أرشيف

يبدو أن ثقافة “الاتّكالية” و”السطو” على مجهودات الغير لم تعد حكرا على بعض التلاميذ، وإنما امتدت إلى بعض الأساتذة الذين باتوا أكثر استنساخا لنماذج الفروض والاختبارات المطروحة على الإنترنت ليمتحن فيها تلاميذهم دون أدنى إضافات أو لمسات خاصة، حتى أن منهم من يكررها بأخطائها وهفواتها.

ويؤكّد في هذا السّياق عديد أولياء التلاميذ امتحان أبنائهم في نفس النماذج التي سبق لهم استخراجها من مواقع الدراسة على الإنترنت أو من بعض الصفحات الفايسبوكية وراجعوا فيها لأبنائهم، وفق ما وقفوا عليه أكثر من مرة.

والأدهى من ذلك هو أن تلك التمارين تكون بنفس المعطيات والأسماء دون إجراء أي تعديل أو تغيير، حيث يعود التلميذ إلى والديه مستغربا و”مسرورا” لقد امتحنت في نفس الاختبار أو الفرض الذي أنجزناه في البيت!..

وكشف انغماس الآباء بشكل كبير في متابعة ومراجعة المقرّر الدراسي لأبنائهم عن زلاّت كبيرة لبعض الأساتذة “الاتكاليين” في جميع المستويات الابتدائية والمتوسطة والثانوية عرّت “عوراتهم” وكشفت حجم التطفل على مجهودات غيرهم، في شكل متناقض وصارخ للقيم التي تدرس في المدرسة والتي يفترض أن يكون الأستاذ فيها القدوة الأولى والأساسية، غير أنه تحوّل إلى “مجتر” لمجهودات غيره.

ومن الأساتذة أيضا من يحاول التمويه فتجده يقص تمرينا من اختبار معين وتمرينا آخر من اختبار آخر ليجمع “كوكتالا” ويقدم مادة علمية لم يتعب ولم يجتهد فيها، فتتحوّل التكنولوجيا في مثل هذه الحالة إلى معول هدم لعقول الأساتذة قبل عقول التلاميذ، وعوض أن تفتح عقولهم على آفاق جديدة تحصرهم وتحد من إبداعاتهم في نطاق ضيق جدا.

وفي هذا السياق أوضح بن زينة رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ أنّ الظاهرة تعكس مشكل نقص تكوين كبير للأساتذة وإفراطهم في استعمال الإنترنت والكتب شبه المدرسية والحوليات في إعداد نماذج فروضهم واختباراتهم.

وأضاف المتحدث أن هذا الأمر سيفرز مشكلا آخر يتمثل في عدم تكافؤ الفرص خاصة بالنسبة لمن لا يمتلك الإنترنت والإمكانيات لاقتناء الكتب أو توفير الإنترنت.

ودعا ممثل أولياء التلاميذ مفتشي التربية ومن خلالهم وزارة التربية إلى منع هذه التجاوزات والتصدي لها عن طريق المراقبة والمتابعة ووضع آليات لكشفها ومعاقبة مرتكبيها.

مقالات ذات صلة