الدكتور نزار ريان
أسد فلسطين، الباحث عن الشهادة
نزار أول القادة ارتفاعاً، وأكثرنا حياة… مفعمٌ بالحياة الشهيدُ… نعم دخلها هذه الحياة رغماً عنه، ولكنه يختار لحظة الخروج منها…فـأيُّ حياة أعظم وأرقى وأطيب من مثل هذه الحياة؟ وهنا تكمن عظمة الشهادة، أنها اختيار لحظة الارتقاء، لأنها بالاختيار تصبح ارتقاءً لا موتاً…يقول للنظام العربي، الذي وقف يتفرج على أنهار الدماء في غزة: لماذا تخافون؟! أعلينا تشفقون؟! نحن لسنا كذلك فارحلوا عنا، ودعونا نواجه أقدارنا، نرجوكم لا تخافوا علينا، ولا تشفقوا علينا، فقط ارحلوا، وخذوا كل الأموال، وكل النفط، وعيشوا حيث تحبون، وتنعموا بالمال، فقط ارحلوا ودعونا.
-
-
-
-
وكأنه كان على موعد، فاتصل يودِّع …
-
-
-
أمس مساءً اتصل معي فضيلة الدكتور الشيخ نزار ريان قال:
-
““، ثم ذكر أموراً لعلكم قرأتموها فيما نُشر اليوم. أراد أن يطمئن الأمة فقال بعدما سألته عن الأخوة: ““.
-
كل القيادات بخير؟! فأنت الآن ـ كما أحسبك ـ بخير، فقد نلتَ ما تريد، فترجـلت صاعداً، وأظنك غير آسف على حياتنا، إن صح أن نسميها حياة! وإن تأسف فعلى ساعةٍ تقضيها بين تلاميذك من الأسود، أو على فرصة تجاهد فيها أعداء البشر.
-
-
نزار ريان الذي عاش أياماً طويلة بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يشرح صحيح مسلم، وقد أتمَّهُ قبل فترة وجيزة. وقبل ذلك قضى أغلب حياته بصحبة الحبيب إذ تخصص بالحديث النبوي الشـريف وعلومه، وقد كنا نردد أيام الطلب قول الشاعر:
-
-
فلعلك الآن بصحبته صلى الله عليه وسلم في عليين، أسأل الله لك هذه المنزلة، جمعنا الله وإياك بالحبيب صلوات ربي وسلامه عليه كما جمعـنا به في الدنيا من خلال حديثـه صلى الله عليه وسلم.
-
نزار ريان كان يتعرض للشهادة، اتصل بي مرة، قال: ““. لقد كان يغذي فكرة الأكفان البشرية ويقف في مقدمة الناس ملتفاً بكفنه. فللّه أبوه .. طلبها بإلحاح فنالها أخيراً. وكأن الله سبحانه يصطفي للمقامات العلية الأرواح الزكية.
-
نزار أول القادة ارتفاعاً، وأكثرنا حياة… مفعمٌ بالحياة الشهيدُ… نعم دخلها هذه الحياة رغماً عنه، ولكنه يختار لحظة الخروج منها…فـأيُّ حياة أعظم وأرقى وأطيب من مثل هذه الحياة؟ وهنا تكمن عظمة الشهادة، أنها اختيار لحظة الارتقاء، لأنها بالاختيار تصبح ارتقاءً لا موتاً.
-
نزار يقول لكل المتخاذليـن إياكم أن تتحدثوا باسـمي، إياكم أن تطلقوا اسمي على شارع، نزار يقول لهؤلاء، للراقصين على آلام أمتنا:
-
-
يقول للنظام العربي، الذي وقف يتفرج على أنهار الدماء في غزة، والذي لم يجرؤ إلى الآن على التصريح بالعداء للعدو، ولم يتفق على عقد مؤتمر يشجب فيه ويولول، فقط يشجب ويولول!
-
يقول: لماذا تخافون؟! أعلينا تشفقون؟! نحن لسنا كذلك فارحلوا عنا، ودعونا نواجه أقدارنا، نرجوكم لا تخافوا علينا، ولا تشفقوا علينا، فقط ارحلوا، وخذوا كل الأموال، وكل النفط، وعيشوا حيث تحبون، وتنعموا بالمال، فقط ارحلوا ودعونا.
-
وأنا أقول لنزار، كما قال أحمد مطر لصديقه ناجي العلي
-
-
-
-
-
-
سامحك الله يا نزار، لماذا كنت تعرِّضُ نفسك، ولم تأخذ حذرك؟ هلا متعتنا بنفسك؟! نعم الموت حق، لكن الحق ألا نعرض أنفسنا للقتل، خاصة وأنك لست أي أحد ـ وكل أحد مهم ـ لكن حاجة الناس للعلماء العاملين لا تعلها حاجة. سامحك الله ورحمك وتقبلك في الشهداء، أسأل الله أن يجمعنا وإياك في مستقر رحمته، وأن يجعل في إخوتك خلفاً لك.
-
-
-
-
وإنا مع الله في موعد
-
-
عن مجلة العصر الإلكترونية