جواهر
تريد البروز في مسرح الأطفال والمشاريع الخيرية

أسماء بوحريق.. شابة بحجم دمية

صالح سعودي
  • 14517
  • 12

تتمتع أسماء بوحريق بشعبية كبيرة في مدينة باتنة بالنظر إلى العديد من المواصفات التي تميّزها، فبرغم أنها تعد حالة استثنائية في عاصمة الأوراس بسبب أن جسمها بحجم دمية رغم أنها دخلت سن العشرين، إلا أن ذلك لم يمنعها من لفت الانتباه وتجاوز هذه الإعاقة، حيث تتعامل مع الأمور بصورة عادية وتلقائية وأحيانا بكثير من الجدية، ما يعكس بداهتها ورجاحة عقلها، الناجمة عن حسن تواصلها مع الجميع، ما جعلها تفكر بمنطق الكبار، وهو الأمر الذي أكسبها شعبية مادام أنها معروفة لدى الكثير من سكان باتنة خلال فترة تمدرسها التي لم تدم طويلا أو بمناسبة خرجاتها الميدانية مع أفراد عائلتها في الأحياء ووسط مدينة باتنة.

أسماء بوحريق من مواليد 29 جوان 1994 بباتنة، يجمع أفراد عائلتها على تكامل شخصيتها ومرحها، ما جعلها محبوبة في جميع الأوساط ومختلف شرائح المجتمع، وقد خاضت أسماء تجربة في الدراسة الابتدائية بعد التسهيلات المقدمة لها، إلا أن مسيرتها في ابتدائية “فطيمة جغروري” لم تدم طويلا بسبب صغر أناملها، وهو ما صعّب لها مهمة التحكم وترويض القلم، في الوقت الذي اقتنع بعض الذين سهروا عليها أن حالتها تتطلب تمدرسا خاصا مادام أنها لا تستطيع مواكبة تمدرس التلاميذ العاديين.

وتعاني أسماء بوحريق من خلل في نمو الجينات حسب تقارير الأطباء الذين تابعوا حالتها الصحية، وهو ما حال حسبهم دون مواصلة نموّ جسمها بشكل طبيعي، بدليل أن عمر العظام لم يتجاوز 8 سنوات، فيما بلغ سنها الحقيقي 20 عاماً، كما أن أسنانها الحليبية سرعان ما تساقطت في السنوات الأخيرة دون أن تنمو لها أسنانٌ أخرى بديلة وهو ما اضطرَّها إلى المتابعة لدى طبيب أسنان لتركيب طاقم أسنان.

ورغم الصعوبات التي تواجهها أسماء بوحريق من ناحية ضعف النمو وصغر أناملها وتساقط أسنانها الحليبية دون أن تخلف بأسنان أخرى، إلا أنها لا تشكو من أي عقد أو متاعب نفسية، حيث تعيش حياتها بصورة عادية وسط عائلة متواضعة ومتفهّمة تسعى إلى تسهيل مهمتها ومواكبة متطلباتها اليومية والاستعجالية، بدليل نقلها قبل 10 سنوات إلى العلاج بمستشفى عين النعجة بالعاصمة وتم تحويلها إلى فرنسا بفضل تجنّد البعض من أصدقاء العائلة والمقربين إليها، بينما أثنى عمها نبيل بوحريق على التسهيلات المقدّمة لها من طرف السلطات المحلية التي منحت لها سكنا اجتماعيا رفقة عائلتها الكبيرة في المدينة الجديدة “حملة 1” لتتجاوز مشكل ضيق المسكن القديم، ما جعل عائلة أسماء تشيد بوقفة عدة أطراف منهم “ناصر مانع” الذي نقل انشغالات العائلة لدى عدة جهات والسيدة “صونيا مقرة” التي تكفلت بمتابعة القضية لدى مصالح الولاية إضافة إلى جهود الوالي الحالي والسابق ورئيس الدائرة السيد صحراوي.

من جانب آخر، يطمح عمّها نبيل بوحريق إلى إيجاد منصب شغل لها يجعلها تتمتع بالاستقلالية المادية وتلبية مختلف حاجياتها خاصة في ظل المدخول المادي المتواضع لوالدها، حيث قدّم العديد من المقترحات إلى متعامل الهاتف النقال (نجمة أوريدو وموبيليس وجيزي) وبعض المؤسسات التي يمكن أن تبرز فيها أسماء بوحريق بشكل فعّال في مجال الدعاية والإشهار والنشاطات الخيرية والتوعوية، خاصة أنها تجيد التواصل وتبليغ الفكرة بفضل موهبتها بمقابل مادي لتلبية مختلف متطلباتها.

وقد دعا محدثنا إلى استثمار هذه الموهبة في إطار فتح فضاء خاصّ بهذه الشريحة لمساعدتها معنويا وماديا وإعطائها فرصة للعطاء دون الانتقاص منها ومن وضعيتها، مضيفاً أنه يحمل مشروعا متكاملا ومستقبليا يمكن أن يكون طفرة في طريقة التعامل مع هذه الشرائح الخاصة وطنيا ودوليا، وأكد عم أسماء بوحريق أنه واثق من قدراتها لتكون ممثلة بامتياز في مجال الاتصالات بمختلف وسائطها وفي مجال الرياضة والروح الرياضية وفي مجال تنشيط مسرح الأطفال خاصة أنها لها القدر في تقمص أدوار تسمح بمنح إضافة مهمة في هذا الجانب.

مقالات ذات صلة