أسماء سليم: القمع وراء اندلاع الثورة والقذافي رفع رأس الليبيين بالخارج

هي فنانة ليبية من أم جزائرية.. غنت لثورة 17 فبراير “ليبيا نادت”، و”لا شرق ولا غرب”، و”ارفع راسك فوق أنت ليبي حر” قبل أن تعلن ندمها الشديد على الغناء لثورة بلدها.إنها الفنانة أسماء سليم التي تبوح في حوارها مع “الشروق العربي” بالكثير من المكنونات، وعن أعمال قادمة ستجمعها بالفنانة فلة عبابسة وعبدو درياسة وكادير الجابوني وغيرها من الأخبار، تابعوا…

** بداية، لو تعّرفين نفسك لقراء “الشروق العربي” ماذا تقولين؟

– أسماء سليم، فنانة ليبية من أم جزائرية، درستُ وتربيت في ليبيا حتى بلوغي السابعة عشر من عمري، حيث سافرت بعدها إلى تونس وتزوجت من الملحن التونسي محمد صالح حركاتي الذي آمن بموهبتي وأنجبت منه طفلة تدعى “مريم”. بدأت مسيرتي الفنية سنة 2000، ويُعد ألبوم “غريبة” أول عمل فني خاص بي بالإضافة لثلاثة ألبومات أخرى.

** على ما نعتقد، هذه ليست أول زيارة لك إلى الجزائر؟

– هي زيارتي الرابعة، بحُكم أن والدتي من أصول جزائرية (عنابة). وقد كنت الصائفة الماضية ضيفة مهرجان “جميلة” بسطيف و”ليالي الكازيف” بالعاصمة، واليوم أزور الجزائر حتى أحيي السهرة الرابعة من عمر برنامج “ألحان وشباب”.

** على ذكرك لـ”ألحان وشباب”، كيف وجدت الأصوات المشاركة فيه؟

بصراحة بُهرت بها، فالبرنامج  فرصة حقيقية لأي هاو لينّمي موهبته ويصقلها، وقد سعدتُ عندما أبلغوني أن البرنامج تخّرج منه الشاب مامي وعدة فنانين جزائريين مهمين على الساحة الفنية.. صدقا لقد شعرت للحظة بالفخر أن أمي جزائرية وأنا أشارك فيه.

** بلغنا أنك ستُمددين زيارتك إلى الجزائر كي تنجزي بعض الأعمال؟

– صحيح، أنا أتطلع لتجسيد مشاريع فنية عدة ستجمعني مع فنانين جزائريين على رأسهم المطرب الصديق عبدو درياسة والشاب كادير الجابوني وصديقتي الفنانة فلة عبابسة.

** عقب اندلاع الثورة الليبية فررت إلى تونس، وهناك.. (تقاطعنا)؟

– لم أفر، فقد كنت متزوجة أنذاك من الملحن التونسي محمد حركاتي، وعند اندلاع فتيل الثورة لم أتأخر للحظة في الغناء للثورة، وأديت أغان داعمة للثورة الليبية.

** هل ترين أن ثورة 17 فبراير أتت بثمارها؟

– للأسف لا، وعلينا أن نعترف بذلك !!.. في النهاية لا يوجد ربيع عربي.. هناك تحطيم عربي وخراب عربي.. ناس استغلت ثورة شعب طالب بالتغيير لينهبوا ويسرقوا مال وخيرات هذا البلد ويشوّهوا الدين الإسلامي.

** ألا تخشين أن تؤخذ تصريحاتك هذه في خانة العداء للثورة؟

– هذه هي الحقيقة التي يشعر بها الليبيون اليوم، والتي لا مجال لإخفائها.. مطالب الشعب الليبي كانت ولازالت منذ بداية الثورة هي الأمن والحرية والعدالة الاجتماعية، ثم أريد أن أقول شيئا مهما لو تسمح لي. 

** تفضلي..

– اليوم عندما أرى الدمار والخراب في ليبيا.. أقول يا ريت لو أن القذافي عرف يتعامل مع شعبه من غير ما تحدث هذه الثورة، مشكلة القذافي أنه كان قامعا للحريات.. لكن الليبي في الخارج كان دائما رأسه مرفوعة. 

** لو يُطلب منك الغناء لثورة عربية عادلة، هل تقبلين؟

– بكل أسف لا.. فالواقع العربي المُر فرض عليّا وعلى كثير من الفنانين التحفظ وعدم الغناء لأي ثورة عربية بعد اليوم.

** هل من كلمة أخيرة تودين أن نختتم بها هذا الحوار؟

-نعم، أريد أن أعبر عن ندمي للغناء للثورة الليبية، فالثورة التي تخلف الموت والدمار وتشتيت الصف ليست بثورة.. سلامي لقراء مجلتكم الرائعة، وشكرا على هذا الحوار.