-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أصوات الموتى “لتسويط” الأحياء

عمار يزلي
  • 2898
  • 0
أصوات الموتى “لتسويط” الأحياء

عندما يصوِّت “مجلس الشعب”، ضد الشعب، وعندما يصرح بن فليس من وهران أن الانتخابات المحلية والتشريعية مزوّرة بفعل 3 ملايين صوت مسروقة من قوائم الأموات، فهذا يجعلنا نفهم لماذا “مجلس الشعب” يجلس على الشعب، ولماذا تتحكم الأقلية في الأغلبية باسم الأغلبية على الأقلية، ولماذا نجد الحكومة غير الشعبية والبرلمان غير الشعبي يقرُّ قانونا غير شعبي، الذي هو قانون الزبر والحش والقص والنتف وترييش الشعب المريّش أصلا لصالح كمشة من أهل “الريش” ومن الذي ارتشوا برشاوي النظام على كاهل أجساد الشعب المنتوف ريشه؟!

لم أعرف “بغل ـ مان” أشدّ قسوة حتى من بغل الحكومة فيما يتعلق برفس الشعب المرفوس، البرلمان الذي من المفترض أن يدافع عن الشعب، صار هو من يمثّل بجثته وهو شبه ميت أقسى بما مثل بجثته الجهاز التنفيذي، والدليل أن البرلمان زاد في بعض الزيادات التي زادها المشروع الحكومي في قانون مالية 2016، ومنها إعصار الوقود، كيف يعقل أن يصبح البرلمان أكثر ملكية من الملك؟ سؤالٌ يطرح إذا كنا نجهل أن البرلمان والأجهزة التنفيذية برمّتها لا تمثل الشعب إلا من حيث أنها تمثل به عوض أن تمثله أو تمتثل له، وعندما نعرف السبب، يبطل العجب: فهذه المؤسسات “المنتخبة” إنما هي ممثلة لأغلبية موتى هذا البلد الذين لا يزالون أحياء في القوائم الانتخابية. وعليه، يُفهم لماذا الأموات يقتلون الأحياء، لأنهم يرون من الحياء أن يبقى الناس أحياء فيما هم أموات!

هكذا، وجدتموني لا أنام هذه الليلة الكئيبة، بل أعيش كابوسا مروعا: الأموات قد خرجوا في شكل جيش من “ليزومبي” يطالبون بعودة أصواتهم إليهم من الذين سرقوها ليسرقوا المال والكراسي والقرارات؛ 3 ملايين زومبي ومليون ونصف مليون شهيد، كلهم خرجوا من الأجداث إلى أنصاب وأزلام يوفدون! كانوا كسواد الليل، وكان القتل الفظيع وسفك الدم يتمّ بطريقة وحشية من هؤلاء “ليزومبي” وكأنما كنت أتفرّج على فيلم رعب من نوع “نهاية العالم.. وولد أكس”، وكان بالمقابل الرصاص والنار تحرق وتخرق الآلاف منهم، لكن تعاظم هذه المخلوقات التي سُرقت منها حقوقها، بما فيها حق الكلام وزُوِّرت المحاضر باسمهم ووقع على السجلات الانتخابية باسمهم، و”خبط” السياسيون خطبهم البتراء المصنوعة من خشب الفلين، باسمهم: باسم الشعب وباسم الشهداء الأبرار! كانوا فظيعين، تحولوا إلى مخلوقات مرعبة ينقضّون ويمزقون لحوم بني آدم ويسفكون دماهم ببرودة دم: عطشى للانتقام الدموي المرعب.. قوات مكافحة الشغب والإرهاب، لم تتمكن من صد هذا العدوان الإرهابي المتوحش على الشعب، الشعب الميت يفتك بالشعب الحي! أي بلاء هذا؟ الأموات لا يفرّقون بين الأحياء الأموات وبين الأموات الأحياء، الكل في الموت سواسية.. رائحة الدم البشري وحدها كانت تقود هذه الجموع الغاضبة القائمة من القبور ترمي التراب من على وجوهها وتخرج نهارا جهارا لتحوّل الليل إلى نهار والنهار إلى ليل..

قلت لزميل لي كان يهم بالهروب: لا تخف، هؤلاء منا وأعرف الكثير منهم.. قال لي: أهرب، لا تقل عن أحد منهم إنهم لك، كانوا من أقاربك ومعارفك سابقا، إنما “السيستام” “فورماطا”  عقولهم! إنهم مثل البرلمانيين يمزِّقون الحبل السري مع الشعب بعد أول 40 مليون سنتيم يقبضونها، لقد تغيروا، لم يعودا ما كانوا.. أهرب بجلدك قبل أن يلحقوا بك وتتحول بدورك إلى “زومبي” جزائري.. من زامبيا!

وأفيق! يا إلهي ماذا فعل “المج ـ لص” الشعبي بالشعب؟! 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • رشيد - Rachid

    لو تم تحويل هذا المقال إلى فيلم سينمائي سيكون الأول في الـ Box Office

  • رشيد - Rachid

    أظف إلى لمعلوماتك: الزوالي ما عندوش سيارة.
    "الزوالي" يشتري المازوت من أجل التدفئة، بينما يتنعم "غير الزوالي" بالغاز الطبيعي والمدفأة المشتعلة 24/24 ساعة.
    الزوالي يأكل الخبز "الصابح" بينما يرمي "غير الزوالي" الخبز في المزابل.

    من يقرأ تعليقك يفهم أنك تريد أن يكون كل الشعب زوالي بدل أن تتمنى أن يكون كل الشعب "لاباس بيه"
    لكن (لمعلوماتك أيضا) التبذير لا علاقة له بالحالة المعيشية للفرد... هناك فقير مبذر وهناك غني شحيح كما هناك أناس معتدلون في الإنفاق لا شح ولا إسراف بغض النظر عن ممتلكاتهم.

  • مواطن عاشوري

    هؤلاء الاموات تحت التراب قاموا وانتفضوا من اجل استعادة حقوقهم المهضومة،اما نحن الاموات فوق التراب لانستطيع ان نفعل اي شيئ،

  • بدون اسم

    ضربة في الراس توجع و لكن ضربتين دوخ
    الشعب مسكين قالولو أنت راك مبذر وعتو الكلمة و سكت زادولو واحدة التقشف و كملو عليه بقانون الكموسة هكذا دوخوه و إلى ان يفطن مع أول فاتورة غاز و ماء وووووو ربي يستر

    صراحة لا أحد ضد أن يذهب الدعم لأصحابة لكن كيف و متى
    هل يمكن أن نشرع قانون دون تحضير الأرضية لذلك
    لماذا لم يطرح القانون للنقاش العام قبل تمريره في بغ.لمان
    لماذا الشعب يرقد على قانون و ينهض على قانون و الله غير عجب ألا يوجد في الجزائر رجل راشد

  • amine -bejaia

    يعني معزة ولو طارت ، ماذا تريد هذه النخبة التى تريد المعارضة من اجل المعارضة ،قبل انهيار اسعار البترول كل المعارضين و البعض الصحفيين من امثال كاتب المقال عارضو الدولة من اجل النهج الاقتصادي للبلاد ( ،دعم ، اسراف ...الخ) الا القلة القليلة وعندما صححت الحكومة المسار عارضوها ايضا جي تفهم تدوخ فماذا تريد الاحزاب المعارضة انا مع رفع الدعم نهائيا وكل سلعة بسعرها الحقيقى في السوق
    مثال: واحد زوالى عندو سيارة يدير الف حساب باش يخرجها اما واحد لاباس بيه تقولو يماه روح جيب الخبز يخرج السيارة

  • مواطن عاشوري

    ان كانوا قداسروا لك ببعض الاسرار،على من سينتخبون في الانتخابات القادمة ?
    سعيداني،ام عمار غول ،علي حداد ،ام بن حمو.

  • بدون اسم

    و هنا نفهم لماذا كل ما تحن انتخابات (رئاسية أو برلمانية) إلا و يخرج البعض بضرورة مقاطعة الانتخابات؟ نفهم أن الذين يخافون من الشعب هم الذين يحرضون الناس على مقاطعة التصويت حتى يخلوا لهم الجو فيبيضوا و يفرخوا كيفما شاؤوا؟؟؟