-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" ترصد قصصا مثيرة عن يوميات التلاميذ في العطلة

“أطفال الحجارة والمزابل” يعودون ربيعا.. وأبناء الأثرياء بين التزحلق وسيرك عمار!

سيد أحمد فلاحي
  • 1395
  • 4
“أطفال الحجارة والمزابل” يعودون ربيعا.. وأبناء الأثرياء بين التزحلق وسيرك عمار!
ح.م

تتفاوت طرق استغلال التلاميذ أيام عطلة الربيع حسب المستوى المعيشي للعائلات التي ينحدرون منها، فمنهم من يقضيها في الشقاء، فيما يتنعمّ آخرون بالعزّ والدلال والرّخاء؛ فيمضون يومياتهم ما بين التزحلق وحضور النشاطات الترفيهية.

“الشروق” توغَلت في هذا العالم المتناقض، وسلطت الضوء على يوميات التلاميذ في عطلة الربيع، حيث وقفنا على قصص مثيرة أبطالها أطفال في عمر الزهور، وجدوا أنفسهم يمارسون مهنا أكبر من أعمارهم، وآخرون يركبون الخطر من أجل اللهو واللّعب.

أطفال يسترزقون من المزابل وجمع الخردة

بمجرد خروج أطفال بعض المؤسسات التربوية في عطلة قوامها 15 يوما، حتى انتشروا بين أماكن مشينة يعتبرونها ملاذا مناسبا لتحصيل الأموال، ولعل المفرغة العمومية بعين البيضاء بوهران، هي أول نقطة يهوى بعض أطفال الخردة التوجه إليها لا لسبب سوى لجمع ما تيَسر لهم من مقتنيات يمكن لهم بيعها في سوق الخردة، وقد ذكر وليد صاحب الـ12 سنة أنه يقطن بأعالي منطقة عين البيضاء، وبحكم انتمائه لعائلة فقيرة، يغتنم فرصة العطلة وحتى نهاية كل أسبوع للتنقل إلى تلك المفرغات العمومية بحثا عن البلاستيك، والحديد و غيره من المواد، معرضين حياتهم لأخطار جمة، في مقدمتها الاحتكاك المباشر مع المواد الخطيرة، فضلا عن تعرضهم لهجمات الكلاب الضالة و عض القوارض التي تنتشر بشكل كبير في تلك المزابل العمومية التي تفرغ يوميا العشرات من الشاحنات أطنانا من النفايات المختلفة.
غير بعيد عن وليد، طرحنا سؤالا على صديقه علي صاحب الـ14 سنة، كان يدخن سيجارة، ويبدو مدخنا “محترفا” من خلال لون وهيئة أسنانه الصفراء، وأكد هذا الأخير أن المفرغة تحولت مع مرور الوقت إلى مصدر رزق ليس له فقط، بل لكثير من جيرانه، حيث يتوافدون عليها، للنبش في النفايات وجمع ما تيسر لهم من البلاستيك التي يتم نقلها فيما بعد على متن العربة يجرها حمار العائلة، لبيعها لأصحاب المصانع وورشات رسكلة البلاستيك، مؤكدا أن تلك المهنة ورثها عن عمه الراحل الذي كان يقتات من هذه الوظيفة إلى أن وافته المنية متأثرا بداء السرطان، ليخلفه هو وشقيقه لتحصيل أموال يمكن لهم ان يعيلا بها عائلته الفقيرة.

تلاميذ برتبة متسولين!

وإن كان هدا حال بعض التلاميذ، فإن هناك فئة أخرى لم تجد سوى طرق أبواب التسول، لتحصيل قوت يوم عائلاتها، والنجاح في اقتناء ملابس للربيع لتعويض تلك الرثة التي قضوا بها كل أيام الشتاء، حيث وجدناهم ينتشرون بالقرب من محاور الدوران وحتى بالفضاءات العمومية مثل جنة الأحلام بحي الحمري، وقصر المؤتمرات بحي العقيد لطفي، وغيرها من الأماكن الشيك، التي يقصدها يوميا المئات من الزوار ليس من ولاية وهران فقط، بل حتى من الولايات المجاورة.
“أطفال الحجارة” يجمعون القمح المتناثر من شاحنات الميناء
وإذا كان هذا حال بعض أطفال المدارس، فهناك آخرين انتهجوا طريقا محفوفا بالأخطار أطلق على تسميتهم أطفال الحجارة، هم فئة يتموقعون أعلى جسر المشاة على طول خط الميناء، وهدفهم الشاحنات المقطورة التي تخرج من الميناء محمَلة بأطنان من القمح وهو ما يسيل لعاب هؤلاء الأطفال الذين يرمون حجارة من أعلى ترتطم بالشاحنة وتنساب داخل الحمولة، لتنتج عن هذا الارتطام سقوط كميات معتبرة، من القمح ليكون عمل الفرقة الثانية التي تجلس على الأرصفة متابعة الهجوم، وبعد مرور الشاحنة تنطلق عملية جمع الكميات المتناثرة على الأرض وهم للأسف أطفال المتوسطات لا تتعدى أعمارهم الـ13 سنة، اغتنموا فرصة العطلة للبحث عن سبل الحصول على المال بعد بيع تلك الكميات لمربي الدواجن وغيرهم ممن يحتاج لمادة القمح.

يلعبون في الورشات المهجورة وأنقاض السكنات

من جهة موازية، وخارج مجال البيع وتحصيل القوت، هناك نوع من أطفال المدارس لا يجدون سوى الألعاب الخطيرة لممارستها في غياب الإمكانيات الكافية للتنقل لفضاءات الهاي كلاس، فيكون مكانهم المناطق المعزولة مثل بقايا السكنات المهدمة التي رحل أصحابها في الحمري وسيدي الهواري، وكثيرا ما ينتج عن اللعب في تلك الأماكن وقوع حوادث خطيرة، يكون ضحيتها أطفال أبرياء لم يجدوا سوى تلك المناطق للترويح عن انفسهم، والصورة رصدناها بحي 260 مسكن بحي إيسطو، أين يجد أطفال المدارس في ورشة بناء مهجورة كانت عبارة عن مشروع حظيرة بالطوابق لم تكتمل، مكانا للتسلق والركض والتسابق فيما بينهم، وكانت النتيجة العام الماضي أن اخترقت إحدى القضبان الحديدية رجل طفل، ورغم ذلك، لا يزال التلاميذ يرتادون المكان في غياب مساحات لعب الاطفال.

.. وآخرون يتسلَقون الترامواي للتسلية

كما انتشرت هذه الأيام عبر صفحات الفضاء الأزرق مقاطع فيديو لبعض التلاميذ المنتشين بعطلة الربيع، وهم يجازفون بحياتهم ويتسلقون خلف عربات الترامواي من باب المغامرة والتسلية من أجل كسب الرهان، الذي قطعوه فيما بينهم، حيث رغم تحذيرات بعض المارة والسائقين لهم، إلا أنهم واصلوا المغامرة، معرضين حياتهم للموت.

أطفال الأغنياء بين سيرك عمار والتزحلق على الجليد

من جهة ثانية، صادفنا صنفا آخر من الأطفال المنحدرين من عائلات ثرية في عدة مواقع معروفة بغلاء تذكرة الوصول إليها، فمثلا هناك من فضَل زيارة سيرك عمار الذي حط رحاله بوهران، حيث أن سعر الدخول لا ينزل عن الـ900 دينار للشخص الواحد، بينما يفوق سعر الدرجة الأولى الـ1500 دينار، حيث يشدَ انتباهك نوع السيارات الفاخرة التي تركن هنا وهناك لتنزل منها عائلات أرستقراطية يظهر ذلك من نوع الألبسة وطريقة الحديث، أين يتوجهون مباشرة للمدخل الرئيسي لمشاهدة العرض.
في حين فضلت الكثير من العائلات الثرية التنقل إلى مناطق تهاطل الثلوج على مستوى “جبال تسالة” بسيدي بلعباس أو “لالة ستي” بتلمسان، أو حتى الشريعة بهدف قضاء أيام جميلة وأخذ صور تذكارية غزت صفحات الفايسبوك للتباهي والتفاخر، من خلال التزحلق على الثلج مثلما هو متعامل به في دول متطورة وغيرها من ألعاب البريستيج التي لا يراها أطفال الفقراء حتى في أحلامهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • كمال قسن

    اين الشؤون الاجتماعية التي من المفروض أن تتكفل بمثل هؤلاء الاطفال بلاد العزة والكرامة

  • أبي

    ..................................وأبناءالأثرياء لايموتون..ويخلدون...............؟..

  • hrire

    هذا فى زمان ماض اما زمان ربعة عهدات و الف مليار دولار فهى فيءة 10% تاكل فبها بالمساك و بدون حق و الباقى يتفرج و تحيا

  • واحد

    وبيت القصيد؟؟؟؟؟ والله ماذكرتم انما هو تذكير باحوال الدنيا ولم يمر زمان الا وكان فيه ماذكرتم اذ هذه هي العبرة والحكمة من كون الدنيا دار ابتلاء وعمل لا دار تقلاش و و و