رياضة

أعداء النجاح يعبثون بكرتنا

ياسين معلومي
  • 975
  • 5
ح.م

كم هو مؤسف ما يحدث في الرياضة الجزائرية، التي عادت من ألعاب البحر الأبيض المتوسط بكارثة تبقى وصمة عار على الذين يحكمون هذا القطاع منذ سنوات، ومنهم من غادر دون أن يحاسب، والسبب حسب رأيي هو مخلفات التناحر والخلافات الشخصية بين من وضعت فيهم الدولة الثقة لتسيير قطاع الشباب والرياضة، والمحصلة أن النتائج السلبية ستتواصل إذا لم يوكل هذا القطاع الحساس لأهل الاختصاص المهمشون من طرف من لا يريدون الخير لهذا الوطن، بل وتزعجهم حتى النجاحات التي تحققت في مختلف الرياضات، فتجدهم يخلقون أعذارا لتبقى الرياضة في الحضيض بعيدا عن المستوى الدولي الذي عشناه في السنوات الأخيرة، وحتى في سنوات الجمر مع المتألقين نور الدين مرسلي و حسيبة بولمرقة.
الحديث أيضا يجرّني مثل كل مرة إلى ما يحدث لمنتخبنا الوطني لكرة القدم الذي يعاني منذ مدة من توالي النتائج السلبية التي أقالت المدرب رابح ماجر من منصبه، رغم أنني متأكد بأنه ليس السبب المباشر في تراجع الكرة الجزائرية، فهل يعقل أن يتم إنهاء مهام مدرب وطني منذ أسبوعين، دون الحديث معه ومع طاقمه، وهل من الاحترافية أن نفسخ عقد طاقم فني دون إبلاغه، وهل يعقل أيضا أن يبقى منتخبنا دون مدرب وهو الذي سيعود إلى المنافسة الرسمية بعد شهرين من الآن، وهل من الاحترافية أن نقطع حبل النجاح الذي عشناه طيلة مونديالين متتاليين، ونبعد كل من كان سببا في النجاح، فكم هم كثيرون أعداء النجاح في كرتنا.
كنت أظن أن الاتحاد الحالي لكرة القدم يعمل على إصلاح أخطاء المكتب السابق، خاصة فيما يخص تسيير المنتخب الوطني، لكنني ألاحظ أن ذلك لم ولن يحدث أبدا جراء الفوضى التي يتم بها تسيير المنتخب الوطني الأول، فعندما يصبح “الشارع” هو من يقرر في منتخب وطني، وبعض المقربين من الخضر، ولأسباب مختلفة يخدمون مصالحهم على حساب منتخب وطني فعلينا أن نقرا السلام على كرتنا، عندما يصبح المنتخب حقل تجارب لبعض اللاعبين الهواة، فلا يحق لنا أن نطمح في التأهل لا لكأس إفريقيا القادمتين، ولا حتى لكأس العالم بالدوحة.
أظن أن المكتب الحالي قد تجاوزته الأحداث في العديد من الأمور، وعليهم أن يتحكموا في زمام الأمور قبل فوات الأوان، لأن تسيير فريق كروي يختلف عن تسيير منتخب وطني بمشاكله وأهدافه، وأظن أن الرئيس الحالي عليه العودة إلى بعض رجال الخفاء الذين أوصلوا المنتخب إلى القمة، وليس إلى من يجرون و يلهثون وراء الورقة الخضراء.
أعرف أن الأمور معقدة جدا على الرئيس الحالي ل”الفاف”،لأن مهمته تطوير وترقية كرة القدم ولكن ليس بهذه الطريقة، وعليه مراجعة حساباته جيدا، وجلب من يعملون معه بصدق وليس من يطعنونه في الظهر، مثلما يحدث في العديد من اللقاءات غير الرسمية.
لا أعرف لماذا مسيرين مثل جهيد زفزاف والمناجير صادي وآخرين من رجال الخفاء الذين كانوا يملكون جزئيات نجاح الحضر يتم إبعادهم وتعويضهم بآخرين لا يملكون حتى تجربة مقبولة محليا… الكرة الجزائرية والمنتخب الوطني في خطر قبل انطلاق المنافسات الرسمية، فلا بد من التنبيه ودق ناقوس الخطر قبل أن يقع الفأس على الرأس، حينها لا ينفع الندم.

مقالات ذات صلة