الجزائر
عائلات تتوافد على سفن أشبه بقاعات حفلات متحركة

أعياد ميلاد وأعراس “عائمة” بـ 07 ملايين

وهيبة سليماني
  • 4181
  • 8
أرشيف

يبدو أن الرغبة في التنزه بدأت تفتح شهية الجزائريين في الآونة الأخيرة بعد أن فاضت قلوبهم بالهموم والمشاكل وملوا من السماع عن أخبار وحوادث تهز حالتهم النفسية وتقذف بهم إلى الإحباط والحزن.. إقامة أعياد الميلاد وحفلات الخطبة على متن السفن الصغيرة المخصصة للنزهة موضة جديدة ومتنفس آخر وجدت فيه بعض العائلات الجزائرية الطريق إلى التخلص من أثقال الهموم ورميها في البحر وسط صخب البهجة والسرور ولو كلف هذا الملايين!..
بعض أصحاب السفن المخصصة للنزهات عبر الشواطئ فتحوا باب الاستثمار هذا العام في حفلات جماعية منظمة مع توفير بعض الخدمات والوجبات والحلويات، وهي حفلات فوق مياه المتوسط وعلى الراغب في المتعة لمدة أطول أن يدفع المال ويطلق العنان لصراخه وغنائه وصفيره ويرقص على وقع الأغاني الرايوية والشرقية والشعبية والصحراوية بعيدا عن التجمعات السكانية والأحياء المكتظة وقرف الضجيج الذي يبتلع كل حس وصخب الأفراح ويحولها إلى مجرد أصوات تعزف على أوتار القلق!
في ميناء سيدي فرج غرب العاصمة، رصدت سفن مزينة بشرائط وأضواء ملونة، وديكورات أفراحا عصرية، تشد انتباه المارة، علقت عليها عبارة: “سفن لعيد الميلاد والأعراس”، وقد عمد أصحابها إلى نشر إعلانات عبر صفحات الفايسبوك لجلب الزبائن والعائلات الراغبة في الجمع بين نسمات البحر واللمة على متن السفينة وهي تسير بين الأمواج.
كشف لنا الشاب سيد علي 24 سنة، يملك سفينة للنزهة بطول 8 أمتار، عن مشروعه السياحي الذي بدأه منذ السنة الماضية، حيث استقطبت سفينته العشرات من العائلات والشباب الذين يحتفلون بأعياد الميلاد والخطبة، وحتى العرسان المتزوجون الجدد يفضلون حفلات صغيرة تضمن الأولياء فقط.
3 اتصالات يستقبلها خلال ساعة واحدة “الإقبال ملحوظ، والفكرة أعجبت الكثير”، قال سيد علي مبتهجا، وأكد أن العائلات التي يستقبلها في سفينته التي أضحت كمطعم راق متحرك، تتوافد من الجزائر العاصمة والبليدة وتيبازة وبومرداس، ومنها عائلات تقيم في المهجر وجاءت إلى الجزائر لقضاء عطلة الصيف.
وقال إن أعياد الميلاد هي أكثر ما يقام من حفلات على متن سفينته، حيث يتم الحجز مسبقا، والمواعيد خلال الأسبوع ضبطت وحددت الرحلات حسب طالبيها، وحسب المدة المطلوبة من كل عائلة.
وعن أسعار الرحلات الصاخبة والاحتفالية على مياه المتوسط، أكد سيد علي أن تكلفة الساعة الواحدة مليون سنتيم ودون أي خدمة، وهي رحلة من ميناء سيدي فرج إلى شواطئ تيبازة وشرشال، أما رحلة 3 ساعات فتكلف 3 ملايين سنتيم، وتوفر ديكور عيد الميلاد أو الخطبة، والفطور، وإذا رغبت العائلة في قضاء يوم كامل وسط مياه البحر وعلى متن السفينة والاحتفال بالطريقة المفضلة لديها، فعليها أن تدفع 7 ملايين سنتيم، على أن يقدم صاحب السفينة وجبة الإفطار وهي في الغالب “لابيلا”، كما يمنح الحلويات والمشروبات.

مقالات ذات صلة