الشروق العربي
انفصال لأجل "دلاعة"

أغرب أسباب الطلاق في المحاكم الجزائرية

نسيبة علال
  • 21425
  • 15
فاتح بارة

أبغض الحلال عند الله الطلاق، هذا ما يجعل فك الرباط المتين بين الزوجين يستدعي حضور أسباب فعلية تستحيل معها مواصلة الحياة الزوجية، لكن المحاكم الجزائرية اليوم تعج بمئات قضايا الطلاق الغريبة التي كان السبب فيها واهيا وغير منطقي، تنقلنا إلى بعض المجالس القضائية حتى نرصد أغرب أسباب الطلاق التي مرت بها.

“همّ يضحك وهمّ يبكي”

بمحكمة بوفاريك سجلت أتفه قضية طلاق، وربما هي الأكثر طرافة على الإطلاق، صاحبها زوج في بداية الخمسين، اتخذ قرار ترك زوجته بعد 24 سنة من العشرة، والسبب أنها تأكل وسط البطيخة دائما، يعني بالعامية الجزائرية تأكل (قلب الدلاعة) ما يجعل الزوج يستشيط غضبا عند عودته إلى المنزل. تقول الاستاذة “،ع” المكلفة بالفصل في القضية، أن الزوج هدد زوجته مرارا وتكرارا بالطلاق إن أقبلت على فعلتها ثانية، لكنه تلك المرة نفذ ما توعدها به، ورغم أن السبب تافه وغير مقبول لدى القضاء الجزائري كحجة للطلاق، إلا أن الزوج أصر على قراره، وسجلت القضية على أنها طلاق تعسفي، وبذات المحكمة دائما، رفعت سيدة عشرينية قضية خلع ضد زوجها المدمن على تعاطي “الشمة”، وتقول في محضرها حسب الأستاذة “ش،ع” أنها “الزوجة” تنفر كثيرا من زوجها ومن روائح فمه الكريهة وأنها فاتحته بالموضوع مئات المرات، دون جدوى.

الطلاق أو الملوخية

في محكمة بئر مراد رايس وقبل شهور، دخلت قضية طلاق هي الأخرى فيها من الغرابة والطرافة الشيء الكثير، بطلها شاب جزائري متزوج من سيدة  تونسية، يقول مصدر من المحكمة، أن الزوج رفع قضية طلاق ضد شريكة حياته بعد سنة زواج فقط، والسبب حسبه أنها مدمنة على الملوخية، فيما يتقزز هو من شكلها، وقد منعها من إعداد هذا الطبق، ولكنها تعود لإعداده يوميا، والسبب الأغرب من هذا أنها رفضت اصطحابه لقضاء العطلة ببلدها، فقررا الانفصال.

“قصت شعرها فقص ورقتها”

هكذا وصف عمال محكمة الأربعاء قضية طلاق حديثة، لم تكن تعلم ضحيتها أنها عندما توجهت للحلاقة من أجل قص شعرها بعد رفض زوجها، تتهيأ بذلك لآخر إطلالة تودع بها بيت الزوجية، فالزوج الذي كان رافضا لفكرة قص شعر زوجته، انصدم عند عودتها من فرح عائلي، بقصة شعر قصيرة جديدة، فدخل معها في جدال صاخب، أفضى به إلى نطق الطلاق.

كيف يتعامل القضاء الجزائري مع قصص الطلاق الغريبة!

لمعرفة موقف القضاء من قصص الطلاق الغريبة التي باتت ظاهرة تجوب أروقة محاكمنا، قابلنا الاستاذ خشوش محمد، محام لدى مجلس بئر مراد رايس، والذي أخبرنا أن ما تبدو لنا اسبابا غريبة، هي في الواقع أسباب شكلية للطلاق فقط: “هناك دائما عدة أسباب وتراكمات تتوضح لنا بعد البحث في طبيعة العلاقة الزوجية، وتلك القصص الطريفة العجيبة ما هي إلا القطرة التي تفيض الكأس، والدليل على ذلك تمسك أصحاب هذه القضايا بقرارهم الطلاق”، وعن النظر فيها، يضيف الأستاذ خشوش محمد أنه في الغالب تأخذ القضايا التي ليست لها أسباب فعلية وواضحة على انها طلاق تعسفي، يتحمل فيها الزوج غرامة مالية بالإضافة إلى نفقته الشهرية في حال كان هنالك أطفال، وتدفع الزوجة لطليقها بعد خلعه مبلغا تحدده المحكمة مقابل الانفصال”.

مقالات ذات صلة