-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أغيثوا وفاق سطيف

ياسين معلومي
  • 711
  • 0
أغيثوا وفاق سطيف

يعيش أحد أعرق الأندية الجزائرية فريق وفاق سطيف أزمة مالية خانقة قد تعصف به إلى الأقسام الدنيا مستقبلا، إذ لم يتلق اللاعبون أجورهم منذ أشهر، والرصيد البنكي مجمّد إلى إشعار آخر بسبب الديون المتراكمة التي أدخلت “الكحلة والبيضاء” في نفق مظلم لن تخرج منه ما لم تجد حلولا سريعة وآذانا صاغية من المسؤولين الذين أداروا ظهورهم لهذا الفريق الذي شرّف الجزائر في العديد من المنافسات القارية والإقليمية، وله الشّرف ليكون النادي الجزائري الوحيد الذي شارك في كأس العالم للأندية بعد تتويجه برابطة الأبطال سنة 2014، مع المدرِّب خير الدين مضوي والرئيس حمَّار ومجموعة من اللاعبين أغلبهم من خريجي المدرسة السطايفية العريقة.

عند بداية الموسم الكروي، ارتأت إدارة الوفاق تعيين المدرِّب المصري حسام البدري للإشراف على العارضة الفنية للفريق، وهو صاحب العديد من التتويجات مع نادي القرن، ورغم أن البداية كانت بعدد كبير من اللاعبين في التحضيرات، وصل في فترةٍ ما إلى أربعين لاعبا، وهو أمرٌ لا يحدث أبدا في الفرق المحترفة وفي ناد بحجم الوفاق، إلا أنه تمكّن من تكوين فريق تنافسي عرف في وقت قصير كيف يتأقلم بسرعة في البطولة المحترفة، واكتشف جيلا جديدا من اللاعبين يستطيع مستقبلا إعادة سكة الوفاق إلى منصة التتويجات.. غير أن الأزمة المالية المتواصلة جعلت المدرِّب المصري يحزم أمتعه ويعود إلى بلده وفي ذهنه أمرٌ لا يصدَّق؛ فكيف بفريق نال رابطة الأبطال الإفريقية سنة 2014 ووصل سنتي 2018 و2022 إلى نصف نهائي المنافسة القارية، ولعب كأس العالم للأندية لا يملك اليوم حتى الأموال لشراء قارورات الماء ولا حتى وجبات الأكل للاعبين وكأنه فريق حديث النشأة؟!

ورغم أن الجميع يعرف أن هذه المدرسة الكروية التي تأسست سنة 1958 يزين خزائنَها 22 لقبا، وشرّفت الجزائر في عديد المحافل الكبرى، ومنحت مختلف المنتخبات الوطنية عديد اللاعبين والمدرِّبين، تعاني في صمت رهيب رغم محاولات الإدارة الحالية إيجاد حلول طارئة.

عندما نرى ونشاهد ما يحدث في بطولتنا المنحرفة، خاصة وأن بعض الأندية تمكنت من الحصول على شركات وطنية تسيرها وتمنح لها الملايير سنويا رغم أن نتائجها وتاريخها لا يضاهي تاريخ فريق الشهداء، علينا أن نطرح العديد من الأسئلة ومنها على وجه الخصوص: لماذا التعامل بمكيالين بين الفِرق؟ ولماذا لا  نعود إلى الإصلاح الرياضي الذي طُبّق سنة 1976 وتقرر الدولة منح كل الأندية شركات وطنية تسيّرها وتبعد الرؤساء الذين عمّروا كثيرا في مناصبهم، وكانوا وسيبقون في المحيط الكروي يخدمون مصالحهم الخاصة؟ علينا أن ندق ناقوس الخطر ونولي اهتماما بالمدارس الكروية الجزائرية التي يسير معظمها نحو الزوال.

عندما نتحدث عن الوفاق السطايفي أو شبيبة القبائل أو الأندية التي لن تتمكن إلى يومنا من الظفر بشركات وطنية لتسييرها، علينا أن نوجه نداء عاجلا إلى وزارة الشباب والرياضة التي انتهت مؤخرا من دراسة ملف الاحتراف في الجزائر، وقدّمت توصيات عاجلة إلى الجهة الوصية مفادها أنه “يجب وفي أقرب وقت ممكن إنشاء بنك يضم كل المستثمرين والمتعاملين لمساعدة الأندية التي تنشط في البطولة الأولى، والتي تعتبر واجهة الكرة الجزائرية”.

عندما سمعت رئيس وفاق سطيف عبد الحكيم سرّار  يوجِّه رسالة إنقاذ لكل الذين بإمكانهم نجدة هذا الفريق العريق، علينا أن نضمَّ صوتنا إلى قائد الوفاق السابق ولا نترك هذا النادي وأندية أخرى تزول من الخارطة الكروية الجزائرية.. فهل يتحرَّك المسؤولون عن الكرة الجزائرية، ويقفون وقفة رجل واحد لتبقى هذه الأندية حية ترزق؟

 لا يحقُّ لنا اليوم أن ندعم ستة أندية ونمنح لها كل الإمكانات ونتجاهل العشرة الأخرى، رغم أن تلك التي لا تملك أموالا عادة ما تحقق انجازات عجز عنها أصحاب الملايير التي تصرف بطريقة تجعلنا اليوم ننادي بصوت عال: أغيثوا الوفاق وكل الأندية المتواجدة في خطر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!