أكتوبر غيرت مجرى التاريخ

لما يستيقظ شعب بأكمله على خبر إقالة رئيس الجمهورية لمستشاره الخاص “بلخادم” والمنخرط أساسا في حزب كبير في صورة مهينة مثلما يطرد صاحب ورشة “خداما” عنده بهذه الطريقة لهو يوم الفزع الأكبر،لأن الرجل المقال كان أقرب إلى الرئيس من “موسطاشه” إلى أنفه… ولما عطس الرئيس سقط “بلخادم” سقوطا مدويا وصل دويه إلى بيت “الأفلان”، لكن سعداني إعتبر هذا الدوي عاديا ولا حدث،يبدو أن آلة الحصاد ما يزال محركها يشتغل ونرتقب سقوط أسماء ثقيلة أخرى أكثر أو أقل وزنا من “بلخادم” بعد هذا الشهر أي أكتوبر الذي تخافه السلطة وتحسب له ألف حسابا عسيرا.

العارفون لما يدور في دواليب الحكم يهمسون في أذان بعضهم البعض أن الرئاسة أقدمت على هذه التغييرات لتطبيق مخطط قدم إلى مصالحها بعد ترشح “بوتفليقة” للعهدة الرابعة وما هذه المعالم المعلومة تشبيب مقاليد الحكم على عكس من يتولى الآن وزارة الشباب السيد خمري الذي يقترب سنه من السبعين  ومؤخرا  تحركت عاصفة حوله وضده حينما رعت وزارته مسابقة جميلات الجزائر….وكأن البلاد حلت كل مشاكلها ولم يبق لها سوى البحث عن الجمال والزين في بناتنا.

  إن شهر أكتوبر يبدأ من الفلاحون حرث أراضيهم،ويبدأ فيه الطلبة الجامعيون موسمهم الدراسي ،ويبدأ فيه الحجاج الجزائريون التلبية والوقوف في صعيد عرفات ليوم الحج الأكبر ،وآخرون حضروا لاحتفالات الخامس من أكتوبر ذكرى الانفتاح الديمقراطي والتعددية الحزبية بعد مرور 26 سنة على اندلاعها.

حقا هو شهر غير مجرى حياة الجزائريين، وأعطاهم مكاسب الحرية وأخذ منهم دماءهم وأموالهم وشبابهم وشيوخهم،  لكن الثمرة كانت قيمة الجزائريين وهم أحرار لهم حقوق وعليهم واجبات .

ما يجب أن تنتبه إليه الدولة أن جرعات التخدير قد يزول مفعولها مهما طالت مدتها وأن غليان الجبهة الاجتماعية وصل إلى درجة الثوران،وشعب بعقلية 5 اكتوبر1988 غير هذا الشعب 2014، لذلك الشعب يريد التغيير إلى الأحسن في دواليب الحكومة والوزراء،وفي شتى مراتب المسؤوليات …