جواهر
مساهمة

ألف طريقة لطبخ الكسكسي الجزائري وألف نوع جبن بريطاني

باري لوين
  • 3802
  • 5
أرشيف

ذكرتُ في مقالي الأول أن الشاف شهرزاد قد علمتني طبخ الشربة الجزائرية. قالت لي زوجتي أنه إذا كنت قادرا على الطبخ في برنامج تليفزيوني، فيمكنني الطبخ في البيت كذلك!
لذلك في الأسبوع الماضي، طبخت طبق “المسفوف” لي ولزوجتي، وبصراحة لم يكن طيبا مثل الذي أكلته عند أصدقائي الجزائريين، أحتاج إلى التدرُّب عليه أكثر قبل أن أقدِّمه لضيوفي الرسميين في منزلي.
لقد قرأتُ أن في الجزائر هناك 350 صنفا من التمور، و300 نوع كسكسي يُطبخ بألف طريقة تختلف من منطقة إلى أخرى؛ فهناك كسكسي باللحم والصلصة والخضر المشكِّلة، يتم تحضيره في المواسم والمناسبات المختلفة.
المملكة المتحدة تزخر بتنوع رائع! Diversity is Great
إن المطبخ البريطاني متنوعٌ أيضا، فهناك في المملكة المتحدة ألف صنف من الجبن، وقد حازت المملكة على جوائز دولية في هذا المجال، فجبنة التشيدار cheddar))، التي أصبحت اليوم منتشرة عالميا، أصلها من مدينة “تشيدار” والتي تقع جنوب إنجلترا.
إن لكل منطقة من مناطق المملكة أطباقَها الخاصة، والتي أصبحت مشهورة في كل بريطانيا، بل وحتى في العالم أجمع – فمثلا طبق الهاغيز (haggis) الأسكتلندي (وهو الطبق الوحيد الذي أعرفه الذي يُلقى عليه أبيات من شعر “روبيرت بورنس” (Burns nights) في بداية الوجبة. كورنيش باستيس Cornish pasties)) وهو طبق كان يعدُّ أصلا لعمال المناجم كغداء ساخن في منطقة الكونوال، أما اليوم فقد أصبحت هذه الوجبة تُباع للمسافرين في محطات القطار في أرجاء المملكة. هناك أيضا كعك ويلز (Welsh cakes) وهو اختصاص زوجتي، والحساء الإيرلندي (Irish stew)، ولنكاشير هوتبوت (Lancashire hot pot) وهو طبق من اللحم والبصل مغطى بشرائح البطاطة، وبودينج يوركشاير (Yorkshire pudding)، وكعك إيكل (Eccles cake)، وبالطبع لا أنسي الطبق الأشهر سمك وبطاطا (fish and chips).
هناك أسماء بعض الأطباق يصعب شرحها مثل: الضفدع في الحفرة (Toad in the hole)، والفقاعة والصرير (bubble and squeak) وفوضى اليتون (Eton mess). إن عددا من تلك الأطباق مستوحى من بلدان أخرى واحتضنتها المملكة المتحدة، مثل تيكة الدجاج ماسالة (Chicken Tikka Marsala) وهي دمج طبقين هنديين، ليصبح طبقا من الأطباق الوطنية.
نحن نستفيد كذالك من التنوع الثقافي في مجالات أخرى – على سبيل المثال بريطانيون من أصول مختلفة، مناطق ريفية وثقافات مختلفة وحتى لغات متعددة. لقد لاحظت أن الجزائريين قادرون على تكلم لغتين وثلاث لغات أو حتى أربع (وأحيانا ينتقلون من لغة إلى أخرى في الوقت نفسه!). يتكلم الناس في لندن 300 لغة، ما يجعلها، على الأرجح، المدينة الأكثر تنوُّعا في العالم.
تستفيد كل من المملكة المتحدة والجزائر من خبرة بعضهما البعض، ويتبادلان وجهات النظر في مجالات عدة. كما تستفيد المملكة من مشاركة الجزائريين بامتياز في كرة القدم، وفي مجالات أخرى أيضا مثل التعليم، والسياسة، والمجتمع المدني، والتجارة. وعلى سبيل المثال، تم خلال هذا الأسبوع توقيع شراكة تجارية مهمة مع وكالة الفضاء الجزائرية، ومع شركة وسكوم (Wisscom)، وهي شركة بريطانية في مدينة اكسفورد (Oxford)، يسيرها البريطاني الجزائري عبدو عتو.
فالتنوع رائع Diversity is Great – لنعمل معا، يدٌ وحدة لا تصفق!

مقالات ذات صلة