الجزائر
اتفاقية لتزويد 33 بلدية كدفعة أولى

ألواح شمسية عبر 100 ألف عمود كهربائي لاقتصاد الطاقة

سعيد باتول
  • 3379
  • 12
ح.م
وزير الداخلية والجماعات المحلية وتهيئة الإقليم نور الدين بدوي

أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية وتهيئة الإقليم، نور الدين بدوي، أنه تم وضع خارطة طريق تهدف لاستحداث “نموذج جديد” لاستهلاك الطاقة في المرافق والممتلكات العمومية على المستوى المحلي، حيث سيتم تزويد 100 الف عمود بالطاقة الشمسية.

وفي كلمة له خلال مراسيم التوقيع على اتفاقيات تمويل مشترك بين وزارة الطاقة وممثلي البلديات يتم بموجبها استبدال المصابيح العادية بأخرى اقتصادية في الإنارة العمومية في 33 بلدية، حيث وضعت وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية خارطة طريق قائمة على إرساء نموذج جديد لاستهلاك الطاقة في المرافق والممتلكات على المستوى المحلي، سيسهم في تخفيض معدلات الاستهلاك وحماية البيئة، كما سيشجّع على نشوء شبكة جديدة من المؤسسات الشبانية الصغيرة التي تعنى بهذا المجال.

فحسب الوزير، تستند هذه الخارطة على تحديد برنامج استثماري لفائدة الجماعات المحلية والذي دخل حيز التنفيذ ابتداء من السداسي الثاني لهذه السنة وستمتد فترة تجسيده على ثلاث سنوات أي لغاية 2020 كمرحلة أولى.

ويهدف هذا البرنامج الذي خصص له غلاف مالي يقدر بـ40 مليار دينار إلى تحقيق إدماج الطاقات المتجددة في ممتلكات البلديات وذلك من خلال تزويد أكثر من 1.541  مدرسة ابتدائية بالكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية أي بمعدل مدرسة ابتدائية في كل بلدية في آفاق 2020.

وفي هذا الإطار، قامت الوزارة  بإنجاز واستلام 80 مدرسة مزودة بالطاقة الشمسية خلال الدخول المدرسي لهذه السنة عبر 48 ولاية، فحسب السيد بدوي، فإن هذه المشاريع تكتسي بعدا إيكولوجيا واقتصاديا هاما مما يسمح بخلق حس توعوي في أذهان الأطفال المتمدرسين الذين سيكون إدراكهم العلمي وملامستهم الواقعية لأهمية الطاقات المتجددة الدور الكبير في رسم جسور نقل هذه الثقافة وهذا الالتزام البيئي نحو عائلاتهم أيضا.

وفي نفس السياق، وجهت الوزارة  تعليمات لتعميم الإنارة العمومية المستعملة   للألواح الشمسية بالأخص في ولايات الجنوب والهضاب العليا والمناطق البعيدة عن الشبكة الوطنية للكهرباء.

كما سيتم إنجاز في آفاق سنة 2020 حوالي 100.000 عمود إنارة عمومية مزوّد بالألواح الشمسية التي ستحقق، حسب السيد الوزير “استقلالية” في التزوّد بطاقة “نقية” و”نظيفة” من دون دفع أي فاتورة للكهرباء.

من جهة أخرى وفي خضم هذا البرنامج الثلاثي، أكد السيد بدوي انه سيتم تزويد  أكثر من 148 مسجد بالألواح الشمسية مع برمجة تعميم هذه المبادرة تدريجيا على مساجد أخرى.

كما يسعى ذات القطاع من خلال هذا البرنامج الاستثماري إلى مواصلة الإنجازات الكبرى التي حققتها الجزائر في مجال الربط بالطاقة الكهربائية من خلال المضي  في ربط المناطق المعزولة والنائية المتبقية، خصوصا بالجنوب الكبير والهضاب العليا والمناطق الحدودية بكهرباء من مصادر نظيفة، وذلك بتزويد قرابة 25000 منزل بالكهرباء من مصادر نقية في أفق 2020.

وقال بدوي انه على مستوى كل ولايات الوطن وبالأخص ولايات الجنوب والولايات المنتدبة للجنوب والولايات الحدودية فإن رهان الطاقات المتجددة  يعتبر حتمية وليس خيارا، فهي تتوفّر على إمكانات شمسية هائلة، كما أن التكنولوجيات المستعملة للطاقة الشمسية عرفت في الآونة الأخيرة تطورا كبيرا من حيث النجاعة وتخفيض تكاليف الاستثمار الأولي وأعباء الاستغلال.

وأوضح الوزير أن رهان الانتقال الطاقوي المحلي هو خيار لا رجعة فيه، إذ أن الوضعية المالية الحالية للجماعات المحلية تستدعي الشروع  في البحث عن حلول بديلة لتقليص نفقات الميزانية.

ووقعت وزارة الطاقة مع 33 بلدية عبر 29 ولاية اتفاقيات تمويل مشترك بين وزارة الطاقة وممثلي البلديات، يتم بموجبها استبدال المصابيح الزئبقية العادية بأخرى اقتصادية في الإنارة العمومية .

وتنص هذه الاتفاقيات، على تمويل عملية استبدال 10.000 وحدة إنارة عمومية عادية بمصابيح اقتصادية للطاقة من نوع “الليد” على مستوى البلديات، أي بمعدل 303 جهاز إنارة لكل بلدية من البلديات الـ33 .

 وتقضي الاتفاقيات المبرمة بأن يساهم الصندوق الوطني للتحكم في الطاقة في تمويل البرنامج بـنسبة 50% على أن تتحمل البلديات النصف الآخر من الأعباء من  ميزانياتها الخاصة. وتقدر قيمة هذا البرنامج التمويلي بـ400 مليون دينار.

مقالات ذات صلة